كشف مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في محافظة النجف، اليوم الثلاثاء، عن اعتقال الشرطة عشرات الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون منذ سنوات في الحوزة الدينية بمدينة النجف، بسبب مخالفتهم نظام الإقامة في البلاد.
وأكد المصدر في حديث لـ"العربي الجديد" أن الشرطة اعتقلت 62 طالباً من الجنسية الباكستانية وثلاثة من الجنسية الأفغانية، ونقلتهم إلى مركز احتجاز مؤقت استعداداً لترحيلهم بسبب مخالفتهم نظام الإقامة المتبع في البلاد.
وأضاف أن "عملية الاعتقال جرت بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني خلال اليومين الماضيين".
من جهته، دان مكتب المرجع الديني علي السيستاني، اعتقال الطلاب الأجانب في الحوزة العلمية في مدينة النجف، داعياً إلى فتح تحقيق عاجل مع المتورطين بهذه الإجراءات التي وصفها بالتعسفية والمهينة.
وقال السيستاني، في بيان، إن "الأجهزة الأمنية قامت، الثلاثاء، بإجراءات تعسفية ومهينة وقاسية بحق عدد من الطلبة الباكستانيين في الحوزة العلمية، إذ اعتقلت العشرات منهم".
فيما ذكر نجل المرجع الديني بشير النجفي، علي، في صفحته الشخصية على "فيسبوك" أن "قوات من الشرطة والاستخبارات تداهم بيوت ومدارس الطلبة الأجانب خصوصاً الباكستانيين، وتقتاد العشرات منهم إلى مراكز الشرطة".
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، لـ "العربي الجديد" أن الخطوة جاءت ضمن خطة شاملة لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية في البلاد، مضيفاً أنه تم تشكيل لجنة خاصة لتصحيح أوضاعهم أو ترحيلهم".
وأشار إلى أن الموضوع لا علاقة له باستهداف أي من رجال الدين أو مكاتب المرجعيات.
وتأتي الخطوة بعد أيام من نشر وسائل إعلام محلية عراقية أنباء عن انتشار ظاهرة "زواج المتعة" بين الطلاب الباكستانيين، وإجبار عوائل تقطن حي الشوافع في وسط النجف على تزويج بناتهم لباكستانيين تحت ضغوط عدة أو مقابل مبالغ مالية كبيرة.
واعترفت عضو "لجنة المرأة والأسرة والطفولة" البرلمانية، انتصار الجبوري، بعجز البرلمان عن حل هذه المشكلة بسبب الشلل الذي يصيب مفاصله في الوقت الحالي، مؤكدةً وجود تلك الحالة، وأن الخطوة الحالية للشرطة قد تكون بسبب انتشار تلك الظاهرة.
وبيّنت الجبوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "عمل المجلس متوقف حالياً ولم تصلنا أي شكوى رسمية بهذا الخصوص كي يتم التحرك على ضوئها، لكن تلك الظاهرة موجودة وبكثرة".