العراق: تجدد المعارك في الفلوجة ومزيد من جثث النازحين

06 يونيو 2016
معارك الفلوجة أكملت أسبوعين وسط تعثر عسكري واضح(فرانس برس)
+ الخط -
أكملت معارك الفلوجة، مع فجر اليوم الاثنين، أسبوعها الثاني على التوالي من القتال، الذي رافقته مشاكل سياسية وتعثر عسكري واضح، فضلا عن بروز طابع طائفي واضح، فجّر ردود أفعال غاضبة إثر جرائم إعدام المدنيين على يد مليشيات "الحشد" ومشاركة الحرس الثوري الإيراني في المعارك.

ووفقا لمصادر عسكرية عراقية، فقد انطلق القتال مجددا بين الطرفين، عقب هجمات لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعد فجر اليوم، استهدفت المحورين الشمالي والجنوبي، وتخللتها عملية قصف صاروخي عنيف على المدينة.

إلى ذلك، شوهدت مقاتلات أميركية، ولأول مرة منذ نحو أسبوع، في سماء المدينة، تقصف مواقع يرجح أنها تابعة لتنظيم "داعش"، في الحي الصناعي شرقي الفلوجة.


وتسعى القوات العراقية ومليشيات "الحشد" إلى تحقيق تقدم في محيط المدينة المحاصرة من محاورها الأربعة، وقد نجحت في إحراز تقدم مكّنها من السيطرة على مشارف الفلوجة والقرى المرتبطة بها، ووصلت إلى أسوار المدينة، غير أن حقول الألغام وخطوط الصد حالت دون حدوث توغل.

وتحولت المعارك، مؤخرا، إلى "حرب استنزاف"، في الوقت الذي فشل فيه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في تحقيق وعده برفع علم بلاده فوق الفلوجة قبل شهر رمضان.

وقال ضابط في الجيش العراقي، إن ثلاث عربات مفخخة يقودها انتحاريون ضربت المحور الجنوبي، فيما ضربت رابعة القطعات شمال الفلوجة، قبل أن تتجدد المعارك مرة أخرى، مبينا أن مقاتلي "داعش" يتخذون مواقع جغرافية محصنة حول المدينة تمنحهم حرية التحرك والتهرب من كثافة النيران الموجهة ضدهم، مرجحا أن تكون مرحلة اقتحام المدينة هي الأصعب في حال تمت في الأيام المقبلة.

وفي سياق متصل، قال عضو الجمعية الإغاثية العراقية للنازحين، محمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إن سكان الفلوجة رفضوا اليوم المغادرة وألغوا أي فكرة للهرب من المدينة بعد مشاهدتهم جرائم المليشيات، من قتل وتقطيع وتعذيب واغتصاب، بحق أقربائهم وجيرانهم وأبناء مدينتهم. كاشفا أنه، منذ صباح اليوم، لم يخرج أحد من المدينة، و"لعل هذا ما تريده المليشيات لقتلهم بالصواريخ"، وفقا لقوله.


من جهتها، أكدت النائبة في البرلمان العراقي، لقاء وردي، وقوع عمليات إعدام جديدة بحق نازحين هربوا من الفلوجة صباح اليوم. وأوضحت، في بيان لها، أن "هذه العناصر لا تزال ترتكب انتهاكات بحق المدنيين"، محذرة من تأثير هذه الانتهاكات، بشكل سلبي، على سير عملية تحرير الفلوجة من سيطرة تنظيم "داعش". 

وكشفت النائبة ذاتها عن العثور على أربع جثث جديدة اليوم، "قُتل أصحابها عبر التعذيب على يد المليشيات في منطقة السجر شمال المدينة"، مضيفة: "الجميع شاهد الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين، والتي وثقها مرتكبوها، وشهادات الرجال والنساء الفارين"، قبل أن تؤكد أن "هذه الجرائم تشير إلى عدم خشية مرتكبيها من المحاسبة، بسبب عدم وجود إجراءات رادعة من الحكومة، رغم معرفتها بالجهات المتورطة"، بحسب قولها.

ولوّحت وردي باتخاذ موقف سياسي قوي تجاه المعركة، حفاظا على حياة المدنيين، ومنعا للفتنة الطائفية، مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والهيئات المعنية بحقوق الإنسان، التدخل لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من المدنيين النازحين.