في الأشهر الأخيرة، حصلت سلسلة اعتداءات على المسلمين في الغرب، من دون أن نقرأ عنها أو نشاهدها. وهنا، نحن لا نتحدّث عن جريمة "شابيل هيل" التي أدت إلى مقتل ضيا بركات ويسر ورزان أبوصالحة، كلاً، بل اعتداءات أخرى بقيت خارج الضوء.
مطلع الشهر الحالي، انتشر على مواقع التواصل، فيديو لشابة بريطانية محجبة، تمشي في الشارع، يقترب منها أحد المارة، يضربها، فيغمى عليها وتقع أرضاً، ويهرب المعتدي. طبعاً لم يتحدّث أحد عن الاعتداء، فالضحية محجبة. وفي حفلة الجنون المعادية للمسلمين في الغرب حالياً، يبدو ما حصل هامشياً.
[اقرأ أيضاً: جريمة "شابيل هيل": أهلاً بموسم كره المسلمين]
وقبل أسبوع، تعرّض شاب مسلم في ديربورن بالولايات المحدة الأميركية لاعتداء بالضرب قرب أحد المتاجر على خلفية عنصرية، ولم يخرج هذا الخبر إلى الإعلام.
في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قامت سيارة رباعية الدفع مكتوب عليها "الإسلام أسوأ من وباء إيبولا"، بدهس فتى مسلم اسمه عبدالصمد حسين عمره 15 سنة، وقتلته في كنساس سيتي.
كذلك، فإن الأسبوع الأخير، وفق ما يشير موقع "ماشابل"، شهد رسم وكتابة شعارات معادية للمسلمين على جدران المدارس في أوستن، تكساس.
ووسط كل هذه الاعتداءات التي يتجاهلها الإعلام، يطلّ علينا العميد الأميركي المتقاعد رالف بيترز على "فوكس نيوز"، ليقول إن "الولايات المتحدة لا تعاني الإسلاموفوبيا، بل من الإسلاموفيليا، أي الحب المرضي للمسلمين". وشنّ بيترز هجوماً على الرئيس الأميركي باراك أوباما، قائلاً إنه لم ير رئيساً يدافع عن المسلمين مثلما يفعل هو "يجب أن يكون الإسلام كباقي الأديان، قابلا للانتقاد". وبشكل هستيري، تناقلت وسائل الإعلام هذا التصريح، فيما بقبت أخبار الاعتداءات المتواصلة على المسلمين مجرد أخبار يتم تناقلها على مواقع التواصل.
هذا، وتشير الأرقام إلى أن نسبة الاعتداءات ضد المسلمين ارتفعت منذ عام 2001 بنسبة 1600 في المائة في الولايات المتحدة.