شغلت مشاهد عملية الدهس التي نفّذها الفلسطيني فادي القنبر، في مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي أهالي جبل المكبر إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس المحتلة، الفلسطينيين، خلال الساعات الماضية، خصوصاً بعدما اعترف الاحتلال بمقتل أربعة من جنوده فيها وإصابة ثلاثة عشر آخرين.
ينتمي منفذ العملية، الشهيد فادي أحمد حمدان القنبر (28 سنة)، إلى حي جبل المكبر في السواحرة، على بعد أمتار من المستوطنة التي نفّذ فيها العملية الفدائية، الأحد، وهو متزوج ولديه أربعة من الأبناء، بينما ترعرع وسط عائلة فلسطينية كبيرة مكونة من عشرين أخا وأختا، إضافة إلى الأب والأم.
عاش أبو العز- كما يناديه الجميع- حياة اجتماعية هادئة، ويرتبط، حسب ما أفاد ابن شقيقه أحمد، لـ"العربي الجديد"، بعلاقات جيدة مع الأهل والجيران والأصدقاء، وكل من عرفه في مجال عمله، "كان يعمل على شاحنة لنقل مواد البناء، وتمتع بحسن الخلق والطيبة والتعاون".
أكبر أبناء القنبر الأربعة، هو عز (6 سنوات) ولديه جنى (5 سنوات) وغزل (3 سنوات) والرضيع محمد (5 شهور)، وكان عز الأكثر تأثرا برحيل والده، كونه الأكثر قربا منه، والأكثر مرافقة له، لا سيما اصطحابه إلى المسجد من أجل تأدية الصلوات.
وحسب أحمد ابن شقيقه، فإن "الأطفال الأربعة غير مدركين ما يحدث حولهم، لكنهم متأثرون بحجم الضغط الذي تعاني منه العائلة من جانب الاحتلال الذي يعاقب الجميع حاليا، بينما سيفتقدون أباهم كثيرا عندما يدركون أنه لن يعود إلى المنزل أبدا".
وقبل سنوات، تعرّض القنبر لإصابة خطيرة في عمله كادت أن تفقده حياته، لكنه عاد من جديد ليسير على درب الشهداء الذين سبقوه في بلدته السواحرة، وحي جبل المكبر الذي يعيش فيه.
ولم يستوعب الاحتلال الإسرائيلي وقع صدمته العملية، وشن حملة عسكرية على عائلة القنبر بغرض عقابها، حيث اعتقل والديه وزوجته واثنين من إخوته وشقيقاته وعددا من أبناء عمومته، إضافة إلى بعض الأصدقاء ورب عمله، وقام بتحطيم محتويات المنازل ومنع العائلة من إقامة عزاء للشهيد.
Twitter Post
|