العراقيب وحيدة

67745495-5CEC-4546-976F-89E479B8630F
نضال محمد وتد
من أسرة "العربي الجديد"
22 يوليو 2016
14313F66-9FFD-4C47-873A-8422D348AF32
+ الخط -

قبل نحو شهر تقريباً، "احتفلت" قرية العراقيب الفلسطينية في النقب، بمئوية هدمها من قبل السلطات الإسرائيلية، ضمن محاولات الحكومة الإسرائيلية إرهاب أهلها وتفريغ القرية من السكان حتى يتسنى لها الاستيلاء على أراضيهم. لم يبق لأهالي العراقيب أكثر من نحو 1300 دونم من أصل آلاف الدونمات كانت حكومة إسرائيل صادرتها منذ النكبة، سوية مع مئات آلاف الدونمات من الأراضي العربية في النقب، بحجة أنها أراضي دولة ولا يملك أصحابها أوارقاً تثبت تسجيلهم لها في "الطابو" العثماني، علماً أن هناك وثائق رسمية تثبت عكس ذلك.

المهم في الحكاية أن العراقيب هي حكاية النقب كله. عشرات القرى في النقب قائمة قبل النكبة وقبل وجود إسرائيل، إلا أن الأخيرة ابتدعت تعبيراً غريباً غير موجود في أي مكان سوى في واحة الديمقراطية: تعبير "قرية غير معترف بها"، وهو تعريف بات مصطلحاً قضائياً في إسرائيل يمنح الدولة حق حرمان أهلها، وهو حق يستند إلى قوة الحاكم وليس إلى شيء آخر، من كل حقوقهم الطبيعية والإنسانية الأساسية؛ من الماء، والكهرباء، والبناء، والتعليم، وخدمات الصحة إلى درجة التهديد الحقيقي لوجودهم وبقائهم في أرضهم.

خطر عدم البقاء في الأرض يشمل أيضاً أكثر من 40 ألف فلسطيني يعيشون في النقب في قرى تحمل توصيف العراقيب نفسه، "قرى غير معترف بها". ويحتفظ هؤلاء حتى اليوم بنحو مليون دونم في النقب تسعى إسرائيل لأخذها بالقوة، وعبر مخططات مشبوهة كان آخرها مخطط برافر، الذي عُلّق مؤقتاً ولم ينته أو يختف من الوجود خلافاً للانطباع الذي تحاول الأحزاب العربية في الداخل الترويج له، ربما في محاولة للحفاظ على جذوة النضال بإعطاء الجيل المقبل أملاً بجدوى النضال.

وقد يكون السبب أيضاً للتخفيف من حقيقة تراجع فاعلية وتأثير النشاطات الاحتجاجية للعرب في الداخل مقابل تغوّل وتفاقم سياسات التضييق والتمييز الممزوجة، أخيراً، بنزعات فاشية معلنة أبرزها مثلاً مخطط اقتلاع قرية أم الحيران العربية الفلسطينية لبناء "حيران" اليهودية في المكان نفسه وعلى الأرض نفسها. أياً كان السبب، فإنه لا يلغي حقيقة أن العراقيب تقف في وجه إسرائيل اليوم وحيدة.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة حاشدة في لندن (ربيع عيد)

سياسة

في الذكرى السنوية لحرب الإبادة الجماعية على غزة، خرج اليوم مئات الآلاف في العاصمة البريطانية، في تظاهرة تضامنية مع غزة والدعوة لمعاقبة إسرائيل على جرائمها
الصورة
سوريون عائدون من لبنان، 5 أكتوبر 2024 (العربي الجديد/عدنان الامام)

مجتمع

واجه سوريون عائدون من لبنان هربا من العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الجنوب اللبناني، قسوة الطريق، وقلة الطعام، وساعات من الانتظار على الحدود السورية
الصورة
دمار بمدرسة تابعة للأونروا بدير البلح، 6 يوليو 2024 (الأناضول)

مجتمع

تواصل إسرائيل للعام الثاني حرمان الطلاب الفلسطينيين من حق التعليم في غزة، ما يضعهم أمام مستقبل غامض ومجهول، وسط تفاقم المعاناة وانهيار النظام التعليمي..
الصورة
كرة القدم الفلسطينية تعاني بسبب العدوان (العربي الجديد/ فيسبوك)

رياضة

خسرت كرة القدم الفلسطينية الكثير من الشهداء الذين بلغ عددهم 305 لاعبين، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة على الشعب الفلسطيني.

المساهمون