يقول مدير مكتب الهيئة العامة الإعلامي في الساحل السوري عمر أبو خليل "كان لزاماً على ثوار اللاذقية فتح جبهة الساحل منذ مدة، ليشاركوا كما في السابق، رفاقهم في مواجهة الهجمة الشرسة من قبل النظام، ولعلهم يكتبون سطورا جديدة تمسح آثار اقتحام يبرود".
بهذه الكلمات أوضح أبو خليل لـ "العربي الجديد" أن الثوار لم يوقفوا معركة الساحل بإرادتهم في الماضي، بل كان لزاما عليهم الركون للضغوطات التي مورست عليهم من جهات إقليمية هددت بقطع الإمداد والذخيرة عنهم.
وأضاف "لكن عندما وجدوا متنفسا لفتحها بادروا، وسجلوا انتصارات غاية الأهمية، زلزلت كيان الرئيس بشار الأسد ونظامه، وأدخلته في نفق تفوق عتمته ما اعتادوا عليه حتى اللحظة".
وقال مدير مكتب الهيئة العامة لإعلاميي الساحل "لعل تراجع الأمل وزيادة بطش النظام، هو الذي زاد ثوار الساحل تصميماً على الاستمرار والاقتراب أكثر من مواقع النظام ومعاقل الشبيحة، يساعدهم في ذلك جغرافية المنطقة الجبلية، وهم الذين أتقنوا معارك الكر والفر والاختباء، على عكس قوات النظام المقيدة بآلياتها الثقيلة وعتادها الكبير الذي لا يمكن إخفاؤه، لتصبح قوات الأسد والميليشيا الموالية له صيدا سهلا للثوار.
وعن دور تركيا قال "أبو خليل": لم يكن لتركيا دور عسكري حقيقي حتى اللحظة، بل اقتصرت مساعداتها على الجانب الإغاثي والإنساني، وإن أسقطت حتى الآن طائرتين للنظام، فلم تكن مبادرة في العدوان بل أبعدت طيران النظام عن حدودها الجوية. وذلك في إشارة إلى اسقاط مروحية قتالية في أيلول/ سبتمبر الماضي، وطائرة حربية مطلع الأسبوع الماضي.
ويؤكد ثوار سوريا أن "معركة الأنفال" التي أعلنتها جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام في 21 مارس/ آذار الجاري، قد غيرت من المعطيات على الأرض، وبدلت من مزاج وأمل المعارضة التي خابت من "التمثيل السياسي ومن الدعم العربي"، خاصة بعد ترك كرسي سوريا فارغاً خلال القمة العربية في الكويت.
بدورها، سألت "العربي الجديد" الناشط بشار عبود، عن ضرورة فتح معركة الساحل وجدواها، فقال "الساحل جزء من سوريا، والثورة على كامل التراب السوري".
لكنه شدد على أن تحرير المدن والمحافظات يجب أن يرفع الظلم عن الناس ويشعرهم بتنسم الحرية، لا أن نشدد الخناق عليهم، فنعطي صورة سيئة للثورة والحراك الثوري، محلياً وخارجياً، ونقدّم بذلك خدمة عظيمة للنظام.
ناشطون آخرون، يرون أن مشكلة المعارضة، التي دخلت على خط الساحل، أنها تعمل من دون خبرة ومن دون رؤية أو هدف، إذ أن إسقاط النظام، لن يكون في الساحل وإنما في دمشق، ويقول عن ذلك عبود "أخشى حقيقة أن يكون فتح جبهة الساحل خدمة لصراع طائفي مستعر ليس إلا، وهذا سيساهم في حل التقسيم والتفتيت".
وعن خصوصية "معركة الساحل" لجهة قربها من تركيا وتركيبتها الطائفية، أوضح عبود أن الاختلاف الوحيد في منطقة الساحل هو قربها من تركيا (لواء الأسكندورنة)، وبالتالي حساسية هذه المنطقة بالنسبة للأتراك، خصوصاً ونحن نعلم مدى الترابط الأسري بين عوائل الساحل وامتداداتها في تركيا، وتحديداً في منطقة اللواء السليب، وهذا أمر يقلق تركيا بشكل كبير.
وأضاف "نحن نعلم أن نسبة العلويين في تركيا ليست قليلة، وهذا أمر سيشكل أزمة تركية داخلية، فيما لو لم يتم التعامل معها بشكل ناضج وواعٍ من قبل الأتراك".
وحذر من أن للنظام السوري مصلحة في أن تدخل قوى "متطرفة" إلى الساحل، ليزيد من سيطرته على الطائفة العلوية، ويبرر ما أوهمها به من أنها تخوض حربا من أجل البقاء وليس من أجل حماية النظام، وهذا أمر يجب أن تتنبه له المعارضة.