27 سبتمبر 2018
المجزرة الروسية
ما يجري في سورية مجزرة موصوفة، تريدها الدول الإمبريالية من أجل وقف الثورات، وتأسيس "مثال" لما يمكن أن ينتج عن التمرّد ضد النظم. وفي هذا، تتشارك كل الإمبرياليات، كل الطغم الإمبريالية التي تعرف أن العالم مقبل عن ثوراتٍ، نتيجة النهب المريع الذي أحدثته طوال عقود طويلة. لكنها مجزرة كذلك من أجل إظهار "عظمة" روسيا، روسيا التي تريد أن تحلّ محلّ أميركا إمبريالية مهيمنة.
بدأ النظام المجزرة باستخدام كل أسلحته ضد الثورة، ضد الشعب. فهو نظام مافيا، يريد الاستمرار حتى وإنْ دمّر البلد. وحين ضعف، تدخلت إيران لكي تدعم الجهد، لكي تستمر المجزرة تحت عنوان دعم النظام. وكانت تستخدم سورية، كما حزب الله، ورقة في المساومات الدولية، وهي تريد أن تصبح "قوة إقليمية". وها إن روسيا تكمل الجهد التدميري، بكل أسلحتها الحديثة التي تستعرضها من أجل أن تجد مشترياً، مثل كل إمبريالية هدفها الربح.
تريد روسيا الآن الحسم العسكري، لكن هذا الحسم يقول بالتدمير الشامل لكل المناطق التي تسيطر عليها الكتائب التي تقاتل النظام بالتحديد، وليس داعش، أو حتى جبهة النصرة. وفي هذه السياسة التي هي سياسة أرض محروقة، استطاعت أن تسمح لقوات حزب الله وإيران أن تتقدم في مواقع عديدة، بعد قصف بدأ منذ آخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وهي تنطلق من أنها، كقوة إمبريالية، قادرة على الحسم حين تقرّر، وأنها تفرض مصالحها بالقوة، وإنْ كانت نتيجتها التدمير الشامل.
لهذا، وجدنا أن المجزرة تتسع، وأن كل الإمبرياليات تغطيها، وكل الدول الإقليمية، بحيث لا يجري الحديث عنها، أو اعتبار أن ما تقوم به روسيا احتلال جديد، وتدمير شامل، وقتل متمادٍ. وحتى الأمم المتحدة تغطي على الأمر، وكأن ما يجري أمر "طبيعي"، طبيعي جداً. ولا شك في أن تفسير ذلك هو القصد الإمبريالي، والأميركي خصوصاً، في تأسيس "مثالٍ"، هو مجزرة بحق شعب تمرّد على النظام، لكي تخاف شعوب العالم التي باتت تعاني من الفقر والبطالة والتهميش، نتيجة النهب الإمبريالي، فلا تنفجر في ثورةٍ، كما حدث في البلدان العربية. "استلذت" على وحشية النظام، كما هللت للتدخل الإيراني، وإطلاق "الجهاديين"، وساعدت في ذلك. وها هي تطلق العنان لروسيا، لكي تكمل المجزرة، ويُمنع على الشعب السوري أي قدر من التسلح، لكي يواجه كل هذه الوحشية.
تحج دول الخليج العربي إلى روسيا، وباتت تعتبرها صديقاً، وأميركا "تهدد" المعارضة، وتحاول أن تدفعها لقبول الحل الروسي. وتسليح الكتائب التي تقاتل النظام متوقف منذ أكتوبر/تشرين الأول. وبالتالي، يبدو أن كل هؤلاء يشاهدون "ذبح الثورة" ربما بكل سرور. ولا شك في أنهم أصلاً عملوا على أن تكون عاجزة عن الحسم، بعد أن عملوا على الأسلمة، وتشكيل مجموعات سلفية تابعة لهم، وعزّزوا من قدرة "داعش" و"النصرة".
يجري في سورية ذبح الثورة كمفهوم، وكأمل يراود الفقراء، وليس ذبح الثورة السورية فقط. وفي ظل أعراس الرقص القائمة، تجري إعادة صياغة النظام العالمي، وبناء نظام عالمي جديد، معادٍ للشعوب، ووحشي تجاهها. في الوقت الذي يجري فيه التنافس على السيطرة، ليس بين أميركا وروسيا، فهما متفقتان، بل مع دول إقليمية، مثل تركيا. ويظهر أن دولاً إقليمية تريد السيطرة، وتعزيز وضعها، مثل تركيا وإيران، لكي تكون دولاً "عظمى" في "العالم الجديد". وذلك كله على جثة سورية، وعلى دم شعبها. لكن جثة سورية ودم شعبها لن يكونا مدخل بناء النظام العالمي الجديد، ولا مركز تقاسم العالم، بل ستكون الثورة السورية المفصل الذي سيهيّئ لثورات عالميةٍ هي قادمة حتماً، وما الوحشية التي ظهرت سوى الرد الناتج عن الرعب منها، عن معرفة أنها قادمة.
لكن، أيضاً لن تكون النتيجة انتصار النظام وإيران وروسيا، فالصراع مستمر، والشعب الذي ثار لن يعود خائفاً خانعاً لنظام مجرم، ولنظام عالمي إجرامي بطبعه.
بدأ النظام المجزرة باستخدام كل أسلحته ضد الثورة، ضد الشعب. فهو نظام مافيا، يريد الاستمرار حتى وإنْ دمّر البلد. وحين ضعف، تدخلت إيران لكي تدعم الجهد، لكي تستمر المجزرة تحت عنوان دعم النظام. وكانت تستخدم سورية، كما حزب الله، ورقة في المساومات الدولية، وهي تريد أن تصبح "قوة إقليمية". وها إن روسيا تكمل الجهد التدميري، بكل أسلحتها الحديثة التي تستعرضها من أجل أن تجد مشترياً، مثل كل إمبريالية هدفها الربح.
تريد روسيا الآن الحسم العسكري، لكن هذا الحسم يقول بالتدمير الشامل لكل المناطق التي تسيطر عليها الكتائب التي تقاتل النظام بالتحديد، وليس داعش، أو حتى جبهة النصرة. وفي هذه السياسة التي هي سياسة أرض محروقة، استطاعت أن تسمح لقوات حزب الله وإيران أن تتقدم في مواقع عديدة، بعد قصف بدأ منذ آخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وهي تنطلق من أنها، كقوة إمبريالية، قادرة على الحسم حين تقرّر، وأنها تفرض مصالحها بالقوة، وإنْ كانت نتيجتها التدمير الشامل.
لهذا، وجدنا أن المجزرة تتسع، وأن كل الإمبرياليات تغطيها، وكل الدول الإقليمية، بحيث لا يجري الحديث عنها، أو اعتبار أن ما تقوم به روسيا احتلال جديد، وتدمير شامل، وقتل متمادٍ. وحتى الأمم المتحدة تغطي على الأمر، وكأن ما يجري أمر "طبيعي"، طبيعي جداً. ولا شك في أن تفسير ذلك هو القصد الإمبريالي، والأميركي خصوصاً، في تأسيس "مثالٍ"، هو مجزرة بحق شعب تمرّد على النظام، لكي تخاف شعوب العالم التي باتت تعاني من الفقر والبطالة والتهميش، نتيجة النهب الإمبريالي، فلا تنفجر في ثورةٍ، كما حدث في البلدان العربية. "استلذت" على وحشية النظام، كما هللت للتدخل الإيراني، وإطلاق "الجهاديين"، وساعدت في ذلك. وها هي تطلق العنان لروسيا، لكي تكمل المجزرة، ويُمنع على الشعب السوري أي قدر من التسلح، لكي يواجه كل هذه الوحشية.
تحج دول الخليج العربي إلى روسيا، وباتت تعتبرها صديقاً، وأميركا "تهدد" المعارضة، وتحاول أن تدفعها لقبول الحل الروسي. وتسليح الكتائب التي تقاتل النظام متوقف منذ أكتوبر/تشرين الأول. وبالتالي، يبدو أن كل هؤلاء يشاهدون "ذبح الثورة" ربما بكل سرور. ولا شك في أنهم أصلاً عملوا على أن تكون عاجزة عن الحسم، بعد أن عملوا على الأسلمة، وتشكيل مجموعات سلفية تابعة لهم، وعزّزوا من قدرة "داعش" و"النصرة".
يجري في سورية ذبح الثورة كمفهوم، وكأمل يراود الفقراء، وليس ذبح الثورة السورية فقط. وفي ظل أعراس الرقص القائمة، تجري إعادة صياغة النظام العالمي، وبناء نظام عالمي جديد، معادٍ للشعوب، ووحشي تجاهها. في الوقت الذي يجري فيه التنافس على السيطرة، ليس بين أميركا وروسيا، فهما متفقتان، بل مع دول إقليمية، مثل تركيا. ويظهر أن دولاً إقليمية تريد السيطرة، وتعزيز وضعها، مثل تركيا وإيران، لكي تكون دولاً "عظمى" في "العالم الجديد". وذلك كله على جثة سورية، وعلى دم شعبها. لكن جثة سورية ودم شعبها لن يكونا مدخل بناء النظام العالمي الجديد، ولا مركز تقاسم العالم، بل ستكون الثورة السورية المفصل الذي سيهيّئ لثورات عالميةٍ هي قادمة حتماً، وما الوحشية التي ظهرت سوى الرد الناتج عن الرعب منها، عن معرفة أنها قادمة.
لكن، أيضاً لن تكون النتيجة انتصار النظام وإيران وروسيا، فالصراع مستمر، والشعب الذي ثار لن يعود خائفاً خانعاً لنظام مجرم، ولنظام عالمي إجرامي بطبعه.