على الأطراف الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية تقع واحدة من أخفض الدول العربية صوتاً، وأكثرهم فاعلية، دولة هادئة بشكل كبير ولا تدخل في نزاعات مع أحد، تهتم كثيراً بمحيطها الإقليمي وتسعى لتجنب تصدير إشكالاته إليها، تحتفظ بعلاقاتها الودية مع الجميع، فتُقبل وساطتها إذا تدخلت، اسمها الرسمي يوافق التوصيف الشعبي لتلك الحالة منزوعة المشاكل "السلطنة".
منذ أواسط القرن الثامن عشر حكمت أسرة البوسعيديين سلطنة عمان، واتخذوا مواقف في تعاملاتهم مع دول الجوار يبدو أنها لا تزال متوارثة حتى الآن؛ ففي ظل هيمنتهم على الحكم، ووقوع الكثير من الدول تحت الاستعمار الأوروبي أو النفوذ الفارسي، أخذوا موقفاً لم يدخلهم في صراعات الاستعمار البريطاني أو الفرنسي -خرج الاستعمار البرتغالي أوائل القرن السابع عشر- وحافظوا على هيمنتهم على أحد جوانب مضيق هرمز الحيوي، الذي يمر منه الآن نحو 30% من النفط المنقول بحرياً.
عُمان الحديثة كذلك لم تدخل في أي خلافات، فلم تقاطع مصر عقب كامب ديفيد، ولم تهجر العراق عقب غزوها الكويت، واحتفظت بعلاقات جيدة مع إيران حتى أثناء حربها مع العراق، كل ذلك تم دون إثارة سخط من حولها، فهي توجه بوصلتها السياسية بدهاء كبير دون إثارة حفيظة أحد، ودون الدخول في صراعات مع أقطاب أخرى بالمنطقة.
الحديث ينصب حول الدولة الهادئة نظراً لما مثلته مؤخراً من تمهيد لأهم الاتفاقات الدولية في مطلع القرن الحالي "اتفاق لوزان"، فسلطنة عمان هي التي رعت اللقاءات الأولى السرية بين الأميركيين والإيرانيين في أكثر مراحله حساسية، وأشارت تسريبات ويكيليكس إلى سعيها لذلك منذ 2009، وما كانت اللقاءات لتتم إلا بقبول الجهة الوسيطة من كل الأطراف، الأمر الذي يدل على مصداقيتها لدى أطراف تحمل عداوات طويلة ومريرة.
الجانب الآخر الذي دعم وجود دور عماني، أن دول الخليج كانت تشتكي مراراً من عدم وجود دور لها على طاولة المفاوضات، ووجود عمان كدولة خليجية تقوم بتذليل العقبات وإزالة الشكوك، ساهم في إيجاد ارتياح خليجي يقربهم من المفاوضات، وبعد أن تكللت المفاوضات بالنجاح، بدا حجم الدور العماني الذي لم يتوقف عند المراحل الأولى من المحادثات السرية، وأثنى الجميع على ما قدمته للوصول إلى الاتفاق.
من جانب آخر، امتنعت عمان عن المشاركة بعاصفة الحزم، وبرر وزير الشؤون الخارجية العماني ذلك بأن عمان بلد سلام، ولا يمكن لعمان لعب دور سلام وهي جزء من الحرب، إلا أن انعدام اللوم الخليجي لها -كالمعتاد- لعدم قيامها بدور يثير التكهنات حول مدى التفاهم بين دول الخليج والسلطنة على العملية برمتها، وهو الأمر الذي أشارت إليه بعض التقارير، بأن اتفاقاً جرى لتبقى عمان خط رجعة أثناء المفاوضات "التي ستحدث حتماً" في مرحلة ما.
منذ أواسط القرن الثامن عشر حكمت أسرة البوسعيديين سلطنة عمان، واتخذوا مواقف في تعاملاتهم مع دول الجوار يبدو أنها لا تزال متوارثة حتى الآن؛ ففي ظل هيمنتهم على الحكم، ووقوع الكثير من الدول تحت الاستعمار الأوروبي أو النفوذ الفارسي، أخذوا موقفاً لم يدخلهم في صراعات الاستعمار البريطاني أو الفرنسي -خرج الاستعمار البرتغالي أوائل القرن السابع عشر- وحافظوا على هيمنتهم على أحد جوانب مضيق هرمز الحيوي، الذي يمر منه الآن نحو 30% من النفط المنقول بحرياً.
عُمان الحديثة كذلك لم تدخل في أي خلافات، فلم تقاطع مصر عقب كامب ديفيد، ولم تهجر العراق عقب غزوها الكويت، واحتفظت بعلاقات جيدة مع إيران حتى أثناء حربها مع العراق، كل ذلك تم دون إثارة سخط من حولها، فهي توجه بوصلتها السياسية بدهاء كبير دون إثارة حفيظة أحد، ودون الدخول في صراعات مع أقطاب أخرى بالمنطقة.
الحديث ينصب حول الدولة الهادئة نظراً لما مثلته مؤخراً من تمهيد لأهم الاتفاقات الدولية في مطلع القرن الحالي "اتفاق لوزان"، فسلطنة عمان هي التي رعت اللقاءات الأولى السرية بين الأميركيين والإيرانيين في أكثر مراحله حساسية، وأشارت تسريبات ويكيليكس إلى سعيها لذلك منذ 2009، وما كانت اللقاءات لتتم إلا بقبول الجهة الوسيطة من كل الأطراف، الأمر الذي يدل على مصداقيتها لدى أطراف تحمل عداوات طويلة ومريرة.
الجانب الآخر الذي دعم وجود دور عماني، أن دول الخليج كانت تشتكي مراراً من عدم وجود دور لها على طاولة المفاوضات، ووجود عمان كدولة خليجية تقوم بتذليل العقبات وإزالة الشكوك، ساهم في إيجاد ارتياح خليجي يقربهم من المفاوضات، وبعد أن تكللت المفاوضات بالنجاح، بدا حجم الدور العماني الذي لم يتوقف عند المراحل الأولى من المحادثات السرية، وأثنى الجميع على ما قدمته للوصول إلى الاتفاق.
من جانب آخر، امتنعت عمان عن المشاركة بعاصفة الحزم، وبرر وزير الشؤون الخارجية العماني ذلك بأن عمان بلد سلام، ولا يمكن لعمان لعب دور سلام وهي جزء من الحرب، إلا أن انعدام اللوم الخليجي لها -كالمعتاد- لعدم قيامها بدور يثير التكهنات حول مدى التفاهم بين دول الخليج والسلطنة على العملية برمتها، وهو الأمر الذي أشارت إليه بعض التقارير، بأن اتفاقاً جرى لتبقى عمان خط رجعة أثناء المفاوضات "التي ستحدث حتماً" في مرحلة ما.
بخلاف الجانب الخليجي يبقى الدور العماني ذاته مرتبطاً بأمور أخرى، كالجوار اليمني الذي قد يتحول لكتلة ملتهبة ضده حال المشاركة، أو العلاقات مع إيران "يثار أن شبكة التجسس الإماراتية بعمان 2011 كانت للوقوف على حجم وأسباب ذلك التقارب"، وفوق كل ذلك أنها قررت عدم تدخلها في شؤون أي دولة مقابل عدم تدخل غيرها في شؤونها، هذا الدور لم يسمح للسلطنة بمجرد رعاية المفاوضات، بل خوّل لها دوراً لوجستياً لإجلاء رعايا دول أخرى من اليمن أثناء الحرب.
في ظل واقع عربي مليء بالصراعات حافظت عُمان على هدوئها، سواء ما كان بعلاقات مشينة كما هو الحال مع الكيان المحتل، أم بما كان يحمل بين ثناياه دهاءً في التعاطي مع الواقع العربي الملتهب، وبقاء عمان في حالة الهدوء تلك مفيد لنزع فتيل بعض الأزمات.
(مصر)
في ظل واقع عربي مليء بالصراعات حافظت عُمان على هدوئها، سواء ما كان بعلاقات مشينة كما هو الحال مع الكيان المحتل، أم بما كان يحمل بين ثناياه دهاءً في التعاطي مع الواقع العربي الملتهب، وبقاء عمان في حالة الهدوء تلك مفيد لنزع فتيل بعض الأزمات.
(مصر)