وجد مقترح الاتحاد العام التونسي للشغل، بالتوافق أولاً حول برامج حكومة الوحدة الوطنية قبل اختيار أعضائها ورئيسها، صداه لدى المفاوضين الأساسيين حول الموضوع، إذ يتجه ائتلاف الأحزاب الحاكمة نحو تكوين لجنة مشتركة تضم ممثلي الرباعي الحاكم والمنظمة النقابية ومنظمة الأعراف، مهمتها وضع برنامج عمل لحكومة الوحدة.
واستضافت الرئاسة التونسية، اليوم الخميس، الأمين العام للاتّحاد العام التّونسي للشّغل، ورئيسة اتّحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة، وممثلي أحزاب الائتلاف الحاكم، وذلك في إطار التّباحث حول مبادرة تكوين حكومة وحدة وطنيّة تتولّى تنفيذ الأولويات المتوافق حولها بين الأحزاب السّياسيّة والمنظمات الوطنيّة الكبرى، بحسب ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأضاف البيان أن الحوار كان مفتوحاً وصريحاً، وتم خلاله التوافق على التشخيص السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد، كما تمّ الاتفاق على عقد لقاء ثانٍ في مطلع الأسبوع المقبل لتقديم التصورات حول الأولويات والبرنامج المقترح.
ووفق مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، من الرئاسة التونسية، فإن لقاءً سيجمع، غداً، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مع رؤساء وممثلي الأحزاب المعارضة للاستماع إلى مواقفها من المبادرة والتشاور معها. وكشفت المصادر أنه في حال أعربت أحزاب المعارضة عن الرغبة في دخول حكومة الوحدة الوطنية أو الانضمام إلى المشاورات التي تدور حولها، فإن الرئاسة ترحب بذلك وتعتبر أن الهدف من المبادرة هو حصولها على أكبر قاعدة ممكنة من الإسناد الحزبي والتوافق.
في المقابل، أفاد رئيس كتلة "نداء تونس"، سفيان طوبال، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن الجلسة، اليوم، كانت جلسة تمهيدية لاستعراض الآراء حول المبادرة والتشخيص الذي قدمه، وأن لقاءً جديداً يعقد مطلع الأسبوع المقبل لتقديم المقترحات حول برامج عمل الحكومة، مشدداً على أنه تم تأجيل الحديث عن الشخصيات المرشحة لخلافة الحبيب الصيد في رئاسة الحكومة، إلى ما بعد تحديد أولويات عملها.
واستعدادا للقاء المقبل مع السبسي، اتفقت أحزاب الائتلاف الحاكم على تكوين لجنة مشتركة تضم كلاً من أحزاب الائتلاف الحاكم وممثلين عن اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل، ستبدأ، بحسب ما أكده رئيس كتلة النداء في حديثه لـ"العربي الجديد"، بدراسة البرامج والمحاور التي ستعمل عليها حكومة الوحدة انطلاقاً من التشخيص الذي عرضه رئيس البلاد للأزمة التي تمر بها تونس.
وأضاف طوبال أن لقاء السبسي، يوم غد الجمعة، مع أحزاب معارضة داعمة لاقتراح حكومة الوحدة الوطنية، سيعمل على إقناع هذه الأحزاب بالدخول في الحكومة.
وشدد طوبال على أن الاجتماع، اليوم، لم يناقش أسماء ومقترحات لأعضاء أو رئيس الحكومة المقبلة، بل ركز على تحديد الأولويات وسبل الخروج من الأزمة، كما لم تتم مناقشة الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخصية التي ستقود البلاد في المرحلة المقبلة.
وقال طوبال إن "نداء تونس" مصرّ على اقتراحه أن تتولى قيادة حكومة الوحدة الوطنية شخصية سياسية حزبية، وهو مقترح تمت دراسته داخل أطر الحزب، وتم التوافق حوله، كما تم التوافق على أنه لا سبيل لأن يواصل الحبيب الصيد قيادة الحكومة المقبلة، قائلاً إن "مرحلة الحبيب الصيد انتهت".
من جهتها، اعتبرت حركة "النهضة" أن قرارها حول الشخصية التي ستتولى رئاسة حكومة الوحدة سيتم تدارسه داخل مؤسساتها. وأكد رئيس كتلتها النيابية نور الدين البحيري، لـ"العربي الجديد"، أن الحركة لم يعرض عليها أي مقترح، وأن حزب "نداء تونس" هو المخول تقديم أسماء لتولي المنصب، وإذا ما استقر على تغيير الحبيب الصيد، فإن "النهضة" تنتظر الأسماء البديلة التي سيقدمها "النداء" كي تبت فيها رئاسة الحركة.