28 يناير 2018
الساعة التي أفاضت الكأس
يونس كحال (المغرب)
أصبح المغاربة أخيرا أكثر تتبعا لوسائل الاتصال والنشرات الإخبارية وما شابهها، لعلهم يتصيدون خبرا مفاجئا من الأخبار التي أصبحت تصدرها الحكومة في رمشة عين، وبدون مشورة من هذا الشعب المعني بقراراتها. فبينما كان المواطنون ينتظرون بفارغ الصبر تفعيل ما جاء في الخطاب الملكي أخيرا، وحتى الذي من قبله، تفاجأ الجميع بقرار أحادي الجانب يتعلق بإبقاء التوقيت الصيفي بصفة دائمة ونشره في الجريدة الرسمية، ضاربا صحة ونفسية ورغبة أغلب المواطنين عرض الحائط وطوله.
بينما المغاربة في انتظار العودة إلى الساعة الرسمية الموافقة لتوقيت غرينتش، وانتظار مخطط الحكومة، في ما يخص النهوض بقطاع التعليم والصحة وإيجاد فرص شغل للشباب المعطل، كما نصت على ذلك خطابات ملك البلاد التي تصب في هذا الاتجاه، وخصوصا أن إشكالية عطالة الشباب أصبحت قنبلة موقوتة لا يمكن السكوت عليها أكثر، خرجت الحكومة، وفي وقت قياسي وبتبريرات لا يصدقها عاقل، أن العمل بالتوقيت الصيفي، أي غرينتش زائدا ساعة، سيبقى العمل به طوال السنة لما في ذلك من مصلحة! لتنضاف خيبة أخرى من خيبات الأمل في هذه الحكومة التي منذ جاءت، وهي تمعن في تحميل المغاربة ما لا يطيقون.
لن ندخل في تفاصيل نزول هذا القرار السريع والمتسرع على رؤوس المغاربة، وهل له علاقة باللوبي الفرنسي داخل المغرب؟ ومن له مصلحة في فرض هذا القرار على غالبية المغاربة الذين يرفضونه بل ويستعدون للتظاهر ضده؟ ولن نتكلم عن آثاره السلبية على الصحة البدنية والنفسية للمواطن، بل سنتكلم عن تكلفته السياسية والاجتماعية على المغاربة.
ما من شك، يعتبر هذا القرار مسمارا آخر يدق في نعش هذه الحكومة التي انتهى رصيدها الشعبي، وأصبح وجودها كعدمه، فلا هي بالحكومة المتجانسة والمتصالحة بين مكوناتها، ولا هي بالحكومة التي كان المغاربة أو على الأقل من صوت منهم في الانتخابات الأخيرة عليها أو على بعضها يتخيل أن تكافئه بهذا الشكل، وبكل هذه القرارات التي أمعنت في زيادة معاناته، على الحكومة المغربية أن تسأل نفسها وتسأل حتى من فرض عليها هذا القرار، ماذا سيحدث لو أن المغاربة رفضوا هذا القرار؟ ورفضوا الامتثال له وفعلوا سياسة المقاطعة ضده، ولنفرض حتى لو تم فرضه بقوة القانون وقوة لسان بعض السياسيين الذين يحاولون تبرير قرار يرفضه جل المغاربة بمن فيهم السياسيون أنفسهم، فإن ذلك لن يعفي المغرب عن دخول أزمة أخرى تنضاف إلى أزماته، ولا شك أن الانتخابات المقبلة ستشكل نقطة مفصلية في تاريخ انتخابات المغرب، أليس موعد الانتخابات قريبا؟ قد يتهيأ للحكومة ولبعض السياسيين أن مشكلة إضافة ساعة على المغاربة ليست بالشيء الخطير، وأنهم سوف يهضمونها كما هضموا قرارات أخرى قبلها، لكن الجديد، والذي ربما يخفى على أولئك أن المغرب الآن يغلي، وإذا لم يتدخل الحكماء سوف يصل إلى مرحلة يصعب احتواء الأزمة فيها، فجميع المغاربة حديثهم الآني حول زيادة الساعة المشؤومة كما يسمونها. وللأسف أن قرار الزيادة سيلازمهم طيلة السنة، وطبعا هذا له انعكاس على الأبناء وعلى تمدرسهم وعلى عمل الإدارات، حيث لم تعط الحكومة المغربية (حتى لحظة كتابة هذه السطور) وصفة ناجعة يمكنها أن تحل مشكل الساعة المضافة، وكلما زادت معاناة المواطن زاد تذمره، ثم لنفرض مثلا أنه بعد مدة تبين أن زيادة تلك الساعة كانت قرارا خاطئا منذ البداية، وله آثار سلبية كبيرة أكثر من إيجابياته، فمن سيتحمل مسؤولية ذلك؟
قد يبدو للحكومة أن قرار الزيادة ليس بالمشكل الكبير، وأن المغاربة سيعتادون على الأمر كما اعتادوا على أمور أخرى، لكن ما يغيب عنهم أن المغاربة الآن يعيشون في ظل خيبات متتابعة من هذه الحكومة، وأن درجة التذمر وصلت مداها، إذ يكفي أن نلقي نظرة على ملاعب كرة القدم، وعلى الشعارات التي أصبحت ترفع على مدرجاتها، مع العلم أن الفئة التي ترفع تلك الشعارات ليست مؤطرة وليست محزبة، وكلها إشارات تقول للحكومة: إذا لم تتداركي الأمر فإن ساعتك قد حانت، وتكون الساعة التي أفاضت الكأس.
بينما المغاربة في انتظار العودة إلى الساعة الرسمية الموافقة لتوقيت غرينتش، وانتظار مخطط الحكومة، في ما يخص النهوض بقطاع التعليم والصحة وإيجاد فرص شغل للشباب المعطل، كما نصت على ذلك خطابات ملك البلاد التي تصب في هذا الاتجاه، وخصوصا أن إشكالية عطالة الشباب أصبحت قنبلة موقوتة لا يمكن السكوت عليها أكثر، خرجت الحكومة، وفي وقت قياسي وبتبريرات لا يصدقها عاقل، أن العمل بالتوقيت الصيفي، أي غرينتش زائدا ساعة، سيبقى العمل به طوال السنة لما في ذلك من مصلحة! لتنضاف خيبة أخرى من خيبات الأمل في هذه الحكومة التي منذ جاءت، وهي تمعن في تحميل المغاربة ما لا يطيقون.
لن ندخل في تفاصيل نزول هذا القرار السريع والمتسرع على رؤوس المغاربة، وهل له علاقة باللوبي الفرنسي داخل المغرب؟ ومن له مصلحة في فرض هذا القرار على غالبية المغاربة الذين يرفضونه بل ويستعدون للتظاهر ضده؟ ولن نتكلم عن آثاره السلبية على الصحة البدنية والنفسية للمواطن، بل سنتكلم عن تكلفته السياسية والاجتماعية على المغاربة.
ما من شك، يعتبر هذا القرار مسمارا آخر يدق في نعش هذه الحكومة التي انتهى رصيدها الشعبي، وأصبح وجودها كعدمه، فلا هي بالحكومة المتجانسة والمتصالحة بين مكوناتها، ولا هي بالحكومة التي كان المغاربة أو على الأقل من صوت منهم في الانتخابات الأخيرة عليها أو على بعضها يتخيل أن تكافئه بهذا الشكل، وبكل هذه القرارات التي أمعنت في زيادة معاناته، على الحكومة المغربية أن تسأل نفسها وتسأل حتى من فرض عليها هذا القرار، ماذا سيحدث لو أن المغاربة رفضوا هذا القرار؟ ورفضوا الامتثال له وفعلوا سياسة المقاطعة ضده، ولنفرض حتى لو تم فرضه بقوة القانون وقوة لسان بعض السياسيين الذين يحاولون تبرير قرار يرفضه جل المغاربة بمن فيهم السياسيون أنفسهم، فإن ذلك لن يعفي المغرب عن دخول أزمة أخرى تنضاف إلى أزماته، ولا شك أن الانتخابات المقبلة ستشكل نقطة مفصلية في تاريخ انتخابات المغرب، أليس موعد الانتخابات قريبا؟ قد يتهيأ للحكومة ولبعض السياسيين أن مشكلة إضافة ساعة على المغاربة ليست بالشيء الخطير، وأنهم سوف يهضمونها كما هضموا قرارات أخرى قبلها، لكن الجديد، والذي ربما يخفى على أولئك أن المغرب الآن يغلي، وإذا لم يتدخل الحكماء سوف يصل إلى مرحلة يصعب احتواء الأزمة فيها، فجميع المغاربة حديثهم الآني حول زيادة الساعة المشؤومة كما يسمونها. وللأسف أن قرار الزيادة سيلازمهم طيلة السنة، وطبعا هذا له انعكاس على الأبناء وعلى تمدرسهم وعلى عمل الإدارات، حيث لم تعط الحكومة المغربية (حتى لحظة كتابة هذه السطور) وصفة ناجعة يمكنها أن تحل مشكل الساعة المضافة، وكلما زادت معاناة المواطن زاد تذمره، ثم لنفرض مثلا أنه بعد مدة تبين أن زيادة تلك الساعة كانت قرارا خاطئا منذ البداية، وله آثار سلبية كبيرة أكثر من إيجابياته، فمن سيتحمل مسؤولية ذلك؟
قد يبدو للحكومة أن قرار الزيادة ليس بالمشكل الكبير، وأن المغاربة سيعتادون على الأمر كما اعتادوا على أمور أخرى، لكن ما يغيب عنهم أن المغاربة الآن يعيشون في ظل خيبات متتابعة من هذه الحكومة، وأن درجة التذمر وصلت مداها، إذ يكفي أن نلقي نظرة على ملاعب كرة القدم، وعلى الشعارات التي أصبحت ترفع على مدرجاتها، مع العلم أن الفئة التي ترفع تلك الشعارات ليست مؤطرة وليست محزبة، وكلها إشارات تقول للحكومة: إذا لم تتداركي الأمر فإن ساعتك قد حانت، وتكون الساعة التي أفاضت الكأس.
مقالات أخرى
09 نوفمبر 2017
29 أكتوبر 2017
07 سبتمبر 2016