وأكدت قيادة عمليات الجيش بالمحافظة، في بيان، أن القوات العراقية المشتركة رفعت العلم العراقي فوق مبنى المجلس المحلي للبلدة ومستشفى القيارة، موضحة أن الجهد الهندسي التابع للقوات بدأ، مساء اليوم، بـ"تطهير سوق القيارة من المباني المففخة والعبوات الناسفة".
إلى ذلك، أكد مصدر أمني محلي، لـ"العربي الجديد"، حدوث اشتباكات عنيفة مع جيوب "داعش" المتحصنة في مناطق متفرقة من القيارة، مبيناً أن "التنظيم لجأ إلى الانتحاريين والسيارات المفخخة لعرقلة تقدّم القوات العراقية".
وقالت مصادر عسكرية في قيادة عمليات الجيش بالموصل، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن "القوات العراقية التي دخلت القيارة تعرضت لما لا يقل عن أربع عمليات انتحارية بعربات مفخخة".
إلى ذلك، ناشد مجلس محافظة نينوى قيادة القوات المشتركة والتحالف الدولي لـ"الحفاظ على أرواح المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل القيارة"، والتي تشهد حرب شوارع حالياً بين القوات العراقية الأمنية و"داعش"، وذلك عقب مقتل وجرح ما لا يقل عن ثلاثين مدنياً، بينهم نساء وأطفال، بقصف عشوائي أصاب منازلهم، في ظل تأكيدات عن وجود ما لا يقل عن عشرين ألف مدني ما زالوا داخل المدينة.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، في بيان اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، إن على القوات العراقية توخّي الدقة أثناء استهدافها مواقع تنظيم "داعش"، مؤكدا أن "نحو اثني عشر مدنياً من عائلتين قتلوا، بينهم نساء وأطفال، وجرح آخرون نتيجة قصف مدفعي عشوائي وغير مركز للقوات العراقية بحي الرمانة الذي يقع وسط ناحية القيارة".
وتابع الوكاع أن "أكثر من عشرين ألف مدني ما زالوا داخل مدينة القيارة، ولم يسمح لهم تنظيم "داعش" بمغادرة المدينة قبل بداية المعركة"، مناشداً الحكومة العراقية وقيادة التحالف الدولي لحماية أرواح المدنيين والحفاظ على سلامتهم، والتمييز بين منازل المدنيين وأماكن تجمع عناصر "داعش".
وفي السياق، أعلن قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، أن "قيادة القوات المشتركة جددت نداءها للعوائل المحاصرة في مدينة القيارة للبقاء في منازلهم، وعدم مغادرتها حفاظا على سلامتهم"، وتابع أن "الحفاظ على أرواح المدنيين سيكون من مسؤولية القوات الأمنية".
وفي السياق ذاته، توقعت المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، نزوح مئات الآلاف من العراقيين في الموصل وحولها بسبب العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة ونواحيها.
وقال المتحدث باسم المفوضية، أدريان ادواردز: "إننا نعتقد أن وضع النازحين في الموصل قد يزداد سوءاً بسبب العملية العسكرية الرامية لطرد عناصر "داعش" من المدينة"، مبينا أن "المفوضية تحتاج للمزيد من الأراضي لإقامة المخيمات، لأن الأثر الإنساني للهجوم العسكري من المتوقع أن يكون هائلاً، وربما يتأثر نحو 1.2 مليون بالهجوم".
وأعلنت قيادة الجيش، في وقت سابق من اليوم، عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على بلدة القيارة من سيطرة "تنظيم الدولة".