تخوض القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" حالياً، عملية أمنية واسعة لتطهير بساتين محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) من بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وسط مخاوف الأهالي من خطة لتجريفها.
ووسط غطاء جوي كثيف، تستمر عملية تطهير تلك البساتين، بداية من بلدة المخيسة وأبي صيدا وستشمل القرى القريبة منها. وقال ضابط في شرطة المحافظة لـ"العربي الجديد"، إنّ "العملية تهدف إلى إنهاء وجود عناصر داعش الإرهابي، الذين قاموا بأعمال عنف وقتل في تلك المناطق"، مبيناً أنّ "العناصر استغلّوا كثافة البساتين والأشجار، والطبيعة الجغرافية الوعرة في تلك المناطق لينشروا عناصرهم وقنّاصيهم".
وأكد أنّ "القوات تقوم بحملة تمشيط واسعة في تلك البساتين، وقد تمكنّا من العثور على مخازن كبيرة للسلاح والعتاد، والهاون في تلك البساتين"، مبيناً أنّ "هناك تعاوناً من الأهالي في تلك المناطق، من خلال تقديم المعلومات عن تحركات عناصر التنظيم ومصادر نيرانهم".
مطالبات بنشر قوات نظامية
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة للقوات المشاركة بالعملية، إلّا أنّ مسؤولين بدوا غير متفائلين بالقضاء على عناصر الإرهاب في البلدة.
وقال عضو في اللجنة الأمنية بمجلس المحافظة لـ"العربي الجديد": "لقد تجاهلت العملية البعد الاستخباري والمعلوماتي في تحركاتها. البلدة لا تحتاج إلى عملية عسكرية واسعة، بقدر ما تحتاج إلى توزيع قطعات من القوات النظامية في البلدة والبلدات المجاورة، لمراقبة مصادر النيران"، مبيناً أنّ "أغلب الهاون التي تسقط على بلدتنا هي من بلدة أبو صيدا المجاورة، ما يعني أن أشخاصاً من فصائل الحشد التي تسيطر على البلدة، متورطون بذلك".
وشدّد على أن "الملف الأمني لا يمكن أن يخضع للمجاملات السياسية، ويجب أن توضع خطط مناسبة للقضاء على الإرهاب بكل أنواعه"، مطالباً بـ"إبقاء قوات نظامية من الجيش والشرطة في بلدة المخيسة والبلدات والقرى المجاورة لها، وإخراج الحشد الشعبي منها، كخطوة أساسية للقضاء على الإرهاب وإنهاء أعمال العنف".
تحذيرات من تجريف البساتين
وأثارت العمليات العسكرية التي ركزت على البساتين، مخاوف من خطة محتملة لتجريفها بحجة القضاء على بقايا "داعش"، وقال أبو ليث وهو أحد وجهاء المخيسة لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحديث يجري عن خطة لتجريف عدد من البساتين في البلدة في حال لم يتم إنهاء أعمال العنف والسيطرة عليها".
وأكد أنّ "هذه الخطة في حال نفذت تعني اجتثاثاً للحياة في المخيسة، وقطع أسباب بقاء الأهالي فيها"، مبيناً أنّ "الأهالي يرفضون أي خطوة بهذا الاتجاه، ولا يمكن أن نسكت على ذلك، فحياة الأهالي من حياة بساتينهم التي يعتاشون عليها".
ودعا الجهات الأمنية في ديالى، إلى "وضع الخطط الأمنية التي لا تتسبب بالإضرار بالمال العام والخاص في البلدة، وخاصة أنّ البلدة لا تضم جيوشاً أو أعداداً كبيرة من عناصر الإرهاب".
ومنذ أكثر من شهر، تشهد بلدة المخيسة ارتباكاً أمنياً، ويجري الحديث عن وجود عناصر "داعش" في بساتينها، كما انتشرت مليشيات "الحشد" فيها، وسط غموض يلف مصير البلدة التي عزلت عن الحياة.