حازت زيارة زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية، راشد الغنوشي، إلى الولايات المتحدة، اهتمام الصحافة الأميركية.
من وجهة نظر البعض، استطاع الغنوشي محو الصورة القاتمة التي ترسّخت لدى الغرب عن الإسلاميين. صحيفة "مونيتور" الأميركية لقّبته، من خلال مقال لكاتبتها باربارا سلافين، بـ"مانديلا الشرق الأوسط". وأشارت إلى أنه "يتقن الخطابة والتنظير ورمز للوسطية والاعتدال ومثال للديموقراطية الناشئة والتداول السلمي للحكم"، بعدما تنازلت الحركة التي يقودها، عن الحكم طواعية رغم امتلاكها للأغلبية في المجلس التأسيسي (البرلمان).
واعتبرت أن جهود "مهندس التوافق السياسي بين العلمانيين والإسلاميين في تجربة تونسية فريدة من نوعها، أثمرت دستوراً توافقياً بامتياز تصان فيه الحقوق والحريات وحرية الضمير والمعتقد". وأضافت أنه "جنّب البلاد الدخول في دوامة العنف والاقتتال الداخلي وأزمات كتلك التي تعيشها دول الربيع العربي". كذلك أشارت إلى أن الغنوشي، الذي شبّهته أيضاً بـ"فاتسلاف هافل أو حتى توماس جفرسون"، أثار أمام عدد من مفكري واشنطن التفاؤل حول طريق تونس إلى الديموقراطية.
وكان للغنوشي لقاء آخر مع إذاعة "صوت أميركا"، قال فيه إنه "لولا وجود حركة النهضة لما كان لتونس دستور معتدل".
وأرجع نجاح الحوار الوطني، الذي أتى بحكومة حظيت بمباركة وتأييد معظم الأحزاب السياسية في البلاد، "إلى الدور الرئيسي والمهم الذي لعبته حركته خلال الجلسات والنقاشات".
وفي أول تصريح له بعد عودته من واشنطن، أكد الغنوشي أن المغزى من زيارته هو "التبشير بالنموذج التونسي حول الديموقراطية".
وأكد أن "تونس اليوم تمثّل أملاً بالنسبة للديموقراطيين في العالم وشهادة على أنه ليس صحيحاً أن هناك استثناءً عربياً بسبب الإسلام، بل إن هناك استثناءً تونسياً بسبب الإسلام، بسبب ما أنجزه الإسلاميون وما قدموه من تضحيات من أجل هذا النموذج".