لم تشفع أجواء وطقوس عيد الفطر، أمس الجمعة، للعراقيين بإيقاف المعارك ولو لبضع ساعات لمنحهم فرصة لإيجاد أنفسهم وسط المعارك والاشتباكات الدائرة في البلاد، وعوضاً عن ذلك، وجد سياسيون في العيد فرصة للتوجه إلى ساحات القتال، ولقاء الجنود وعناصر المليشيات والتقاط الصور معهم.
ميدانياً، تركّزت المعارك في محافظة الأنبار، تحديداً في مدن الفلوجة والرمادي والبغدادي، التي سقط فيها 42 جندياً وعنصر مليشيا، وأُصيب العشرات منهم، في مقابل مقتل 19 عنصراً من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بينهم مقاتل يحمل الجنسية الصينية، وفقاً لمصادر عسكرية عراقية. كما سقط في المعارك 29 مدنياً، بينهم 11 طفلاً وسبع سيدات نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة على الفلوجة والرمادي، بحسب ما أفادت مصادر طبية عراقية في الأنبار.
وقال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك لم تتوقف منذ ليلة الخميس، وقد تلقّينا غطاءً جوياً من قوات التحالف بقيادة واشنطن ومن سلاح الجو العراقي". وكشف أن "القوات المشتركة تسعى لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لداعش، إلا أن وجود الألغام بكثرة يُعيق تقدّمها".
اقرأ أيضاً: عراقيون يلجأون إلى الملابس المستعملة في العيد
من جانبه، ذكر مصدر عسكري عراقي بوزارة الدفاع، أن "ساحة المعارك جغرافياً لم تتغيّر في الأيام الأخيرة". وأضاف في تصريحاتٍ لـ"العربي الجديد"، أن "الحديث عن تقدّمٍ للقوات العراقية والحشد الشعبي، لا زال مبكراً والحرب ليست سهلة".
سياسياً، زار رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ونائبه مواقع قتالية في الأنبار للقاء الجنود. ونقل التلفزيون الحكومي لقطات مصورة للعبادي وهو بين الجنود وأفراد المليشيات في قاعدة الحبانية، يلقي تحية العيد عليهم وهم في ساحات القتال. مع العلم أن مكتب العبادي أصدر بياناً اعتذر فيه عن استقبال مهنئين بالعيد، احتراماً لضحايا الحرب. وأظهرت لقطات أخرى العبادي وهو يطلق قذائف مدفعية ثقيلة على مدينة الفلوجة، وسط شعارات وهتافات من قبل مرافقيه.
من جهة أخرى، أصدر "داعش" عفواً عن معتقلين لديه ممن وصفهم بـ"مسلمين سُجنوا لارتكابهم مخالفات عدة". كما وزع منشورات بالمدن التي يسيطر عليها، متوعّداً بنقل المعركة في العيد المقبل إلى بغداد.
في سياق آخر، أعلنت مصادر طبية عراقية عن وفاة 12 عراقياً، بينهم تسعة أطفال من العالقين على حدود بغداد منذ أيام. وقال طبيب منظمة "أطباء عراقيون" هاشم حسين لـ"العربي الجديد"، إن "تسعة أطفال وسيدة ورجلين، قضوا نتيجة الحرّ الشديد وسوء التغذية، بعد منع حكومة بغداد إدخالهم بعد أيام من فرارهم من ساحات المعارك بالأنبار".
وأضاف أنه "لم يعد باستطاعة النازحين العودة للأنبار من حيث جاءوا، كما أن الحكومة تمنع دخولهم، والمنطقة المتواجدون بها صحراوية ودرجة الحرارة بلغت 55 مئوية. كما يحتمي النازحون بالأشجار فالخيام لم تصل إليهم بعد بسبب المعارك وعطلة العيد".
اقرأ أيضاً: جيل مراهقي العراق بين "داعش" والمليشيات