20 سبتمبر 2019
المرأة السورية تخطّت حدود الخيال
أحمد سلوم (سورية)
عبر التاريخ الطويل، ومنذ بداية الوجود البشري على هذه الأرض، ظلّت المرأة تمسك بأحد شروط استمرارية الوجود، من حيث أنّها النصف الأهم إذا صح التعبير في الحفاظ على استمرارية البشرية دون انقراضها من الناحية الفطرية للتكوين، ومع توالي الأيام، وصولاً إلى عصرنا الحديث، تخطّت مكانة المرأة هذه الحدود البدائية من أنها حاضنة الوجود إلى أن أصبحت تحاصص في ملكية المجتمع.
وفي ظل الأحداث الجارية، وبعيداً عن قصص التاريخ التي عرفناها عن المرأة، أماً كانت أو زوجةً أو جنديةً أو حتى حاكمة، لا بد من أن تحظى المرأة السورية بقليلٍ من الضوء، نسلّطه عبر كلماتٍ تحكي للعالم جزءاً من حياتها.
ابتداءً من جوليا دومنا، زوجة القائد الروماني الذي كان يحكم حمص، والذي أصبح فيما بعد امبراطور روما وصارت جوليا تُلقب بالمعظمة، أي السيدة الأولى، والتي حكمت روما بعد زوجها، ومن ثم ضحت بالسلطة العظيمة تلك لولديها لكي لا يقتتلان فيما بينهما، وحاولت جاهدةً أن تحافظ على كليهما، ولكنها عبثاً فعلت، فقد قتل ابنها الأكبر أخاه الأصغر لأجل السيطرة على الحكم، ثم عادت إلى الحكم من جديد، لتتدافع الأحداث بعدها بمؤامرة أطاحت عرشها إلى أن وافتها المنية.
ومروراً بالملكة ماوية التي صنّفها التاريخ أعظم ملكة سوريةٍ، بعد زنوبيا فهي التي قادت حروباً واسعةً في الشرق والغرب، وقادت ثورةً على الرومان الذين اضطرتهم بالقوة إلى طلب الهدنة، والمساعدة فيما بعد، ولا ننسى كذلك حزيمة بنت ناصر، أميرة العرب، وزنوبيا الغنية عن التعريف وكليوباترا الرابعة، وانتهاءاً بالمرأة السورية اليوم، ولا سيّما في ظل المأساة السورية الحاصلة، فالمرأة السورية التي عرفناها عبر العصور زوجةً مخلصةً وحاكمةً صالحةً وقائدةً فذةً ومحاربةً عظيمةً لم تتغيب كذلك عن أن نعرفها شاعرةً وكاتبةً وأديبةً، كأمل جراح وكولييت خوري وسلمى الحفار الكزبري، والقائمة تطول.
لكننا اليوم عرفناها على مسرحِ آخر، هو مسرح المأساة العالمية، والتي حملت المرأة السورية نصيباً منها، قد لا تقوى على أن تحمله الجبال، فالمرأة السورية اليوم صارت أماً لشهيدٍ أو معتقل أو زوجةً لهذا أو ذاك أو أختاً أو بنتاً أو حتى هي نفسها صارت معتقلةً ومعذبةً، كأنّها ارتكبت خيانةً لا يمكن غفرانها، فالوجود الأنثوي لم يكن غائباً عن أي نشاط سياسي أو عسكري، بدءاً من التظاهر السلمي، وانتهاءاً بالعمل العسكري.
أسماء النساء تملأ قوائم المعتقلات والشهيدات، فسورية لم تتوّقف يوماً عن إنجاب العظيمات من نسائها، واللاتي أصبحن صروحاً يمجدها التاريخ، فمن حربٍ إلى أخرى، ومن جوعٍ إلى آخر، ومن حزنٍ على فقيد إلى ألمٍ على فراق، وصولاً إلى عبور البحار والمحيطات عبر مساحة الكوكب، حفاظاً على الشرف والكرامة، وهرباً من أعداء الإنسانية إلى اللاجئة التي لم تتوانى يوماً عن التعبير عن وجودها رغم قساوة ما هي فيه من الغربة وظروف اللجوء، فهي تنشر ثقافتها كمرأةٍ سوريةٍ أصيلة، سواء في طهيها أو في تفوّقها العلمي، وتؤثر تأثيراً ملفتاً للنظر في المجتمع المحيط بها تأثيراً يشمل غالبية نواحي الحياة من ثقافة البيت إلى ثقافة الحياة إلى ثقافة الكتاب، فهل، يا ترى، مكتوبٌ على المرأة السورية أن تكون الماسَ الذي ينبغي عليه تحمُّل ضغط الجبال عليه ليرى العالم بريقه وشفافيته؟
نعم إنّها كذلك، براقةٌ وشفافةٌ وقوية لا تكسرها ضربةٌ عادية، والدليل ما نراه كل يومٍ من بطولات نساء، تكتب اسمها في ملحمة المأساة السورية.
وفي ظل الأحداث الجارية، وبعيداً عن قصص التاريخ التي عرفناها عن المرأة، أماً كانت أو زوجةً أو جنديةً أو حتى حاكمة، لا بد من أن تحظى المرأة السورية بقليلٍ من الضوء، نسلّطه عبر كلماتٍ تحكي للعالم جزءاً من حياتها.
ابتداءً من جوليا دومنا، زوجة القائد الروماني الذي كان يحكم حمص، والذي أصبح فيما بعد امبراطور روما وصارت جوليا تُلقب بالمعظمة، أي السيدة الأولى، والتي حكمت روما بعد زوجها، ومن ثم ضحت بالسلطة العظيمة تلك لولديها لكي لا يقتتلان فيما بينهما، وحاولت جاهدةً أن تحافظ على كليهما، ولكنها عبثاً فعلت، فقد قتل ابنها الأكبر أخاه الأصغر لأجل السيطرة على الحكم، ثم عادت إلى الحكم من جديد، لتتدافع الأحداث بعدها بمؤامرة أطاحت عرشها إلى أن وافتها المنية.
ومروراً بالملكة ماوية التي صنّفها التاريخ أعظم ملكة سوريةٍ، بعد زنوبيا فهي التي قادت حروباً واسعةً في الشرق والغرب، وقادت ثورةً على الرومان الذين اضطرتهم بالقوة إلى طلب الهدنة، والمساعدة فيما بعد، ولا ننسى كذلك حزيمة بنت ناصر، أميرة العرب، وزنوبيا الغنية عن التعريف وكليوباترا الرابعة، وانتهاءاً بالمرأة السورية اليوم، ولا سيّما في ظل المأساة السورية الحاصلة، فالمرأة السورية التي عرفناها عبر العصور زوجةً مخلصةً وحاكمةً صالحةً وقائدةً فذةً ومحاربةً عظيمةً لم تتغيب كذلك عن أن نعرفها شاعرةً وكاتبةً وأديبةً، كأمل جراح وكولييت خوري وسلمى الحفار الكزبري، والقائمة تطول.
لكننا اليوم عرفناها على مسرحِ آخر، هو مسرح المأساة العالمية، والتي حملت المرأة السورية نصيباً منها، قد لا تقوى على أن تحمله الجبال، فالمرأة السورية اليوم صارت أماً لشهيدٍ أو معتقل أو زوجةً لهذا أو ذاك أو أختاً أو بنتاً أو حتى هي نفسها صارت معتقلةً ومعذبةً، كأنّها ارتكبت خيانةً لا يمكن غفرانها، فالوجود الأنثوي لم يكن غائباً عن أي نشاط سياسي أو عسكري، بدءاً من التظاهر السلمي، وانتهاءاً بالعمل العسكري.
أسماء النساء تملأ قوائم المعتقلات والشهيدات، فسورية لم تتوّقف يوماً عن إنجاب العظيمات من نسائها، واللاتي أصبحن صروحاً يمجدها التاريخ، فمن حربٍ إلى أخرى، ومن جوعٍ إلى آخر، ومن حزنٍ على فقيد إلى ألمٍ على فراق، وصولاً إلى عبور البحار والمحيطات عبر مساحة الكوكب، حفاظاً على الشرف والكرامة، وهرباً من أعداء الإنسانية إلى اللاجئة التي لم تتوانى يوماً عن التعبير عن وجودها رغم قساوة ما هي فيه من الغربة وظروف اللجوء، فهي تنشر ثقافتها كمرأةٍ سوريةٍ أصيلة، سواء في طهيها أو في تفوّقها العلمي، وتؤثر تأثيراً ملفتاً للنظر في المجتمع المحيط بها تأثيراً يشمل غالبية نواحي الحياة من ثقافة البيت إلى ثقافة الحياة إلى ثقافة الكتاب، فهل، يا ترى، مكتوبٌ على المرأة السورية أن تكون الماسَ الذي ينبغي عليه تحمُّل ضغط الجبال عليه ليرى العالم بريقه وشفافيته؟
نعم إنّها كذلك، براقةٌ وشفافةٌ وقوية لا تكسرها ضربةٌ عادية، والدليل ما نراه كل يومٍ من بطولات نساء، تكتب اسمها في ملحمة المأساة السورية.
مقالات أخرى
13 سبتمبر 2019
31 مايو 2019
24 ابريل 2019