أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، أن التقديرات الأولية لخسائر انفجار مرفأ بيروت تفوق 15 مليار دولار، في الوقت الذي تعهدت فيه الحكومة الألمانية بدعم لبنان بالكهرباء مجانا.
وأشارت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، اليوم الأربعاء، إلى أنّ أضرار الأبنية والسيّارات قدّرت حتى الآن بـ3972 مبنى و4214 آلية، وما زال العمل مستمراً حتى مسح جميع الأضرار.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الألماني هيكو جوزف ماس من قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس عون، أن شركة سيمنز التي رافق رئيس مجلس إدارتها الوزير ماس في زيارته لبنان، قررت تقديم مولدين للطاقة بقوة 80 ميغاوات لتأمين التيار الكهربائي لمدة سنة مجاناً إلى أكثر من 65 ألف نسمة، وتقدر كلفة هذا العمل بـ45 مليون يورو.
وأشار إلى أن المعدات اللازمة ستصل إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، ليتم تركيبها في المناطق المنكوبة.
وقال ماس إن "مؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني الذي نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أظهر تضامن المجتمع الدولي مع لبنان في محنته، ورغبته في الوقوف إلى جانب اللبنانيين لتمكينهم من تجاوز ما حصل".
وأضاف أن بلاده سارعت إلى تقديم المساعدات العاجلة إلى لبنان، سواء من خلال الصليب الأحمر اللبناني أو من خلال طواقم حضرت إلى بيروت وفرق إنقاذ، لافتاً إلى أن مبلغ العشرين مليون يورو الذي قدمته ألمانيا، ستليه مساعدات أخرى لدعم الاقتصاد اللبناني.
وشرح الرئيس عون للوزير الألماني الإجراءات التي تعتمدها الحكومة لمواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى معالجة الشؤون الاقتصادية والمالية الراهنة، معتبراً أن مشاركة الوزير ماس في مؤتمر باريس والمساعدة التي قدمتها الحكومة الألمانية للبنان، كانتا موضع تقدير وامتنان من لبنان.
وأكد عون أن لبنان ماضٍ في إجراء الإصلاحات الضرورية ومكافحة الفساد والتحقيق الجنائي في مؤسسات عدة، لكشف الأسباب التي أدت إلى تراجع الإمكانات المالية للدولة.
وأطلع الرئيس عون اليوم من وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة، خلال استقباله له في قصر بعبدا، على الوضع التنموي في البلاد بعد التطورات التي تلت الانفجار في مرفأ بيروت.
وشدد عون على ضرورة العمل لتأمين وتوفير المواد الغذائية، ولا سيما منها القمح والخبز، ووجوب الاستمرار في ضبط تفلّت أسعار السلع ومعاقبة المخالفين الذين يستغلون الظروف الراهنة لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة.
وقال وزير الاقتصاد، إنه في اليوم التالي للانفجار اجتمعت بأصحاب المطاحن وتأكدت أن لديهم ما يكفي من مخزون لمدة شهر، وهناك بواخر محمّلة بالقمح والعلف في طريقها إلى بيروت.
وأضاف الوزير أن "لدينا 32 ألف طن من القمح لدى مخازن المطاحن، وهناك بواخر بعضها وصل إلى بيروت، والبعض الآخر في طريقه إلينا بمدى أسبوعين، وهي محمّلة بنحو 110 آلاف طن، ما يعني أن لدينا نحو 140 ألف طن من الآن حتى نهاية الشهر وهي تكفينا لمدة 4 أشهر باعتبار أن استهلاكنا هو بنحو 35 ألف طن في الشهر، كما أن المواطن بحاجة إلى سلع أخرى غير القمح".
وأشار نعمة إلى أنّه اجتمع بالمستوردين وأصحاب السوبرماركت، للتأكد من أن لديهم ما يكفي من مخزون من كافة السلع وما يكفي من طلبات خارجية ستصل إلى بيروت.
وقام نعمة بزيارة مرفأ طرابلس الذي لا تتعدى قدرته الاستيعابية نسبة 30 في المائة شمال لبنان، ومرفأ بيروت حيث هناك 12 رافعة من أصل 16 لا تزال تعمل، وهناك بعض البواخر التي رست في المرفأ ويتم تفريغها ويقوم التجار بالحصول على بضاعتهم.
وتابع أن "برنامج الغذاء الدولي سيؤمن لنا نحو 17 ألف طن من الطحين، على أن يتم توزيعها بمساعدة الجيش على المتضرّرين في المناطق المنكوبة".