جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المرزوقي في إسطنبول بتركيا، تطرق فيها إلى اللقاء الذي أجراه مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أنه أطلع الرئيس التركي على الوضع في تونس، ونهج التوافق السائد والتحول الديمقراطي الذي تشهده "بطريقة سلسلة".
وتابع المرزوقي "تعرضت الثورة المصرية لعملية انقضاض، ويمكن القول، إن النظام القديم رجع بقوة واستطاع أن يعود إلى المربع الأول، إلا أن الثورة المضادة مكتوب عليها الفشل، لأنها تحمل في طياتها كل أسباب فشلها"، ثم قال "من غير الممكن إيقاف تطور التاريخ، فالثورات التي حدثت في العالم مرت جميعها بهذه المرحلة، لكنها انتصرت في النهاية" وفق تعبيره.
اقرأ أيضاً: المرزوقي عقب مظاهرة ضد "المصالحة الاقتصادية": برافو لتونس
وأشار الرئيس التونسي السابق إلى أن تركيا "وقفت دائماً وأبداً إلى جانب تونس في كل الظروف"، وأنه توجه بالشكر للرئيس أردوغان، على وقوف بلاده بجانب تونس في محنتها، وخاصةً فيما يتعلق بالقضايا الأمنية ومساهمتها في تسليح الجيش التونسي.
وأضاف المرزوقي "استمعت إلى تصورات الرئيس التركي حيال الوضع في المنطقة، وأنا على ثقة بأن تركيا تلعب دوراً هاماً في الدفاع عن القيم الديمقراطية والحرية والعدالة، فدورها محوري وأساسي، وأنا على ثقة من أن تركيا بقيادة أردوغان، ستواصل هذه المسيرة، رغم الكثير من الكيد والمؤمرات التي تتعرض لها، وتسعى لإفشال دورها، باعتباره نموذجاً للدولة الأكثر نجاحاً في العالم الإسلامي".
وتابع المرزوقي "أنا موجود في إسطنبول، في إطار ترأسي لـ ’’المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية’’ الذي تأسس منذ بضعة أشهر"، مشيراً إلى أن الصحافية اليمنية "توكل كرمان"، والسياسي المصري "أيمن نور"، والسياسي التونسي "عماد الدايمي" من بين مؤسسي المجلس الذي "يريد الدفاع عن صورة الربيع العربي، التي تمر بظروف صعبة، ويسعى لإعداد شباب عربي، يتحمل مسؤولياته في الذود عن وجوده، والتعريف بالمؤامرات والجهات التي وضعت كل قواها المالية والسياسية لإجهاض الربيع العربي".
ورداً على سؤال للأناضول، حول موقف الحكومة التونسية من النظام السوري، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أجاب المرزوقي، "إن موقف الحكومة التونسية من النظام السوري، يتصف بالتخبط والغموض، والتناقض بين تصريحات المسؤولين"، مشيراً إلى أنه قطع كافة العلاقات مع النظام السوري عندما كان رئيساً لتونس، تماشياً مع المبادئ التي قامت عليها الثورة في بلاده.
اقرأ أيضاً: المرزوقي يردّ على أسئلة الشباب العربي في قناة "الشرق"
وفي السياق السوري، أيضاً، أردف المرزوقي، أنه كان "مع بقاء المعارضة السورية سلمية" وأنه عارض "انجرارها للسلاح"، مذكراً بكلمته في مؤتمر أصدقاء سورية عام 2012، حين طالب "الدول العظمى"، بالضغط على الرئيس السوري "بشار الأسد" لكي يتنحى، بدلاً من خيار تسليح المعارضة، مستدركاً أن النظام السوري بوحشيته كان له دور أساسي في جر المعارضة إلى خيار حمل السلاح.
ودعا المرزوقي حكومة بلاده إلى استقبال ألف عائلة سورية في تونس، مطالباً الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، بإيضاح موقفه من هذا الطلب سلباً أو إيجاباً.
وأدان الرئيس التونسي السابق الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والحصار المفروض على غزة، والمشاريع الاستيطانية التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأشار أن تصاعد هذه القضايا لا يمكن فصله عن "انهيار الوزن السياسي العربي"، مبدياً استغرابه من "مشاركة النظام المصري لإسرائيل في حصار غزة"، وفق تعبيره.
ووصف المرزوقي الجامعة العربية بـ "الميتة سريرياً" واعتبرها "دليلاً على فشل العرب في إيجاد فضاء مشترك كسائر الفضاءات في العالم مثل أوروبا وآسيا وأفريقيا"، لافتاً إلى أن هذا "الفشل" سببه "الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي"، على حد قوله.
وحول إحجامه عن تأسيس حزب سياسي، قال المرزوقي "إن ما يعاني منه المجتمع العربي هو غياب الأسس التعليمية والثقافية والتربوية، لذلك يجب إعادة بناء تلك الأسس بشكل سليم، وهو ما ليس بمقدور الأحزاب والحركات القيام به".
اقرأ أيضاً: المرزوقي: أحلام الربيع العربي ذهبت أدراج الرياح