أربعة أعوام متتالية والسوريون يودّعون سنة ميلادية شاقة، ليستقبلوا أخرى أكثر مشقة. أربعة أعوام قضاها عامة الشعب في الثورة من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل. لكن الحرب المجنونة دّمرت الحد الأدنى من مقومات حياتهم، وقذفت، عاماً بعد آخر، بأعداد متزايدة منهم في دائرة الفقر والبطالة، وصولاً إلى عام 2015. ما زالت أحلام السوريين حية، وإرادتهم حاضرة بالانتقال ببلادهم من حضيض الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي إلى المشاركة الواسعة التي ترتقي بالمستوى المعيشي والصحي والتعليمي للأفراد.
انهاء الحرب
"أمانينا للعام الجديد تكاد تنحصر في توقف الحرب، وإعادة عجلة البناء والتنمية لبلادنا المدمرة" تقول المواطنة شذا، (31 عاماً)، لـ"العربي الجديد". وتؤكد شذا أن الأماني على الصعيد الفردي حاضرة أيضاً، فهي تأمل الحصول على عمل ثابت وبدخل مجز، بعد نحو عامين قضتهما تتنقل بين أعمال عديدة في العاصمة دمشق، في وقت سيطر عليها هاجس الخوف من البطالة ومن فقدان مصدر الدخل. وتقول: "باتت جميع الأحلام الفردية مرتبطة بالحلم الكبير، وهو توقف الحرب، فالجميع يدرك أن لا تقدم على الصعيد الشخصي من دون حل عام. ففي كل عام ينحدر المستوى المعيشي والأمني في حياتنا".
ويشير الباحث الاجتماعي محمد أبوخليل إلى "أن قسوة الحرب وطول أمدها جعلا أماني السوريين محصورة تقريبا في انتهائها. فالحياة متوقفة تماماً طالما استمرت هذه الحرب". ويقول لـ"العربي الجديد": "لقد بددت السنوات الماضية أدنى مقومات العيش؛ سواء في مناطق النظام، أو في مناطق المعارضة المحاصرة والمعرضة للقصف الهمجي، فضلاً عن أماكن اللجوء. ولذا فإن إرادة الغالبية الساحقة من السوريين تتركز على استعادة الحد الأدنى من الحياة في عام 2015".
الدمار..
وبعيداً عن أحلام المواطنين، شهد قطاع الأعمال السوري دماراً كبيراً خلال السنوات الماضية، فماذا ينتظره في عام 2015؟ يرى رئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي السوري، أيمن الطباع، أنه يتوجب على رجال الأعمال السوريين أخذ المبادرة في إدارة الدفة الاقتصادية والاستثمارية في البلاد في العام القادم 2015، وأن يكون صوتهم أكثر تأثيراً في الحياة السياسية والاجتماعية والقيادية في البلاد. إذ يعتبر رجال الأعمال والصناعيون في كل الدول المتقدمة القوى الأكثر فعالية وتأثيراً في كافة نواحي الحياة. ويتابع لـ"العربي الجديد": "هكذا يترتب عليهم واجب كبير في إعادة تشكيل وتكوين وضبط إيقاع العملية الانتقالية في سورية. وإعادة تفعيل دور المنظمات المدنية والتعليمية والخدمية. والأهم من ذلك هو الدور الفاعل والإيجابي في إعادة صياغة القوانين وتقويم عمل الحكومة والسياسة العامة للبلاد بما يضمن المصالح الوطنية".
ولا يتوجب على قطاع الأعمال أن ينتظر نهاية الحرب وإرساء دعائم التسوية السياسية، إذ يتوجب عليه "الضغط من خلال علاقاتهم التجارية ومصالحهم الاقتصادية على شركائهم الدوليين، سواء كانوا شركات أو حكومات، للعمل والإسراع على وقف النزيف السوري".
وتتوقع تقارير عديدة تفاقم المحنة الاقتصادية والاجتماعية لغالبية السوريين في عام 2015. وبحسب منظمة "الأسكوا"، فإن عام 2015 سوف يحمل معه تراجعاً كبيراً في جميع المؤشرات الصحية، مثل الارتفاع في معدل وفيات الأطفال السوريين دون الخامسة. وكذلك الحال بالنسبة لمؤشرات التعليم؛ إذ من المتوقع أن تنخفض نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي من 70% عام 2013 إلى 50% للفئة العمرية 6-11 سنة في عام 2015. أما الخط الأدنى للفقر فسيصل في عام 2015 إلى 59.5 %، فيما سيصل الخط الأعلى إلى 89.4%.
ومن أشد أزمات عام 2015 قتامةً وقسوة في حال استمرار الحرب، هي انحدار المستوى المعيشي لنحو 90% من السوريين، حيث سيجري تصنيفهم في عداد الفقراء.
انهاء الحرب
"أمانينا للعام الجديد تكاد تنحصر في توقف الحرب، وإعادة عجلة البناء والتنمية لبلادنا المدمرة" تقول المواطنة شذا، (31 عاماً)، لـ"العربي الجديد". وتؤكد شذا أن الأماني على الصعيد الفردي حاضرة أيضاً، فهي تأمل الحصول على عمل ثابت وبدخل مجز، بعد نحو عامين قضتهما تتنقل بين أعمال عديدة في العاصمة دمشق، في وقت سيطر عليها هاجس الخوف من البطالة ومن فقدان مصدر الدخل. وتقول: "باتت جميع الأحلام الفردية مرتبطة بالحلم الكبير، وهو توقف الحرب، فالجميع يدرك أن لا تقدم على الصعيد الشخصي من دون حل عام. ففي كل عام ينحدر المستوى المعيشي والأمني في حياتنا".
ويشير الباحث الاجتماعي محمد أبوخليل إلى "أن قسوة الحرب وطول أمدها جعلا أماني السوريين محصورة تقريبا في انتهائها. فالحياة متوقفة تماماً طالما استمرت هذه الحرب". ويقول لـ"العربي الجديد": "لقد بددت السنوات الماضية أدنى مقومات العيش؛ سواء في مناطق النظام، أو في مناطق المعارضة المحاصرة والمعرضة للقصف الهمجي، فضلاً عن أماكن اللجوء. ولذا فإن إرادة الغالبية الساحقة من السوريين تتركز على استعادة الحد الأدنى من الحياة في عام 2015".
الدمار..
وبعيداً عن أحلام المواطنين، شهد قطاع الأعمال السوري دماراً كبيراً خلال السنوات الماضية، فماذا ينتظره في عام 2015؟ يرى رئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي السوري، أيمن الطباع، أنه يتوجب على رجال الأعمال السوريين أخذ المبادرة في إدارة الدفة الاقتصادية والاستثمارية في البلاد في العام القادم 2015، وأن يكون صوتهم أكثر تأثيراً في الحياة السياسية والاجتماعية والقيادية في البلاد. إذ يعتبر رجال الأعمال والصناعيون في كل الدول المتقدمة القوى الأكثر فعالية وتأثيراً في كافة نواحي الحياة. ويتابع لـ"العربي الجديد": "هكذا يترتب عليهم واجب كبير في إعادة تشكيل وتكوين وضبط إيقاع العملية الانتقالية في سورية. وإعادة تفعيل دور المنظمات المدنية والتعليمية والخدمية. والأهم من ذلك هو الدور الفاعل والإيجابي في إعادة صياغة القوانين وتقويم عمل الحكومة والسياسة العامة للبلاد بما يضمن المصالح الوطنية".
ولا يتوجب على قطاع الأعمال أن ينتظر نهاية الحرب وإرساء دعائم التسوية السياسية، إذ يتوجب عليه "الضغط من خلال علاقاتهم التجارية ومصالحهم الاقتصادية على شركائهم الدوليين، سواء كانوا شركات أو حكومات، للعمل والإسراع على وقف النزيف السوري".
وتتوقع تقارير عديدة تفاقم المحنة الاقتصادية والاجتماعية لغالبية السوريين في عام 2015. وبحسب منظمة "الأسكوا"، فإن عام 2015 سوف يحمل معه تراجعاً كبيراً في جميع المؤشرات الصحية، مثل الارتفاع في معدل وفيات الأطفال السوريين دون الخامسة. وكذلك الحال بالنسبة لمؤشرات التعليم؛ إذ من المتوقع أن تنخفض نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي من 70% عام 2013 إلى 50% للفئة العمرية 6-11 سنة في عام 2015. أما الخط الأدنى للفقر فسيصل في عام 2015 إلى 59.5 %، فيما سيصل الخط الأعلى إلى 89.4%.
ومن أشد أزمات عام 2015 قتامةً وقسوة في حال استمرار الحرب، هي انحدار المستوى المعيشي لنحو 90% من السوريين، حيث سيجري تصنيفهم في عداد الفقراء.