المتظاهرون العراقيون يستعيدون ساحة الخلاني.. وسط اعتقالات واغتيال ناشط

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
ذي قار

محمد علي

avata
محمد علي
16 نوفمبر 2019
7F369A21-96BF-440F-AC0D-8DAAD8EA8943
+ الخط -
بعد نحو 10 محاولات سقط في خلالها عشرات المصابين، تمكن المتظاهرون من استعادة السيطرة على ساحة الخلاني ثالثة كبرى ساحات التظاهر في العاصمة العراقية بغداد، في ظل تواصل التظاهرات في مدن جنوبيّ البلاد ووسطها، وتنفيذ الأمن العراقي حملات اعتقال جديدة، واغتيال ناشط بارز.

وفي الوقت الذي تواصل فيه لجنة مكلفة من وزارة الداخلية التحقيق في التفجيرات التي طاولت ساحتي التحرير والحبوبي في بغداد ومدينة الناصرية جنوبي العراق أمس، وسط مؤشرات على استبعاد الأمن لفرضية العمل الإرهابي منهما، تمكن مسلحون مجهولون من اغتيال الناشط العراقي البارز في التظاهرات، عدنان رستم، فيّ حي الحرية ببغداد، ليرتفع عدد الناشطين والمدونين الذين اغتيلوا منذ بدء التظاهرات إلى سبعة، منهم اثنان في البصرة وآخر في كربلاء ورابع في ذي قار والآخرون في بغداد.
في المقابل، عاد المتظاهرون مجدداً إلى ساحة التحرير ومحيطها، رغم عملية التفجير ليلة أمس التي خلفت قتيلين و19 جريحاً، مع استعادتهم السيطرة على ساحة الخلاني المحاذية لساحة التحرير وسط بغداد، بعد كرّ وفرّ بينها وبين قوات الأمن التي انسحبت أمامها وسط إطلاق قنابل الغاز الكثيف. واستعاد المحتجون الساحة بعد يومين فقط من اقتحام قوات جهاز مكافحة الشغب للساحة وإحاطتها بأسوار إسمنتية وتفريق المتظاهرين فيها بواسطة قنابل الغاز والرصاص الحي.
وتراجع عناصر الأمن ليتجمعوا بالجانب الثاني من الجسر، بينما احتشد مئات المتظاهرين مقابل الحاجز الأمني على الجسر.
من جهته، أكد الناشط المدني، فؤاد عمران، أن "إعادة السيطرة على ساحة الخلاني هي رسالة باستمرارنا بالتظاهر رغم التفجيرات في ساحات الاعتصام"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "التفجيرات التي وقعت بساحة التحرير وفي ذي قار جددت إصرارنا على الاستمرار بالتظاهرات، وأن القوات الأمنية بعد التفجير فتحت الساحة أمام حركة السير في تحدٍّ صارخ لنا، الأمر الذي دفعنا إلى الرد عليها بالزحف نحو الساحة وجسر السنك واستعادتها".
وفي البصرة، وعلى وقع التظاهرات المتجددة اليوم، أقدم متظاهرون غاضبون على إغلاق منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران، احتجاجاً على ما وصفوه بالتدخل الإيراني في البلاد، وجرت عملية الغلق بعد مواجهات مع أجهزة الأمن التي واجهت المتظاهرين بقنابل الغاز. كذلك تظاهر المئات أمام بوابة حقل مجنون النفطي.
واتهم قائد شرطة البصرة، الفريق الركن رشيد فليح، "عناصر مجهولة لم يسمّها بأنها تطلق الرصاص على قوات الأمن والمتظاهرين لخلق فتنة"، نافياً التهمة عن الشرطة بأنها تطلق النار على المتظاهرين.
في الأثناء تستمر التظاهرات في بلدة الغراف ومدينة الناصرية في محافظة ذي قار، على الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية فيها، ويطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة.
وفي الديوانية والعمارة والسماوة بدأ متظاهرون يوزعون منشورات على المحال التجارية وعند أبواب المدارس يدعون لإضراب عام يوم غد الأحد.
وأكد ناشطون تسجيل اعتقالات جديدة في الرفاعي والحلة والكحلاء والرميثة بين المتظاهرين نفذتها قوات أمنية ليلة أمس وصباح اليوم السبت.
من جهتها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، اليوم، حصيلة الاعتقالات العشوائية التي رافقت التظاهرات في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى خلال اليومين الماضين. وقالت المفوضية في بيان: "ندين استمرار الاعتقالات العشوائية دون التحري للكثير من المعتقلين، حيث وثقت فرق الرصد اعتقال 66 متظاهراً في بغداد، و20 متظاهراً في البصرة و37 متظاهراً في محافظة ذي قار".


في المقابل، توعدت مليشيا "العصائب"، أحد الفصائل المسلحة المرتبط بإيران، قناتي "الحرة عراق" و"أن آر تي عربية" بمقاضاتهما بسبب ما اعتبرته نشر أخبار مفبركة في التعامل مع الأحداث في العراق، واستهداف ما وصفته بـ "القيم المجتمعية وتشجيع العنف وإشاعة الفوضى داخل البلد".

ذات صلة

الصورة

سياسة

عادت التظاهرات إلى محافظة ذي قار جنوبيّ العراق، على خلفية حريق مستشفى الحسين المخصص لعزل مصابي كورونا، في مدينة الناصرية مركز المحافظة، الذي سبّب مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة عشرات آخرين.
الصورة

سياسة

تراجعت، اليوم الثلاثاء، شدّة الاحتجاجات الشعبية في مدينة السليمانية شمالي العراق، وذلك بعد يوم دامٍ خلّف ثلاثة قتلى ونحو 30 جريحاً من المتظاهرين بفعل قمع قوات الأمن الكردية المتظاهرين في المدينة وضواحيها.
الصورة

سياسة

شهد العراق تنديداً واسعاً بعودة عمليات قتل المتظاهرين برصاص قوات الأمن على خلفية قتل متظاهر أمس الجمعة، خلال قيام قوات عراقية بإطلاق النار لفض تظاهرة في ساحة البحرية بمحافظة البصرة جنوب البلاد.
الصورة

سياسة

خرج آلاف العراقيين، اليوم الخميس، بمسيرات احتجاجية، في ساحة التحرير وسط بغداد، إحياءً لذكرى "ثورة تشرين" التي تمرّ اليوم ذكرى عام على انطلاقها، ووسط انتشار أمني مشدَّد بمحيط الساحة، ردّد المتظاهرون شعارات أكدوا فيها استمرار ثورتهم.