المؤتمر الوزاري للدول المضيفة للاجئين السوريين: ندب وتأجيل للخيبة

04 مايو 2014
لم يُؤمَّن إلا 25% من المساعدات المطلوبة (Getty)
+ الخط -

فشل أعضاء المؤتمر الوزاري الثالث للدول المضيفة للاجئين السوريين، الذي اختتم أعماله في مخيم الزعتري، في الأردن، يوم الأحد، في اتخاذ قرارات حاسمة، واكتفى المجتمعون بمطالبة الأمم المتحدة بوقف نزيف تدفق اللاجئين، وقاموا بترحيل خيبة الأمل التي أقروا بها إلى مؤتمر رابع يُعقد في لبنان.

وخيّم الإحباط على المشاركين، الذين تباحثوا في اجتماع مغلق لمدة ساعتين، في سبل تخفيف آثار اللجوء السوري على بلدانهم، وخرجوا بتوصيات سبق أن توصلوا إليها في المؤتمر الثاني الذي عُقد في تركيا، من دون أن تُنفذ.

وخلال مؤتمر صحافي عقب اختتام المؤتمر، أعلن المجتمعون حزمتهم من التوصيات القابلة للتطبيق.

وتلا وزير خارجية البلد المضيف، ناصر جودة، مقررات الاجتماع التي تبدأ بمخاطبة المجتمع الدولي بأساليب مختلفة للتركيز على الأزمة السورية، بسبب تراجع الاهتمام الدولي الكبير بها نتيجة الانشغال بالصراعات الجديدة.

وأكد المجتمعون على "ضرورة الضغط على المجتمع الدولي من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين داخل سورية، على ألا يعني ذلك حرمان الهاربين من حقهم في اللجوء".

وشكا وزراء الدول المضيفة للاجئين، عدم قيام المجتمع الدولي بواجبه تجاه الأزمة، "تاركاً الدول المضيفة تتحمل العبء الانساني وحيدة، وتنوب بذلك عن الإنسانية جمعاء"، على حد تعبير جودة.

وبينما أكد الوزير الأردني "تمسك عمّان بحل سياسي للأزمة السورية، يوقف نزيف اللجوء السوري"، شكك نظيره التركي، أحمد داوود أوغلو، بإمكانية الوصول إلى ذلك الحل، على الأقل في المدى المنظور".

وحمّل داوود أوغلو "النظام السوري مسؤولية إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين داخل الأراضي السورية، الأمر الذي فاقم حالة اللجوء، التي قد تصل إلى عشرة ملايين سوري".

وانتقد "عدم معاقبة المجتمع الدولي للنظام السوري على خلفية إعاقة إيصال المساعدات"، مؤكداً أن "إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية يمثل إيقافاً لأي عملية سياسية تهدف إلى حل الأزمة".

وأشار داوود أوغلو إلى "عمق الأزمة السورية على الدول المستضيفة، بدليل عدد الولادات بين اللاجئين، والتي سجلت في تركيا 11800 ولادة منذ اندلاع الأزمة"، فيما كشف وزير خارجية الأردن عن "تسجيل 3800 ولادة في صفوف اللاجئين المقيمين في مخيم الزعتري".

من جهته، أقر المفوض العام لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريز، "بضعف استجابة المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة الإنسانية التي خلفها اللجوء السوري، وما تسبب به من ضغوط على الدول المضيفة".

وكشف غوتيريز أن "عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية بلغ، حتى يوم السبت، مليونين و730 ألف لاجئ، وهو الرقم الذي رجح ارتفاعه، في ظل استمرار الأزمة التي اعتبرها الأكبر منذ عقود والأسوأ إنسانياً منذ الإبادة الجماعية في رواندا".

وأشار إلى أن "استجابة المجتمع الدولي لنداء الاستغاثة السادس الذي أطلقته المفوضية لجمع أربعة مليارات وربع مليار دولار لمصلحة اللاجئين السوريين، بلغ حتى اليوم الأحد 25 في المئة".

وختم المشاركون مؤتمرهم بجولة داخل المخيم، ومُنعت وسائل الإعلام من مرافقتهم خلالها، كما امتنعوا عن الإدلاء بأي تصريحات جانبية، بعد انتهاء المؤتمر الصحافي.

وشارك في الاجتماع، بالإضافة إلى جودة، وداوود أوغلو، وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، بينما مثل لبنان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ومثل مصر نائب وزير الخارجية حمدي لوزة.

المساهمون