فقصة زواجهما العرفي شغلت المعنيين بالحياة الشخصية للفنانين زمنًا طويلًا، كما أن علاقتهما بالنظام السياسي ذاته شغلت فريقاً آخر، على الرغم من أنّ عبد الحليم اجتمع مع سعاد حسني في فيلم سينمائي واحد فقط، هو فيلم "البنات والصيف" سنة 1960، والذي كان من إخراج فطين عبد الوهاب.
ولد عبد الحليم حافظ في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، وعانى في طفولته من اليتم، كما عانى في بداياته الفنية من الإهمال وعدم التقدير، لكنّ صبره أعطاه فرصة البقاء والتميز، ونظرًا لعدم ارتباطه بالنظام الملكي المُنقلب عليه، كانت فرصته كبيرة للتقرب من رجال ثورة يوليو 1952، وهو ما انعكس على أغانيه الوطنية والسياسية الكثيرة، التي ارتبطت بالثورة الجديدة وقائدها، فقال عنه عالم الاجتماع الدكتور سيد عويس: "إنه الصوت الذي سجل للتاريخ وثائق ثورة يوليو ومكاسبها"، وقال عنه نزار قباني: "أعتبره وزارة إعلام عبد الناصر الحقيقية"، وتعتبر الحكايات التي تتحدث عن علاقة العندليب بعبد الناصر كثيرة.
Twitter Post
|
توفي عبد الحليم حافظ بعد معاناة مع البلهارسيا وعمره 47 سنة، تاركًا خلفه تراثًا سينمائيًا وغنائيًا ضخمًا، أما سعاد حسني فولدت لأسرة فنية دمشقية استقرت في مصر، ووالدها الخطاط الشهير محمد كمال حسني البابا، وجدها المطرب حسني البابا، وهي أخت غير شقيقة للمطربة نجاة الصغيرة، واستمر زواج سعاد حسني من عبد الحليم حافظ وفقاً لبعض المقربين لمدة 5 سنوات (1960-1965)، وهو أول زواج لها، بعدها تزوجت 4 مرات، من المخرج صلاح كريم بين عامي (1966-1968)، والمخرج علي بدرخان بين عامي (1970-1981)، والمخرج زكي عبد الوهاب (1981)، وأخيراً السيناريت ماهر عواد من عام 1987 وحتى وفاتها.
بدأت سعاد حسني رحلتها السينمائية سنة 1959، مع المخرج هنري بركات في فيلم "حسن ونعيمة"، والذي مثل بالنسبة لها انطلاقة فنية لم تتوقف حتى عام 1991 بفيلم "الراعي والنساء"، وقدمت خلال تلك الفترة 91 عملًا سينمائيًا، من أشهرها "صغيرة على الحب"، "الزوجة الثانية"، "القاهرة 30" و"خلي بالك من زوزو"، ثم احتجبت السندريلا عن الأضواء لمدة 10 سنوات، خُتمت بالإعلان عن وفاتها المفاجئة، إثر سقوطها من شرفة شقة كانت تسكنها في لندن، وهو ما أثار حتى اليوم لغزًا كبيرًا، حول ما إذا كان موتها محض حادثة، أم انتحارًا أم قتلًا؟
Twitter Post
|
أثارت وفاة سعاد حسني شائعة تجنيدها في المخابرات المصرية، واستغلالها بصورة سيئة لتأدية مهام غير شرعية، في ظل إدارة صلاح نصر الفاسدة للمخابرات المصرية، كما أشيع أن وفاتها بهذه الطريقة كانت رد فعل على نيَّتها كتابة مذكراتها الفنية والسياسية.