وجاء رد أول المعنيين على دعوة الغنوشي حاسماً، وذلك على لسان المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها عن حزب "الحراك" محمد المنصف المرزوقي، خلال حضوره اليوم الجمعة في إذاعة محلية، إذ اعتبر المرزوقي أن الإمكانية الوحيدة للتفاعل مع طلب رئيس حركة النهضة هو تنازل مرشحها عبد الفتاح مورو لفائدته.
وإذ نفى المرزوقي على صفحته الرسمية وجود أي اتصالات بينه وبين رئيس حركة النهضة حول انسحابه لفائدة مورو، وصف دعوة الغنوشي بالموضوع "غير الجدي". وفسر ذات المرشح موقفه، في حوار لإذاعة محلية الجمعة، مبرزا أنه يقبل التفاعل مع رئيس حزب النهضة على أن يكون ذلك في اتجاه انسحاب مرشحه لفائدته باعتباره رمزا للثورة في تونس وفي العالم العربي.
واتهم المرزوقي النهضة بعقد اتفاقات مع المنظومة الفاسدة تحت غطاء دولي في إطار معاهدة باريس منذ 2013 التي اقتضت إجهاض الثورة مقابل حمايتها من المصير الذي لقيه الإخوان في مصر.
وهاجم المرشح عن حزب الحراك النهضة، مشبها إياها بحزب "النور" في مصر قائلا إنها "تشهد انحدارا كبيرا وأصبحت تابعة للمنظومة الفاسدة نتيجة سياسة التخاذل والتملق، وتواصل هذا الانحدار بترشيح عبد الفتاح مورو الذي خان النهضة في كل المراحل وترك أبناء حزبه يموتون تحت التعذيب".
واعتبر الرئيس التونسي السابق، أن خطاب الغنوشي "قام على مغالطات، إذ لم يكن عبد الفتاح مورو مرشح "الثورة"، بل بينما كانت نخب تناضل من أجل الثورة وضد الاستبداد كان هذا الاخير في مكتبه يعيش حياة مرفهة"، وفق تقديره.
وأضاف أن الأصوات التي أسندت إليه في الانتخابات الماضية "تفوق بكثير قواعد النهضة وأتباعها الذين وجهتهم قياداتهم للتصويت لخصمه آنذاك الباجي قائد السبسي، ما يفند تصريح الغنوشي بأن الحاصل الانتخابي الذي حققه المرزوقي كان بفضل مليون صوت من أنصار النهضة".
واستغرب المرشح للرئاسية عن حزب الحراك أن يستشهد الغنوشي باستطلاعات رأي "مأجورة". ونبه إلى أن الحديث عن ضعف حظوظه للفوز بالانتخابات "مغالطة، حيث أثبتت جولاته في مختلف الجهات ترحابا ومناصرة جماهيرية".
وكان الغنوشي قد وجه رسالة إلى المرزوقي أمس الخميس، مفادها الانسحاب لفائدة مرشح حزب النهضة عبد الفتاح مورو وألا تغلب اندفاعاته وطموحاته الذاتية على المنطق السياسي الذي يكشف أن لا حظ له في الفوز.
وأضاف أن المرزوقي حصل في الرئاسية السابقة سنة 2014 على مليون صوت وهي في حقيقتها أصوات قواعد النهضة وأنصارها عندما التزمت الحياد تجاه الرئاسيات آنذاك.
واسترسل رئيس حركة النهضة في هذا الصدد، معتبرا أن المرزوقي دون أصوات أبناء النهضة "لا يمكن له أن يصل إلى قصر قرطاج، ومواصلته السباق نحو الرئاسة لن يؤدي إلا إلى تآكل القاعدة الانتخابية للنهضة والإضرار برصيد مرشحها عبد الفتاح مورو".
ووجه الغنوشي أيضا ذات الرسالة للمترشحين المستقلين سيف الدين مخلوف وحمادي الجبالي، لذات السبب، إذ قدر رئيس النهضة أن تواجدهما في السباق "لا أفق جديا له، ولن ينتج عنه إلا تشتيت الأصوات وضياعها، في حين كان حريا بهما التنازل لفائدة مورو الأكثر حظا من مرشحي معسكر الثورة للمرور للدور الثاني".