رأى الفلسطينيون في تقدم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في انتخابات الكنيست التي جرت، أمس الاثنين، فوزاً للاستيطان وضم الضفة الغربية المحتلة، معتبرين أنّ النتائج تعني التصويت للتطرف اليميني.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم الثلاثاء، في تغريدة على موقع "تويتر": "لقد فاز الاستيطان والضم والأبرتهايد، نتنياهو قرر أنّ استمرار الاحتلال والصراع هو ما يجلب لإسرائيل التقدم والازدهار، فاختار أن يكرس أسس وركائز الصراع ودوامة العنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء، وبذلك يفرض أن تعيش المنطقة وشعوبها بالسيف، الخطوة القادمة الضم، الجانب الخاطئ للتاريخ".
Twitter Post
|
من جهته، وصف الأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، في بيان صحافي، نتائج الانتخابات الإسرائيلية بأنّها تصويت "للتطرف اليميني الشعبوي وللعنصرية، وهي تؤكد تعمق انعطاف المجتمع الإسرائيلي نحو العنصرية القبيحة، وترسيخ منظومة الأبرتهايد العنصرية ضد الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنّ "ذلك يعني تعاظم وزن وتأثير المستعمرين المستوطنين في الأراضي المحتلة في القرارات الإسرائيلية".
وقال البرغوثي: "رغم أن الأحداث أثبتت أنه لا فرق بين نتنياهو وغانتس، وأنهما وجهان لعملة واحدة، فإن حصول نتنياهو ومعسكره على أعلى الأصوات، ورغم توجيه الاتهامات له رسميا بالفساد، يؤكد انضواء غالبية المجتمع اليهودي الإسرائيلي خلف صفقة القرن، ونظام الأبرتهايد العنصري".
وأشاد البرغوثي بـ"وحدة الفلسطينيين في الداخل وبنجاحات القائمة العربية المشتركة في الحصول على أغلبية الأصوات العربية، فيما سيعزز قدرتها على النضال ضد النظام العنصري الإسرائيلي".
Facebook Post |
وقال: "بعد هذه النتائج لم تبق أي ذريعة للتقاعس عن إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، تتبنى إستراتيجية كفاحية بديلة لنهج التفاوض الذي فشل، ووهم المراهنة على حل وسط مع الحركة الصهيونية".
ودعا البرغوثي كافة القوى الفلسطينية إلى"استخلاص العبر مما جرى والإسراع في توحيد الصف الفلسطيني حول رؤية كفاحية لإفشال صفقة القرن وإسقاط نظام الأبرتهايد والتمييز العنصري، وتوحيد الجهود والطاقات مع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج".
أما عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" تيسير خالد، فقد أكد في تصريح، أنّ نتائج الانتخابات الإسرائيلية تشير إلى مزيد من التحول نحو الفاشية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي ومزيد من النزعة العدوانية والاستيطانية التوسعية لأحزاب معسكر اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، وجاءت صادمة لمن راهنوا على نتائج مختلفة تفتح وفق حسابات مضمرة أفقاً سياسياً جديداً أمام العملية السياسية والعودة إلى مسار مفاوضات محكوم بميزان قوى على الأرض يميل بشكل حاسم لمعسكر الاستيطان والتوسع والضم في إسرائيل.
وأشار إلى أنّ "نتنياهو وأحزاب اليمين ذهبوا للجولة الثالثة من انتخابات الكنيست مسلحين بنشر أميركا لصفقة القرن، الأمر الذي شكل حافزاً لجمهور هذه الأحزاب للتوجه بكثافة أعلى من السابق إلى صناديق الاقتراع".
ودعا خالد إلى "مغادرة الأوهام والرهان على التطورات في إسرائيل في الظروف الراهنة لفتح طريق أمام مسار سياسي مختلف عن مسار صفقة القرن"، مؤكداً "ضرورة الرد على نتائج هذه الانتخابات بخطوات عملية من القرارات الفلسطينية في المجلسين الوطني والمركزي بإعادة بناء العلاقة مع إسرائيل ووقف العمل بجميع الاتفاقيات معها، وبدء الإعداد لانتفاضة شعبية شاملة تكون رافعة حقيقية لعصيان وطني يقطع الطريق على حكومة إسرائيل وإدارة الرئيس دونالد ترامب ومشروعهما في فرض حل يقوم على الإكراه بالقوة الوحشية لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية".