رغم أن المشهد الإعلامي العام خلال عهد الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لم يشهد تغييرات جذرية، إلا أن تطورات كثيرة شهدتها الساحة الإعلامية خلال سنوات حكمه. إذ سعى إلى إرساء بعض الإصلاحات، وتوسيع هامش الحريات في البلاد، وإن بقيت هذه الخطوات خجولة، وسط استمرار الاعتقالات، ومحاكمة المدونين، وتوقيف صحافيين ومصوّرين.
قنوات جديدة
هكذا شهدت البلاد في السنوات الأخيرة افتتاح عدد من القنوات التلفزيونية الجديدة الرسمية، لكن المتنوعة. وهي قنوات "الاقتصادية" و"الثقافية" و"أجيال" وغيرها من القنوات الرياضية، إلى جانب قناتَين دينيتين هما "القرآن الكريم" و"السنة النبوية". وقد خلقت هذه القنوات فرص عمل كثيرة لمجموعة من الإعلاميين السعوديين، والتقنيين والمخرجين، وخصوصاً للخريجين الجدد من كليات الإعلام السعودية. كما أنها أدخلت التخصص إلى التلفزيون السعودي، وهو ما اعتبر خطوة مهنية كبيرة بعدما كان المشاهد السعودي يفضّل الفضائيات العربية على قنواته المحلية. وقد ازداد عدد الوجوه النسائية التي تطلّ عبر القنوات الرسمية خلال عهد الملك عبدالله.
امبراطورية الإعلام العربي
خلال السنوات الأخيرة أدّى الدعم المالي الكبير إلى الفضائيات السعودية ذات الطابع العربي وأبرزها قناة "العربية" ومعها مجموعة MBC، جعلت هذه المجموعة تتحوّل إلى الأقوى في العالم العربي على صعيد القنوات الترفيهية. وهو ما بدا واضحاً من خلال سيطرة المجموعة على كل البرامج الترفيهية، وحصولها على أعلى نسب مشاهدة في العالم العربي. كما سعت
المجموعة خلال هذه الفترة أيضاً إلى شراكة مع قنوات عربية كثيرة تحديداً في مصر، وفي لبنان، في خطوة تعكس انفتاحاً لم تشهده المملكة من قبل.
وقد باتت هذه المجموعة أي MBC هي قبلة أبرز الإعلاميين والفنانين العرب، لتقود المشهد التلفزيوني الفني، فيما بقي منافسوها بعيدين جداً عنها. وحالياً تعنبر هذه المجموعة السعودية، الإمبراطورية الإعلامية الأكبر في العالم العربي، ولديها التأثير المباشر على صناعة نجوم الفنّ العربي، بعدما كان هذا الدور منوطاً بالشبكة السعودية الخاصة "روتانا". لكن خلال السنوات الماضية نجحت MBC في سرقة بريق "روتانا".
للمرة الأولى: الهيئات الصحافية
أما على صعيد الهيئات الصحافية الإعلامية، فللمرة الأولى أنشئت ثلاث هيئات إعلامية تتمتع بالخصوصية والاستقلالية الكاملة، وهي "هيئة الإذاعة والتلفزيون"، و"هيئة وكالة الأنباء السعودية" و"هيئة الإعلام المرئي والمسموع". ورغم أن هذه الهيئات بقيت هيئات حكومية، فإنها حاولت تقديم إطار حقوقي، ينظّم عمل الإعلام بمختلف جوانبه، ويسعى لتحقيق الحدّ الأدنى من حقوق العاملين في هذا القطاع، وإن كانت هذه التجربة لم تنجح بشكل كبير حتى الساعة، وسط صرف تعسفي لبعض العاملين في عدد من الصحف، والتأخر في دفع المتسحقات المالية لصحافيين في صحف أخرى.
هذا، إلى جانب إعلان مجلس الوزراء السعودي تعيين متحدث رسمي للوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية، في سابقة أدت إلى ارتفاع نسبة التواصل بين الأجهزة الحكومية وبين وسائل الإعلام.
وقد أدت كل هذه الخطوات إلى تأسيس نوع (خجول) من الشفافية بين المؤسسات الحكومية وبين الإعلاميين، فبات التواصل مع هذه المؤسسات مهمة سهلة، بعدما كانت من سابع المستحيلات في وقت سابق.
وهذه الخطوات الإصلاحية، أدت إلى وصف الملك عبدالله بـ"الملك الإصلاحي" على أغلب المواقع الإلكترونية العالمية، في تغطيتها لوفاة الملك. وقد ذكرت هذه المواقع الخطوات التي قام بها الملك من تأسيس قنوات تلفزيونية جديدة، إلى إصلاحات في قطاعات أخرى، أبرزها السماح للنساء بالسفر، وإطلاق سراح عدد من سحناء الرأي... وإن أجمعت كل هذه المواقع على أن هذه الإصلاحات غير كافية، لكنها بداية جيدة مقارنة بحال المملكة خلال العهود السابقة.
وبعد إعلان خبر الوفاة، أكّد عدد من الصحافيين السعوديين على حساباتهم على مواقع التواصل أن الملك، كان أول ملك سعودي يرحّب بالتواصل المباشر مع الصحافيين، ويؤكّد في عدد كبير من لقاءاته على الدور البارز الذي يجب على الإعلام السعودي أن يلعبه في الداخل، وفي العالم العربي.
كما فتح الملك ابواب بلاده أمام الصحافيين الأجانب، فنشرت تحقيقات كثيرة، تصوّر جوانب سلبية من الحياة في المملكة، مثل الفقر، وقمع المعارضين، واستغلال العمال الأجانب، وهو ما أكده عدد من الصحافيين الأجانب، نافين تعرّضهم لمضايقات بعد كتابة تحقيقاتهم، وإن كانوا اشتكوا من أشكال غير مباشرة من الرقابة تتمثّل بشكل أساسي، بوجوب مرافقة ممثل عن وزارة الإعلام كل مراسل أجنبي أثناء عمله.
قنوات جديدة
هكذا شهدت البلاد في السنوات الأخيرة افتتاح عدد من القنوات التلفزيونية الجديدة الرسمية، لكن المتنوعة. وهي قنوات "الاقتصادية" و"الثقافية" و"أجيال" وغيرها من القنوات الرياضية، إلى جانب قناتَين دينيتين هما "القرآن الكريم" و"السنة النبوية". وقد خلقت هذه القنوات فرص عمل كثيرة لمجموعة من الإعلاميين السعوديين، والتقنيين والمخرجين، وخصوصاً للخريجين الجدد من كليات الإعلام السعودية. كما أنها أدخلت التخصص إلى التلفزيون السعودي، وهو ما اعتبر خطوة مهنية كبيرة بعدما كان المشاهد السعودي يفضّل الفضائيات العربية على قنواته المحلية. وقد ازداد عدد الوجوه النسائية التي تطلّ عبر القنوات الرسمية خلال عهد الملك عبدالله.
امبراطورية الإعلام العربي
خلال السنوات الأخيرة أدّى الدعم المالي الكبير إلى الفضائيات السعودية ذات الطابع العربي وأبرزها قناة "العربية" ومعها مجموعة MBC، جعلت هذه المجموعة تتحوّل إلى الأقوى في العالم العربي على صعيد القنوات الترفيهية. وهو ما بدا واضحاً من خلال سيطرة المجموعة على كل البرامج الترفيهية، وحصولها على أعلى نسب مشاهدة في العالم العربي. كما سعت
وقد باتت هذه المجموعة أي MBC هي قبلة أبرز الإعلاميين والفنانين العرب، لتقود المشهد التلفزيوني الفني، فيما بقي منافسوها بعيدين جداً عنها. وحالياً تعنبر هذه المجموعة السعودية، الإمبراطورية الإعلامية الأكبر في العالم العربي، ولديها التأثير المباشر على صناعة نجوم الفنّ العربي، بعدما كان هذا الدور منوطاً بالشبكة السعودية الخاصة "روتانا". لكن خلال السنوات الماضية نجحت MBC في سرقة بريق "روتانا".
للمرة الأولى: الهيئات الصحافية
أما على صعيد الهيئات الصحافية الإعلامية، فللمرة الأولى أنشئت ثلاث هيئات إعلامية تتمتع بالخصوصية والاستقلالية الكاملة، وهي "هيئة الإذاعة والتلفزيون"، و"هيئة وكالة الأنباء السعودية" و"هيئة الإعلام المرئي والمسموع". ورغم أن هذه الهيئات بقيت هيئات حكومية، فإنها حاولت تقديم إطار حقوقي، ينظّم عمل الإعلام بمختلف جوانبه، ويسعى لتحقيق الحدّ الأدنى من حقوق العاملين في هذا القطاع، وإن كانت هذه التجربة لم تنجح بشكل كبير حتى الساعة، وسط صرف تعسفي لبعض العاملين في عدد من الصحف، والتأخر في دفع المتسحقات المالية لصحافيين في صحف أخرى.
هذا، إلى جانب إعلان مجلس الوزراء السعودي تعيين متحدث رسمي للوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية، في سابقة أدت إلى ارتفاع نسبة التواصل بين الأجهزة الحكومية وبين وسائل الإعلام.
وقد أدت كل هذه الخطوات إلى تأسيس نوع (خجول) من الشفافية بين المؤسسات الحكومية وبين الإعلاميين، فبات التواصل مع هذه المؤسسات مهمة سهلة، بعدما كانت من سابع المستحيلات في وقت سابق.
وهذه الخطوات الإصلاحية، أدت إلى وصف الملك عبدالله بـ"الملك الإصلاحي" على أغلب المواقع الإلكترونية العالمية، في تغطيتها لوفاة الملك. وقد ذكرت هذه المواقع الخطوات التي قام بها الملك من تأسيس قنوات تلفزيونية جديدة، إلى إصلاحات في قطاعات أخرى، أبرزها السماح للنساء بالسفر، وإطلاق سراح عدد من سحناء الرأي... وإن أجمعت كل هذه المواقع على أن هذه الإصلاحات غير كافية، لكنها بداية جيدة مقارنة بحال المملكة خلال العهود السابقة.
وبعد إعلان خبر الوفاة، أكّد عدد من الصحافيين السعوديين على حساباتهم على مواقع التواصل أن الملك، كان أول ملك سعودي يرحّب بالتواصل المباشر مع الصحافيين، ويؤكّد في عدد كبير من لقاءاته على الدور البارز الذي يجب على الإعلام السعودي أن يلعبه في الداخل، وفي العالم العربي.
كما فتح الملك ابواب بلاده أمام الصحافيين الأجانب، فنشرت تحقيقات كثيرة، تصوّر جوانب سلبية من الحياة في المملكة، مثل الفقر، وقمع المعارضين، واستغلال العمال الأجانب، وهو ما أكده عدد من الصحافيين الأجانب، نافين تعرّضهم لمضايقات بعد كتابة تحقيقاتهم، وإن كانوا اشتكوا من أشكال غير مباشرة من الرقابة تتمثّل بشكل أساسي، بوجوب مرافقة ممثل عن وزارة الإعلام كل مراسل أجنبي أثناء عمله.