كورن حاول تبرير اللقاء بأنه "عادي ويتم حسب القانون، ومن المنطقي أن يلتقي سفير دولة بشخصيات من البلد الذي يعمل به، ولكن بعض هذه الشخصيات لا يعلن عن ذلك"، ووصف عكاشة بالرجل الشجاع الوطني الذي يحب بلده، ولكنه لام وسائل الإعلام التي تحركت بقوة ضد هذا اللقاء، على حد قوله، في الحوار الذي جاء إثر الأزمة التي فجرها عكاشة بلقائه في منزله، وتجميد عضويته في البرلمان المصري، وإغلاق قناته "الفراعين" وعرضها للبيع.
وحين فاجأه المذيع أكرم شعبان بالقول إن الإعلام ليس وحده الذي تحرك ضد اللقاء، ولكن البرلمان وأهل الدائرة التي انتخبت عكاشة أيضاً رفضوا اللقاء، حاول كورن عدم التعليق على موقف البرلمان كجهة رسمية، مؤكداً "أن هذا شأن داخلي، لا نتدخل فيه"، ولكن وصف ذلك بالقول: "ما يثير بعض الأسئلة حول طبيعة العلاقة بعد مرور السنين على اتفاقية السلام بين البلدين"، وعزا ذلك لأمر يرجع لطبيعة التعليم والثقافة، ما يحمل انتقاداً مبطناً لمناهج التعليم والثقافة التي "لا يزال المصريون يحملونها ضد إسرائيل".
الأخطر هو أن السفير أكد أن العلاقة بين مسؤولي البلدين على ما يرام، وهو أمر ليس بجديد، حيث قابل رئيسهم السفير المصري الجديد بمنتهى الحفاوة، وأشاد بتعامل المسؤولين الرسميين معه، وقال: "من ناحية السلطات الأمور جيدة وجودي مقبول في كل مكان وأتحدث مع الجميع".
وحول موضوع سد النهضة وطلب عكاشة التدخل الإسرائيلي، أكد كورن استعداد إسرائيل للتدخل لو طلبت مصر ذلك، ولم يوضح طبيعة هذا التدخل بالضبط، وحول كسر زيارة عكاشة لعزلة السفير الإسرائيلي، نفى السفير وجود هذه العزلة أصلاً، وأكد أنه يلتقي يومياً شخصيات سياسية واقتصادية و"أمنية"، لكنهم يشترطون سرية هذه اللقاءات عكس عكاشة، مؤكداً عمق العلاقة بين النظامين، عكس من يتحدثون عن التآمر منهم على مصر، "حيث عدو مصر الآن هم الإرهابيون كالإخوان وحماس، وهم عدو مشترك يتم التعاون بين البلدين لمحاربة الإرهاب، ومصلحة إسرائيل في مصر قوية تحارب الإرهاب"، على حد تعبيره.
وقالها السفير الإسرائيلي في النهاية واضحة "العقيدة القتالية للجيش قد تغيرت من اعتبار إسرائيل عدواً لصديق في محاربة الإرهاب"، مؤكداً أن هذا ما تؤمن به القيادة الحالية.
الطريف أن جريدة "اليوم السابع" وصحف أخرى مؤيدة، شنت حملة تشويه لعكاشة ورفعت لواء الوطنية، نقلت حوار كورن، ولكن ركزت فقط على الجوانب التي تدين عكاشة وتخدم الحملة التي تزعمتها، ولم تشر من قريب أو بعيد للنقاط التي تدين النظام، مثل تغيير عقيدة الجيش وتعاونه مع إسرائيل لمكافحة الإرهاب، ولا لقاء السفير مع باقي نواب البرلمان في الخفاء، وإمعاناً في التربص لم تنشر فيديو الحوار، حتى لا تنكشف اللعبة.
القناة العاشرة الإسرائيلية كانت قد سربت أنباء عن لقاء برلمانيين آخرين بالسفير بالقاهرة، وقالت "نواب مصريون آخرون غير عكاشة التقوا سفيرنا بالقاهرة وكل النخب السيساوية تتقرب منا"، وتناقل كثير من الناشطين على منصات التواصل تصريحات القناة العاشرة، وبعض تصريحات كورن التي نشرتها المواقع المصرية دون الاستعانة بفيديو الحوار.
كان تعليق عضوية عكاشة بالبرلمان قد شغل منصات التواصل على مدى اليومين الماضيين، وكان أبرز المعلقين د.محمد الجوادي الذي سخر قائلاً: "الذين يعلقون على عكاشة ليسوا مشغولين بعكاشة كشخص وإنما بالعكشة نفسها كعقاب والعكشنة كأسلوب"، وأضاف "انتظروا عكاشة في مكملين مع محمد ناصر".
وعلق الكاتب العربي ياسر الزعاترة: "لم يُعاقب عكاشة على لقائه سفير الصهاينة، بل على فضحه لكثير من ملفات الانقلاب خلال الأسابيع الأخيرة. فعلوا ذلك كي يشرّدوا به من خلفه"، ولفت جمال سلطان رئيس تحرير جريدة المصريون لنقطة هامة وقال: "في زحمة مسرحية عكاشة وضجيجها أمس، مجلس النواب وافق على قرض من بنوك فرنسية لوزارة الدفاع بقيمة خمسة مليارات دولار".
ولفت د.أيمن الصياد لخطورة فيلم "عكاشة في البرلمان" قائلاً: "عكاشة في البرلمان، ما يجري ليس فيلما كوميدياً كما قد يعتقد البعض. وما في الكواليس أكثر بكثير مما قد يبدو على خشبة المسرح".
اقرأ أيضاً: بعد إسقاط عضوية عكاشة النيابية...إغلاق قناة "الفراعين" وعرضها للبيع