اتفقت الصحف والمواقع الإلكترونية في المغرب على إدانة ما سمته "سلوكاً شاذاً" بصم عليه الصحافيان الفرنسيان، إيريك لوران، وكاترين غراسيي، عندما قبلا بالدخول في صفقة مالية مع ممثلي العاهل المغربي الملك محمد السادس، بغاية عدم نشر كتاب اعتبراه مزعجاً للمملكة، فيما أنكر الصحافيان تهمة الابتزاز.
وأولت جرائد ومنابر إعلامية عديدة بالمغرب اهتماماً فائقاً لتطورات موضوع "ابتزاز" الصحافييْن الفرنسيين المعروفين للقصر الملكي، فيما عبّرت أخرى عن تخوفها من تأثير هذه الحادثة على علاقة الصحافة الفرنسية بالمغرب.
وأوردت العديد من الجرائد والمواقع المغربية بأن ما قام به الصحافي الفرنسي الشهير، رفقة زميلته في ديباجة الكتاب الذي أعلنت دار نشر "لوسوي" أخيراً رفضها نشره بسبب ما حصل، يعتبر بمثابة "سقوط لقناع عدد من الإعلاميين الفرنسيين" الذين يساومون ويبتزون المغرب، مقابل نشر أو بث مقالات أو تقارير تهاجم البلاد.
واعتبر صحافيون مغاربة أن السحر انقلب على الساحر في القضية، حيث اعتقدا "المبتزان" أنه يمكنهما ليّ ذراع العاهل المغربي بطلب مبلغ مالي ضخم، يصل إلى حدود 3 ملايين يورو، مقابل امتناعهما عن نشر الكتاب التجريحي، لكنهما سقطا في الفخ.
جريدة "هسبريس" الإلكترونية نشرت في هذا الصدد مقالات متخصصين وأكاديميين، اعتبرت أن "المغرب عندما فضل التعامل مع الابتزاز الذي تعرض له الملك محمد السادس بطريقة قانونية، يكون قد أعطى إشارة للرأي العام الفرنسي والدولي أن الكتب التي نُشرت ضد النظام لا تتمتع بالمصداقية".
ونشرت الجريدة مقالاً لعبد الله بوصوف، الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أكد من خلاله أن الصحافيين المذكورين لم يفكرا للحظة بأنهما مقبِلان على تصرف يخرم وجه القيم ويدنّس مبادئ الصحافة العالمية"، مردفاً أن "خطة المغرب كانت ذكية، عبر إخبار السلطات الفرنسية بالأمر، ومتابعة الصحافيين في عملية النصب عن كثب".
واعتبرت صحف مغربية أن ثبوت تهمة الابتزاز في حق لوران وغراسيي سيكون له الأثر السيئ على مصداقية ما تنشره الصحافة الفرنسية إزاء المغرب، خاصة الكتابات التي تتخذ طابع التحقيق، أو الكشف عن بعض الأسرار التي تخص السلطة السياسية في البلاد، حيث سيُنظر إليها بريبة بعد واقعة ابتزاز صاحب كتاب "الملك المفترس" للعاهل المغربي.
مدير نشر جريدة "أخبار اليوم"، توفيق بوعشرين، كتب في افتتاحية بمناسبة هذا الحادث، وأكد أن الوسط الصحافي الفرنسي الذي اعتاد أن ينظر من فوق إلى المملكة وشؤونها، مصدوم، لكونه يعرف أن مصداقيته أو جزءاً منها على الأقل قد أصيبت بأضرار جانبية كبيرة يصعب محوها من الذاكرة.
ويشرح بوعشرين بأن "كل كتاب أو مقال أو تحقيق عن شؤون القصر سيتعرض من الآن فصاعداً، للريبة والتساؤل حول خلفيات النشر، ودواعيه، وتوقيته، وهل هناك صفقة أم لا وراءه"، مستدلاً بتصريح جيل بيرو، صاحب كتاب "صديقنا الملك" الذي قال: "إن فضيحة إيريك وغراسيي ستجعل كل الكتب الصادرة عن القصر الملكي في فرنسا محل شك".
اقرأ أيضاً: اعتقال إيريك لوران يُهدد علاقات فرنسا بالمغرب؟
اقرأ أيضاً: اعتقال إيريك لوران يُهدد علاقات فرنسا بالمغرب؟