من قائل هذه العبارات "دبري ووفري..احتاري واختاري.. يا تكاتوا يا حركاتوا"؟ نعم؛ إنه هو الشيف حسن، صاحب برنامج الطبخ على قناة mbc masr، بصوته التلقائي وعباراته وسر وصفاته لجذب شريحة كبيرة من متابعينه. ومن خلال برنامجه، يقدّم كلمات لدعم الدولة والحكومة. وبعد الأزمات الاقتصادية التي تمر بها الدولة، انتقل من تقديم وجبات الريش والفليتو والحمام لتقديم الوجبات الكاذبة، حمام ولكن من دون حمام، وغيرها من وجبات تعوض النقص المادي. وخلال الفترة الأخيرة، وتبعًا لتوجه الدولة التقشفي، قدّم في برنامجه "أكلات الغلابة" المستخدمة من "الفول والباذنجان والبطاطا"، مقتبسًا من رئيسه: "لازم نستحمل".
انتشر خلال الأيام السابقة بين رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منشورات تتحدث عن نوع من الطعام يسمى "green burger"، اكتشف أنه الوجبة الشعبية "الطعمية"، وفي المدن الساحلية يطلق عليها "فلافل"، ولا يخفى عليكم أنها وجبة مكونة من الفول والخضرة، بالإضافة لبساطة مكوناتها، فسعرها منخفض أيضًا. استقبل الاسم الجديد بكثير من السخرية وكومكسات الضحك، وغاب عن الكثيرين أنه توجه عام في الشارع المصري، تستخدم الحكومة في دعمه أدواتها الاجتماعية والإعلامية لنشر ثقافة التقشف.
سبق الـ غرين برغر بوست نُشر لسيدة مصرية تدعى منار هجرس تشرح فيه كيفية طهي قناديل البحر، مبررة أنها ثروة غير مستغلة ومتوفرة في البحار، ولما لها من فوائد صحية وأطلق عليها لتسويقها بعيدًا عن اسم القناديل "jelly fish"، فالمعروف عن القناديل لدى المصريين أنها تلحق اصابات وحروق لمن يقترب منها. بعدها بأيام استضافت قناة المخابرات dmc السيدة منار لتشرح تجربتها وتشجع المصريين للإقبال على هذه الوجبة.
وتبين مع الاطلاع أن السيدة منارة كومبرس مستخدم قبل ذلك في مؤتمر الشباب في مدينة الإسماعلية ومن القناة، وفي هذا الفيديو توجهت بسؤال للسيسي، وتختلف هيئتها بين الفيديوهين بخلع حجاب رأسها؛ ما يدل على جهد الحكومة في نشر ثقافة التقشف.
بالتوازي مع الموجة الإعلامية والاجتماعية التي تقودها الدولة للتقشف وقرارتها المتتالية عن رفع الدعم جزءًا فجزء، فقد قررت وزارة التموين رفع الدعم بالكامل عن دقيق المخابز، مبررين هذا الإجراء بأنه سيقضى على تهريب الدقيق ويقلص الهدر منه ويساعد الدولة على توفير 8 مليارات جنيه من فاتورة دعم الغذاء للسنه المالية 2017-2018.
بعد هذه التصريحات، خرجت تصريحات أخرى بالنفي، ومن المعلوم بحكم العادة "ما دام نفت.. تبقى نوت"، يعتبر رفع الدعم عن الخبز هو الخيط الأخير لبقاء الفقراء على وجه الحياة، ترددت توقعات أن تقوم الحكومة برفع الدعم عن الخبز السياحي أولاً وتلحق به الخبز المُدعم.