لا أحد يعلم اليوم ما هو تعريف "نجومية" الفنان. في ظلّ التطور التكنولوجي الذي قرّب مسافات التواصل بين الناس، وجعل العالم فعلاً قرية صغيرة، من يريد الوصول إلى أبعد مكان يمكن أن يصله بـ"كبسة زرّ"، بوجود "مسوّق شاطر" و"خبير تكنولوجي يجيد التعامل مع منصّات التواصل الاجتماعي". أما المضمون فليس مهماً دائماً. الأهمّ الشهرة أوّلاً ثم النجومية، وبعدها نفكّر بالمضمون.
كأنّ الجمهور العربي جاهز لتلقّف أيّ شيء من أيّ كان. طبعاً مع تفضيل "المستورد" من الغرب. هكذا أفل نجوم كبار وصار تاريخهم مجرد ذكرى لأنّهم لم يجاروا التكنولوجيا. فقدوا التواصل مع الجيل الجديد. فلم يعد الألبوم يغري الشباب، عصب جمهور أيّ فنان. باتوا يبحثون عن الأغنية التي يسهل الوصول إليها عبر الهواتف النقّالة والآي باد واليوتيوب ومواقع تنزيل الأغاني.
لم يعد أساسياً أن يكون صوتك قوياً أو أغنيتك ذات مضمون. يكفي أن تكون شاباً وسيماً، أو فتاةً قابلة للتعديل السيليكوني في عيادات أطباء التجميل.
لذا باتت تختلف "نجومية" الفنان/الممثل عن "شهرته"، كذلك الفنان/المغني. الجهد الفني ما عاد أولوية. ومن يقبض على "لعبة" التكنولوجيا يسهل تحويله إلى نجم بمقاييس هذه الأيام.
خلال العقد الأخير، ساهم التطور التكنولوجي، مترافقاً مع استنساخ برامج اكتشاف المواهب الأجنبية وتعريبها، في تحميس جيل كامل من الشباب على اختراق تابوهات المشاركة في برامج تلفزيونية سُميت اصطلاحاً بـ"تلفزيون الواقع". واقع أتاح لآلاف أن يكونوا "مشهورين" لأشهر قليلة، ثم سلبهم هذه الشهرة والنجومية الزائفة بعد زوال الأضواء.
معظم نجوم يومنا هذا صاروا مشهورين بفضل أغنيات طرحوها. منهم من استمرّ لأنّه أعجب الجمهور، وقدّم بعدها أغنيات بمستوى أقلّ من أغنيته الأولى، ومنهم من عاش نشوة نجاح الأغنية وأطلق لمخيلته العنان بأنّه صار نجماً ونسي نفسه، فكانت خطواته التالية "فستق فاضي" على رأي المثل الشعبي.
اقرأ أيضاً: برامج المواهب.. وحدة عربيّة أم انقسام وعنصريّة؟
مواقع التواصل الاجتماعي ومنصّاتها الكثيرة، وأشهرها في العام العربي فيسبوك وتويتر وإنستغرام وسناب شات وفليكر، صارت قواعد نجومية أيّ مشروع مطرب غنائي. فحال ظهور أيّ "شكل" على شاشة أحد برامج اكتشاف المواهب، يندفع الجمهور "الشباب" نحو صفحاته بشكل جنوني، وتتشكّل بتلقائية مصطنعة صفحات الإعجاب به وبطلّته وجماله وبتسريحته، وربّما بصوته، في النهاية.
في نظرة سريعة على 13 عاماً من اكتشاف المواهب تلفزيونياً، وهي سنوات صاحبتها الثورة التكنولوجية، مرّت عشرات البرامج ومئات الفنانين من أعضاء لجان التحكيم، ومئات الألوف ربّما من طالبي الشهرة، الذي قضوا آلاف الساعات التلفزيونية التي استهلكها الجمهور برغبة منه أو على مضض. اليوم يكاد الجمهور لا يتذكّر سوى مجموعة قليلة منهم لا يتجاوز أفرادها عدد أصابع اليد الواحدة. منهم ملحم زين ورويدا عطية ومحمد عسّاف وسعد لمجرد. حتّى أنّ هؤلاء اشتغلوا على أنفسهم ونسي الجمهور، بعد حضورهم، أنّهم انطلقوا في الساحة الفنية من برامج اكتشاف المواهب.
اقرأ أيضاً: بالفيديو: صوت طفلة يُبكي حكام وحضور "The Voice Kids"
كأنّ الجمهور العربي جاهز لتلقّف أيّ شيء من أيّ كان. طبعاً مع تفضيل "المستورد" من الغرب. هكذا أفل نجوم كبار وصار تاريخهم مجرد ذكرى لأنّهم لم يجاروا التكنولوجيا. فقدوا التواصل مع الجيل الجديد. فلم يعد الألبوم يغري الشباب، عصب جمهور أيّ فنان. باتوا يبحثون عن الأغنية التي يسهل الوصول إليها عبر الهواتف النقّالة والآي باد واليوتيوب ومواقع تنزيل الأغاني.
لم يعد أساسياً أن يكون صوتك قوياً أو أغنيتك ذات مضمون. يكفي أن تكون شاباً وسيماً، أو فتاةً قابلة للتعديل السيليكوني في عيادات أطباء التجميل.
لذا باتت تختلف "نجومية" الفنان/الممثل عن "شهرته"، كذلك الفنان/المغني. الجهد الفني ما عاد أولوية. ومن يقبض على "لعبة" التكنولوجيا يسهل تحويله إلى نجم بمقاييس هذه الأيام.
خلال العقد الأخير، ساهم التطور التكنولوجي، مترافقاً مع استنساخ برامج اكتشاف المواهب الأجنبية وتعريبها، في تحميس جيل كامل من الشباب على اختراق تابوهات المشاركة في برامج تلفزيونية سُميت اصطلاحاً بـ"تلفزيون الواقع". واقع أتاح لآلاف أن يكونوا "مشهورين" لأشهر قليلة، ثم سلبهم هذه الشهرة والنجومية الزائفة بعد زوال الأضواء.
معظم نجوم يومنا هذا صاروا مشهورين بفضل أغنيات طرحوها. منهم من استمرّ لأنّه أعجب الجمهور، وقدّم بعدها أغنيات بمستوى أقلّ من أغنيته الأولى، ومنهم من عاش نشوة نجاح الأغنية وأطلق لمخيلته العنان بأنّه صار نجماً ونسي نفسه، فكانت خطواته التالية "فستق فاضي" على رأي المثل الشعبي.
اقرأ أيضاً: برامج المواهب.. وحدة عربيّة أم انقسام وعنصريّة؟
مواقع التواصل الاجتماعي ومنصّاتها الكثيرة، وأشهرها في العام العربي فيسبوك وتويتر وإنستغرام وسناب شات وفليكر، صارت قواعد نجومية أيّ مشروع مطرب غنائي. فحال ظهور أيّ "شكل" على شاشة أحد برامج اكتشاف المواهب، يندفع الجمهور "الشباب" نحو صفحاته بشكل جنوني، وتتشكّل بتلقائية مصطنعة صفحات الإعجاب به وبطلّته وجماله وبتسريحته، وربّما بصوته، في النهاية.
في نظرة سريعة على 13 عاماً من اكتشاف المواهب تلفزيونياً، وهي سنوات صاحبتها الثورة التكنولوجية، مرّت عشرات البرامج ومئات الفنانين من أعضاء لجان التحكيم، ومئات الألوف ربّما من طالبي الشهرة، الذي قضوا آلاف الساعات التلفزيونية التي استهلكها الجمهور برغبة منه أو على مضض. اليوم يكاد الجمهور لا يتذكّر سوى مجموعة قليلة منهم لا يتجاوز أفرادها عدد أصابع اليد الواحدة. منهم ملحم زين ورويدا عطية ومحمد عسّاف وسعد لمجرد. حتّى أنّ هؤلاء اشتغلوا على أنفسهم ونسي الجمهور، بعد حضورهم، أنّهم انطلقوا في الساحة الفنية من برامج اكتشاف المواهب.
اقرأ أيضاً: بالفيديو: صوت طفلة يُبكي حكام وحضور "The Voice Kids"