تشهد العاصمة الفرنسية حالة استنفار، بعدما تأكدت أجهزة الأمن من وجود المشتبه بهما في تنفيذ الاعتداء على مجلي "تشارلي ايبدو"، الأخوين سعيد وشريف كواشي، في مطبعة في المنطقة الصناعية لبلدة دمارتان-ان-غول، في الضاحية الباريسية.
ويشارك في حصار المشتبه بهما، عشرات من قوات النخبة الفرنسية، بمؤازرة أربع طائرات هيليكوبتر، وسيارات إسعاف.
وفي وقتٍ تتخوّف فيه السلطات الفرنسية قبل الانتقال إلى الهجوم، من وجود رهائن، أفادت أوساط وزارة الداخلية بأنّ قوات الأمن تحاول الاتصال بالمسلحين، على أمل وضع حد لفرارهما، وتسليم نفسيهما لسلطات الأمن.
وبحسب الأشخاص الذين التقوا بالمسلّحين، فإنهما يتمتّعان بالهدوء الكبير، رغم أنّ كل شرطة فرنسا تطاردهما، وقد صافحا صباح اليوم أحد المواطنين، وأكّدا أنهما لا يستهدفان المدنيين.
وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت في وقتٍ سابق، أنّها حددت بصورة شبه قاطعة مكان المشتبه بهما الرئيسيين في الهجوم على المجلة الفرنسية، في وحدة للصناعات الخفيفة في شمال فرنسا، وهي نفس المنطقة التي قالت الشرطة في وقت سابق أنّها تشهد عملية احتجاز رهينة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية، بيير أونري برانديت، "نحن شبه متأكدين أنهما الشخصان المحاصران في هذا المبنى".
وفي هذا السياق، توجّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إلى مقر وزارة الداخلية حيث تشكّلت خلية أزمة، ليطمئن الفرنسيين عن الاجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات، داعيا الى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية.
كما أشار إلى أنّ هناك تهديدات عدّة كانت تلقتها فرنسا، ولكننا نقوم باللازم لحماية المواطنين، مؤكداً أنّه يتمّ التحضير للتجمع الكبير الذي ستشهده باريس وعدة مدن فرنسية الأحد المقبل.
من جهةٍ أخرى، نقلت وكالة "رويترز"، عن مصدر كبير بالاستخبارات اليمنية، أنّ المشتبه به سعيد كواشي، التقى رجل الدين أنور العولقي عندما كان باليمن في العام 2011، حيث أمضى عدة أشهر لإجراء دراسات إسلامية، لكن لا توجد معلومات مؤكدة عمّا إذا كان قد تلقى تدريباً على أيدي تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب.