العاصفة الثلجية تغطي المشرق العربي

بيروت

شيرين قباني

avata
شيرين قباني
08 يناير 2015
520A4736-D929-490A-9229-D7689B629DF5
+ الخط -
بالترافق مع إعلان عدد من السلطات في بلدان عربية حالة الطوارئ في مواجهة العاصفة الثلجية التي بدأت أمس الأول، يحذر خبراء الأرصاد الجوية من تقلبات جوية، ستصل معها درجة هبوب الرياح إلى مستويات مرتفعة. فيما يتوقع أن تستمر الأجواء باردة وماطرة على فترات، حتى يوم الأحد المقبل.

من جهته، يقول رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان مارك وهيبي لـ "العربي الجديد" إنّ العاصفة عبارة عن كتلة باردة مع منخفض جوي جاءت من شرق أوروبا، وأكملت مسارها باتجاه اليونان وصولاً إلى الأردن وفلسطين وسورية ولبنان. ويشير إلى أنّها "تحمل درجات حرارية منخفضة ورياحاً شديدة. فيما تبلغ سرعتها حوالي 100 كلم في الساعة". وهو ما يؤدي إلى تساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر صعوداً. أما موج البحر فيتجاوز ارتفاعه 7 أمتار. ويشير وهيبي إلى أنّ قوة العاصفة لا علاقة لها بالمسار، أي أنّها تمر بالبلدان العربية بنفس درجة القوة والسرعة. إلا أنّها ستبدأ بالانحسار تباعاً.

ويضيف وهيبي: "مثل هذه العواصف الثلجية تتواجد في شمال أميركا الشمالية، وغرينلاند، وسيبيريا، واسكندنافيا. وتبدأ الرياح الشتوية الباردة في تكوينها من اسكندنافيا وشرق أوروبا باتجاه الغرب، لتصبح هذه المناطق باردة جدا طوال شهور الشتاء. وعندما تهب الرياح خارج القارة الأوروبية تكون جافة جدا وباردة جدا تصاحبها بعض السحب وهبوطاً ملحوظاً في درجات الحرارة، وهو ما حدث في حالة العاصفة زينة". وهي العاصفة التي سميت في مناطق أخرى باسم هدى.

ويلفت وهيبي إلى أنّ قوة العاصفة زينة أكبر من عاصفة ألكسا التي ضربت لبنان والبلاد العربية العام الماضي. ويقول إنّ "أضرارها أكبر بكثير خصوصاً على المنشآت البحرية من مطاعم وأملاك خاصة وزوارق للصيادين". ويتابع: "يتوجب علينا كباحثين إبلاغ المسؤولين والمعنيين بتوقع مجيء العاصفة قبل أسبوع أو خمسة أيام من مجيئها. كما نحدد ارتفاع موج البحر لإبلاغ الصيادين مثلاً بضرورة توخيهم الحذر".

أما عن إرشادات السلامة العامة فيقول وهيبي: "على المواطنين الامتناع عن التوجه إلى المناطق الجبلية والبحرية، إلا في حالات الضرورة القصوى. كما يتوجب عليهم متابعة وسائل الإعلام لمعرفة أحوال الطقس. ويجب إجراء فحص شامل للسيارات والتأكد من صلاحية إطاراتها. ومن المفضل التزام المنزل وعدم الخروج. وإذا اضطر المواطن للخروج فعليه التقيد بإرشادات عناصر القوى الأمنية والدفاع المدني".

وفي النتائج الأولية للعاصفة الثلجية، فقد تسببت بأضرار مادية فادحة في الدول المستهدفة. وفي لبنان، تحدثت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) عن تسبب العاصفة بارتفاع منسوب الأنهار. كما أدت إلى تغطية مرتفعات البلاد بالثلوج بشكل كامل. وأدت إلى انقطاع عدد من الطرقات، وقطع شبكات التغذية الكهربائية، والاتصالات في بعض المناطق، وسقوط بعض أعمدة الكهرباء والإنارة. فيما بادرت الأجهزة الأمنية والبلدية والدفاع المدني إلى الحد من الأضرار قدر الإمكان، وفتح الطرقات المقطوعة. وأضافت الوكالة أنّ العاصفة تسببت بنفوق أكثر من 15 ألف طير دجاج في مزرعتين في بلدة عمار البيكات في عكار شمال البلاد.

هذا وامتدت موجة الصقيع إلى الأراضي المصرية، وخصوصاً المناطق الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر.

وفي الدول التي ضربتها العاصفة، نشط مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في التحدث عن آثارها. ونشر الكثير منهم صوراً ومقاطع فيديو للثلوج الكثيفة وأمواج البحر المرتفعة والأضرار التي تسببت بها، من تهدم بعض الجدران واللوحات المعدنية وسقوط الأشجار وانجراف السيارات. فيما عمد آخرون إلى السخرية، خصوصاً من الأسماء المختلفة للعاصفة.

زينة أم هدى؟
في لبنان سمّيت العاصفة "زينة"، وفي الأردن "هدى"، وفي سورية "السلام". وكان اتفاق قد جرى سابقاً بين خبراء جويين من الأردن وفلسطين ولبنان على تسمية العواصف بالعربية، إلا أنّ رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان، مارك وهيبي، يعتبر هذه التسميات غير معتمدة علمياً، فالعواصف لا تسمّى بعكس الأعاصير.

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
مرفأ الإسكندرية، 31 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

قدمت السلطات المصرية روايات متضاربة حول السفينة كاثرين التي تحمل متفجرات لإسرائيل. فبعد نفي لمصدر مصري استقبال السفينة صدر بيان لوزارة النقل يثبت وجود السفينة.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.