ثمّة ثنائيّات، بخلاف أخرى كثيرة، تنجح في اجتياز محنٍ مختلفة وتخرج منها "منتصرة" وأكثر تماسكاً. ونشهد كيف تتصدّى لتحدّيات اختلفت طبيعتها، من قبيل الخيانة أو الانفصال، في حين أنّ أخرى تجد نفسها في حالات مشابهة مهشّمة كليّاً. كيف تنجح في ذلك؟ سؤال تجيب عنه مجلّة "بسيكولوجي" الفرنسيّة المتخصّصة في علم النفس، من خلال ما خلص إليه الأستاذ المحاضر في علم النفس، الدكتور جورج س. إفرلي، في دراسة بيّنت أنّ "العلاقات المقاوِمة" تتمتّع بسبع مميّزات تعزّز احتمالات النهوض بعد عسر.
1- التفاؤل الفاعل
هو أكثر من مجرّد إيمان ومن مجرّد أمل بأنّ الأمور سوف تسير على أفضل ما يرام، فيعرّف إفرلي "التفاؤل الفاعل" بأنّه التزام - أخلاقيّ - بالعمل حتى تنتهي الأمور بطريقة حسنة. في علاقات مقاوِمة، يتفادى الشريكان السخرية والتهكّم والانتقادات والتعليقات الجارحة التي توجّه إلى أحدهما أو إليهما معاً. إلى ذلك، تُضاف الثقة في نفسَيهما... هما يعرفان أنّهما أقوى معاً.
2- النزاهة
يكون الشريكان على قناعة بأنّ النزاهة والصدق هما أفضل السياسات، ويحاولان الالتزام بهما في حياتهما. إلى ذلك، كلّ واحد منهما يوافق على الاضطلاع بمسؤوليّاته ويسامح الآخر على هفوات أو ما هو أكبر من الهفوات، بالإضافة إلى مسامحة نفسه.
3- التصميم
يكون الشريكان قادرَين على التحلّي بشجاعة تخوّلهما اتّخاذ قرارات حاسمة (الانتقال إلى منزل جديد، الانطلاق معاً في مشروع ما، ترك كلّ شيء للقيام برحلة حول العالم...)، وإن بدا الأمر كأنّه مخاطرة أو مثّل لهما مصدر قلق.
4- الصلابة
في مواجهة تقلّبات الحياة ونكساتها، يكافح الشريكان الإحباط بمثابرة استثنائيّة، لا سيّما بفضل دعم قويّ متبادل بين بعضهما البعض. إلى ذلك، هما يعلمان متى التوقّف والتسليم بعدم الجدوى، فيسلكان بالتالي طريقاً آخر.
5- ضبط النفس
يشدّد إفرلي على ضبط النفس، هذه القدرة التي تسمح بالتحكّم بالنزعات وبتفادي السلوكيّات المدمّرة للثنائيّ والتي تؤذي الحبّ، من قبيل الانفعالات العنيفة والمذمّة والخبث وغيرها. في المقابل، فإنّ ضبط النفس يسمح للشريكَين بالاعتناء بالثنائي الذي يشكّلانه.
6- التواصل
العلاقة القوية هي علاقة يتمكّن الشريكان فيها من التواصل بصورة جيّدة ويعبّر الواحد منهما عن احتياجاته وينصت إلى احتياجات الآخر. بالنسبة إلى إفرلي، فإنّ المحادثات الذي لا نرغب فيها هي في أغلب الأحيان المحادثات التي نحتاجها تحديداً.
7- التعاون
في جوّ من الهدوء والطمأنينة، يستطيع كلّ واحد من الشريكَين التعبير عن آرائه وطرح أفكاره. ويجد الواحد منهما نفسه متحفّزاً لطرح حلول جديدة والتفكير خارج الأطر المرسومة، في حين يعلم أنّه يستطيع الاعتماد على الآخر ليفكّرا معاً ويحقّقا رغباتهما.