حذر مختصون في مكافحة المخدرات في السعودية، من أن هناك جهات خارجية بدأت تحاول إغراق البلاد بالمخدرات، مشيرين إلى تضاعف كمية المخدرات المضبوطة على الحدود خلال العامين الماضيين، بشكل فاق المعدل العالمي.
وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن شرطة مكافحة المخدرات بالتعاون مع حرس الحدود والجمارك، بدأت في تكثيف الرقابة على المنافذ البحرية السعودية، وخاصة المطلة على الخليج العربي، وأن هذا الإجراء جاء بعد توقيف عشرات الزوارق البحرية المحملة بالمخدرات.
من جهتها، لم تستبعد وزارة الداخلية السعودية وقوف مليشيات الحوثي في اليمن، وتنظيم حزب الله في لبنان، خلف عمليات تهريب المخدرات المتزايدة مؤخرا إلى البلاد، مؤكدة أن من يستهدف السعودية بالمخدرات حاليا، شريك رئيسي في مؤامرة استهداف البلاد بالأعمال الإرهابية".
وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، أكد في مؤتمر صحافي، في الرياض، على وجود تقارير دولية تؤكد أن سورية أضحت من أكثر الدول إنتاجًا لمادة الإمفيتامين المخدرة، وأن أراضيها تستخدم لإنتاج كميات كبيرة من المواد المخدرة المختلفة.
وأضاف التركي "تلك المواد المخدرة يستخدمها المقاتلون كافة على اختلاف جبهات القتال، خاصة من يقاتلون إلى جانب النظام السوري"، مضيفاً "لا يمكن الجزم بمصدر المواد المخدرة المهربة إلى السعودية، ونتعامل فقط مع الأشخاص الذين قاموا بعمليات التهريب، ولا يتم الوصول إلى الأشخاص الذين يتزعمون عمليات التهريب، التي تتم عبر مراحل متعددة".
وتأتي المخدرات التي يتم الكشف عنها من الخارج، فبحسب تأكيدات وزارة الداخلية لا توجد مصانع للمخدرات في السعودية، وهي مخدرات ذات نوعية خاصة، ما يشير إلى أنها صنعت خصيصا للبيع في السعودية، ويتسق ذلك مع تأكيد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اللواء أحمد بن سعدي الزهراني، الذي شدد على أن المخدرات المهربة إلى السعودية تُصنع خصيصا لتهريبها إليها.
وقال "ثبت أن المخدرات التي تصنع خصيصاً للسعودية، لا تتجاوز المادة المخدرة فيها الـ 10 في المائة، ويضاف إليها مواد مدمرة للعقل".
وخلال الأشهر الستة الأخيرة، ارتفعت حركة التهريب بشكل لافت للنظر، ووصلت نسبة اعتقالهم في السعودية إلى 147 متهما يوميا، في قضايا معظمها له علاقة بالمخدرات، كما يتم ضبط قرابة 230 ألف حبة كبتاغون، وحوالى 82 كيلو حشيش كل يوم.
ويؤكد المختص في مكافحة المخدرات، العقيد فهد الشمري، أن هذه النسبة تفوق أي نسبة في العالم، ويقول لـ"العربي الجديد" "هذه الكمية كبيرة بالنسبة لأعداد المدمنين في السعودية، والهدف منها ليس الإتجار فقط، بل تدمير الشباب، فالكمية التي يتم إحباط تهريبها كافية لإغراق الوطن العربي بأكمله بالمخدرات، وليس السعودية وحدها".
ويضيف "لا شك أن هناك دولا معينة وراء هذه العمليات، فلا تستطيع عصابات القيام بذلك، وإيران هي المتهم الأول، خاصة وأن معظم الضبطيات تأتي عبر كشف زوارق بحرية في الخليج العربي، وفي الأغلب تكون قادمة من إيران".
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، الأربعاء، أنها قبضت في الأشهر الأربعة الماضية على 953 متهماً لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مواد مخدرة ومؤثرات عقلية، منهم 258 سعودياً بالإضافة إلى 695 متهماً من 35 جنسية مختلفة.
وبلغ إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية والأسلحة والأموال النقدية في هذه العمليات أكثر من 26 مليون قرص إمفيتامين، و16 طنا من الحشيش، وأكثر من 6 كيلو غرامات من الهيروين الخام، إضافة إلى كيلوغرامين من الهيروين المعد للترويج، ونحو 5 ملايين قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي، و401 غرام من مادة الكوكايين المخدرة، ونحو 3 كيلوغرامات من مادة الشبو المخدرة، و656 غراما من الأفيون المخدر، و393 سلاحا منوعا، و36 سلاحا رشاشا و258 مسدسا و45 بندقية و497 طلقة سلاح حيَّة، إضافة لأكثر من 26 مليون ريال سعودي.
اقرأ أيضا:القبض على 105 آلاف مهرب مخدرات في السعودية