عائشة، تسعينية فلسطينية لاجئة في لبنان منذ عام النكبة. هي من بلدة وعرة السريس، في قضاء حيفا، حيث كانت تعيش مع زوجها وأولادها الأربعة حياة متواضعة سرقها الصهاينة وهجّروهم من وطنهم. الأولاد الأربعة باتوا ستة بعد التهجير. لكنّهم اليوم لم يبق منهم معها أكثر من واحد فقط يقدم لها ما تحتاجه من رعاية. فقد سعى كلّ منهم إلى رزقه في بلد مختلف.
اسمها عائشة العطارية، كانت في حدود الخامسة والعشرين عندما وقعت النكبة، لكنّها لا تتذكر تاريخ ميلادها بدقة. كانت تعمل مع زوجها في الزراعة، وكان إنتاج الأرض يكفي العائلة.
رحلة اللجوء بدأت في شفا عمرو حيث قصف الصهاينة المنطقة وقتل الكثير من الفلسطينيين، ثم إلى الناصرة حيث عاشت العائلة فترة، ومنها مجدداً إلى سحماتا. في الأخيرة كان المهجّرون يتسولون الخبز. تقول: "خرجنا من بيوتنا ولم يكن معنا شيء إلا ما كنا نرتديه من ملابس. كنا ننام على التراب تحت شجر الزيتون، وكان زوجي يخلع قمبازه (ثوبه الفلسطيني) ويطويه كمخدة، فيضعه تحت رأس الأولاد". بعد اشتداد القصف على سحماتا، استكملت العائلة رحلة لجوئها، هذه المرة في اتجاه بعلبك، بعد وصول أخبار إليهم أنّ الأمم المتحدة تقدم للفلسطينيين الطعام والمأوى في المدينة الواقعة شرق لبنان. هناك عاشوا فترة في الخيام. تقول عائشة: "هناك بات لدينا ستة أولاد بدلاً من الأربعة. ومن بعد بعلبك، تابعنا الرحلة مجدداً في اتجاه بيروت هذه المرة، تحديداً مخيم تل الزعتر (إلى الشمال من العاصمة). بدأ زوجي العمل في الكهرباء، وعمل معه أولادي الكبار أيضاً. كذلك، كنّا نبيع أكياس الإسمنت الفارغة".
لكن، لم يهنأ العيش كثيراً لهم، فقد بدأت الحرب اللبنانية عام 1975، وشهد المخيم حصاراً ومجزرة بعدها بعام واحد على يد مليشيات يمينية لبنانية. في تلك المجزرة قتل زوجها، وخرجت بأولادها إلى بيت شقيق زوجها في منطقة أبو الأسود بالقرب من مدينة صور (جنوب). ومن بعدها انتقلت إلى الدامور (وسط).
هناك بدأت حرب الجبل (1983- 1984 بين المليشيات الدرزية والمليشيات المارونية). وتمكنت العائلة من السفر إلى ألمانيا. كانت عائشة تريد أن تبقي العائلة هناك، لكنّ أولادها الذكور الكبار أصرّوا على العودة إلى لبنان "خوفاً على شقيقاتهم من التربية الألمانية".
بالفعل، لم يدم سفر العائلة أكثر من شهرين، وعادت هذه المرة إلى مخيم البص في صور. ومن بعدها إلى مدينة صيدا (جنوب)، حيث تعيش منذ ذلك الحين بعد زواج كلّ أولادها وتشتتهم مجدداً كلّ في بلد.
اقــرأ أيضاً
اسمها عائشة العطارية، كانت في حدود الخامسة والعشرين عندما وقعت النكبة، لكنّها لا تتذكر تاريخ ميلادها بدقة. كانت تعمل مع زوجها في الزراعة، وكان إنتاج الأرض يكفي العائلة.
رحلة اللجوء بدأت في شفا عمرو حيث قصف الصهاينة المنطقة وقتل الكثير من الفلسطينيين، ثم إلى الناصرة حيث عاشت العائلة فترة، ومنها مجدداً إلى سحماتا. في الأخيرة كان المهجّرون يتسولون الخبز. تقول: "خرجنا من بيوتنا ولم يكن معنا شيء إلا ما كنا نرتديه من ملابس. كنا ننام على التراب تحت شجر الزيتون، وكان زوجي يخلع قمبازه (ثوبه الفلسطيني) ويطويه كمخدة، فيضعه تحت رأس الأولاد". بعد اشتداد القصف على سحماتا، استكملت العائلة رحلة لجوئها، هذه المرة في اتجاه بعلبك، بعد وصول أخبار إليهم أنّ الأمم المتحدة تقدم للفلسطينيين الطعام والمأوى في المدينة الواقعة شرق لبنان. هناك عاشوا فترة في الخيام. تقول عائشة: "هناك بات لدينا ستة أولاد بدلاً من الأربعة. ومن بعد بعلبك، تابعنا الرحلة مجدداً في اتجاه بيروت هذه المرة، تحديداً مخيم تل الزعتر (إلى الشمال من العاصمة). بدأ زوجي العمل في الكهرباء، وعمل معه أولادي الكبار أيضاً. كذلك، كنّا نبيع أكياس الإسمنت الفارغة".
لكن، لم يهنأ العيش كثيراً لهم، فقد بدأت الحرب اللبنانية عام 1975، وشهد المخيم حصاراً ومجزرة بعدها بعام واحد على يد مليشيات يمينية لبنانية. في تلك المجزرة قتل زوجها، وخرجت بأولادها إلى بيت شقيق زوجها في منطقة أبو الأسود بالقرب من مدينة صور (جنوب). ومن بعدها انتقلت إلى الدامور (وسط).
هناك بدأت حرب الجبل (1983- 1984 بين المليشيات الدرزية والمليشيات المارونية). وتمكنت العائلة من السفر إلى ألمانيا. كانت عائشة تريد أن تبقي العائلة هناك، لكنّ أولادها الذكور الكبار أصرّوا على العودة إلى لبنان "خوفاً على شقيقاتهم من التربية الألمانية".
بالفعل، لم يدم سفر العائلة أكثر من شهرين، وعادت هذه المرة إلى مخيم البص في صور. ومن بعدها إلى مدينة صيدا (جنوب)، حيث تعيش منذ ذلك الحين بعد زواج كلّ أولادها وتشتتهم مجدداً كلّ في بلد.