وصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في وقتٍ مبكر صباح اليوم السبت، إلى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى. وبعد لقائه الثنائي مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، وقّع الطرفان على 17 اتفاقية تعاون مشترك تشمل عدداً من القطاعات والمجالات.
وقال الرئيسان عقب جلسة المباحثات الثنائية، إن بلديهما اتفقا على توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية بينهما، ووصفا ذلك بأنه موسم جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين.
إلى ذلك، قال روحاني في مؤتمر صحافي مع شي أذاعه التلفزيون الحكومي الإيراني: "نحن سعداء بزيارة الرئيس شي إلى إيران بعد رفع العقوبات.. اتفقت إيران والصين على زيادة التبادل التجاري إلى 600 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة".
وكانت الصين واحدة من القوى العالمية الست التي تفاوضت من أجل إنجاز اتفاق تاريخي مع إيران في يوليو/ تموز قلّصت طهران بمقتضاه برنامجها النووي المتنازع عليه وكسبت إزالة العقوبات التي فرضت عليها عزلة دولية في المقابل.
ووقع وزراء الاقتصاد والتنمية في البلدين على اتفاقية "الحزام الاقتصادي" لطريق الحرير، والتي تهدف في شق منها إلى إيجاد طريق حرير بحري، فضلاً عن توقيع هيئتي الطاقة الذرية لدى البلدين على اتفاقية أخرى لتطوير التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية.
كما وقع الطرفان على اتفاقية حقوقية قضائية، واتفاقية أخرى علمية تكنولوجيا، وأخرى تتعلق بالبيئة، وكلها اتفاقيات تهدف لتبادل الخبرات بين البلدين.
وحضر وزراء التجارة في البلدين جلسة الاتفاقيات هذه، حيث وقعا على اتفاقيات أخرى تتعلق بالقطاعات التجارية والصناعية والمعدنية، بالإضافة لاتفاقيات ترتبط بقطاع النقل، منها ما يتعلق بتأمين الموارد المالية والإشراف على إنشاء خط القطارات السريع بين العاصمة طهران ومدينة مشهد الواقعة شمال شرقي البلاد.
اقرأ أيضاً: الشركات العالمية متعطشة للعودة إلى إيران
واتفق الطرفان على تطوير العمل المشترك بين غرف التجارة لدى البلدين، وتعزيز فرص الاستثمار بينهما، والسماح للاستثمارات الصينية بالدخول لإيران بشكل واسع، فضلا عن توقيع اتفاقية ترتبط بتطوير التعاون مع الصين في منطقة قشم الحرة الواقعة جنوبي إيران، والسماح بالمقابل لطهران بالحضور بشكل فاعل في منطقة بايلوت غوانجو الصينية، وهي منطقة حرة أيضا.
وقال نائب رئيس غرفة التجارة المشتركة بين إيران والصين، مجيد رضا حريري، إن تبعات زيارة الرئيس الصيني لطهران ستكون إيجابية وفورية، وستنعكس بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، معتبرا أنه "على إيران أن تركز على تطوير هذه العلاقات كون الصين البلد الاقتصادي الثاني عالميا بعد أميركا، وتعد الشريك التجاري الأول لأكثر من مائة دولة ومنها إيران".
ونقلت مهر عن حريري قوله إن "إيران تحتاج من 30 إلى 50 مليار دولار استثمارات أجنبية لتستفيد من فترة ما بعد إلغاء العقوبات، والصين تستطيع أن تكون شريكها الرئيس في هذا المجال"، حسب قوله.
وتحصل الصين على نصيب 25% من التجارة الإيرانية، كما أن 50% من منتجات النفط والغاز الإيراني تحصل عليها بكين، وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين معدل 50 مليار دولار في عام 2014، وذلك بعد أن كان يبلغ قبل عقد من هذا التاريخ 500 مليون دولار، بحسب بيانات رسمية.
اقرأ أيضاً:
5 تحديات أمام إيران بعد رفع العقوبات
11 قطاعاً تنتظر الانتعاش بعد رفع العقوبات عن إيران