تمضي الدراما الإماراتية منذ ثلاث سنوات بخط بياني ثابت، على صعيد الكم والنوع والمضمون، تقف خلفه إرادة وطنية بدعم الدراما المحلية متمثلة بـ "مجموعة أبو ظبي للإعلام"، و"مؤسسة دبي للإعلام"، بوصفهما جهتي إنتاج وجهتي عرض.
ووسط هذا المشهد الدرامي ستأخذ شركة "جرناس للإنتاج الفني" (أحمد الجسمي) دور اللاعب الرئيسي في تشكيله، فيما تبرز شركة "أرى الإمارات للإنتاج الإعلامي" (محمد سعيد الضنحاني) بدور العراب للممثل الإماراتي فيه وصاحبة الإنتاجات الضخمة.
قياساً بحجم الإنتاج الدرامي العربي، ولا سيما الخليجي، يبدو أن حجم الإنتاج الدرامي الإماراتي متواضع (تراوح في الأعوام الثلاثة الأخيرة بين 6-8 أعمال)، لكنه بمجمله يحمل مؤشرات بأن الدراما الإماراتية اليوم تمضي على السكة الصحيحة، وقد نجت بنفسها من ثلاثة معوقات، غالباً ما شكلت حجر عثرة في طريق نجاح نظيراتها من الدراما العربية والخليجية؛ وهي:
1- تبنّي التلفزيونات الإماراتية للإنتاج المحلي، وبالتالي تقديم حسابات الفن على حساب الربح في الدراما الإماراتية.
2- تراجع "الأنا" في مخططات المنتج ــ الممثل، وبالتالي تقديم الدراما الإماراتية بوصفها منتجاً لشركات فنية، لا لمشاريع شخصية.
3- غياب النجم الأوحد في الدراما الإماراتية لصالح البطولات الجماعية.
أقرأ أيضاً:هيفاء حسين وحبيب الغلون: زوجان يتشاركان البطولة والإنتاج
دعم المؤسسات الإعلامية
المؤسسات الإعلامية في الإمارات، لعبت دوراً إيجابياً في دعم حضور الدراما الإماراتية بتبني إنتاجها، رغم تواضع عدد الأعمال المنتجة حتى الآن، وذلك من خلال تعاقداتها مع منتجين إماراتيين للعمل بصفة المنتج المنفذ من خلال تبنيها عرض الأعمال الإماراتية المنتجة من قبل سواها.
ولعل أبرز ثمار هذا الدعم، كان في قصب السبق الذي نالته تلك المؤسسات، بكسرها طوق العرض الدرامي في شهر رمضان، حيث قادت مجموعة أبو ظبي"، منذ عامين، أكبر حركة عرض درامي خارج رمضان بلغت نحو ثمانية مسلسلات في موسم واحد خارج الشهر الفضيل منها مسلسلات إماراتية، وبمعدل أقل شهدنا قنوات مؤسسة دبي للإعلام تعرض مسلسلات جديدة حصرية أيضاً خارج السباق الرمضاني.. والنتيجة كانت نيل المسلسل الإماراتي على نحو خاص، والخليجي على نحو عام، فرصة أكبر من المتابعة الجماهيرية، بعيداً عن زحام العرض الرمضاني، وفي هذا السياق كان آخر ما تابعناه من دراما إماراتية هو مسلسل "زمن الطيبين" الذي عرضته قناة دبي الأولى حصريا على شاشتها، مع انطلاق هويتها الجديدة في أبريل/نيسان الفائت، ومسلسل "صالح النية" الذي عرضته قناة أبو ظبي الإمارات في مايو/أيار الفائت، بعد أقل من شهر من انتهاء تصويره.
وبحسب خططها المعلنة اليوم يبدو أن المؤسسات الإعلامية الإماراتية ماضية نحو دور أكبر في صناعة الدراما المحلية، فتؤكد مؤسسة "أبو ظبي للإعلام" سعيها إلى تعزيز دورها في دعم الإنتاج التلفزيوني محلياً، عبر إطلاق مبادرة "تطوير الدراما الإماراتية"، بهدف استدامة قطاع إنتاج الأعمال الدرامية بالتعاون مع المنتجين المحليين، وكانت أولى خطوات المبادرة العملية اجتماع المؤسسة مع أبرز صناع الدراما الإماراتية من ممثلين ومنتجين وكتاب لمناقشة تفاصيل دعم المحتوى الدرامي الإماراتي خلال الفترة المقبلة.
مساهمة المؤسسات الإعلامية الإماراتية في دعم صناعة الدراما المحلية، تبقى أمام استحقاق هام، وهو الأخذ بيد الإنتاج الدرامي نحو تقديم إنتاجات ضخمة على صعيد المضمون والصناعة الفنية، حيث لم يزل هذا الإنتاج بمجمله مشغولاً بدوائر ضيقة من الموضوعات، غالباً ما تكون تتعلق بقضايا اجتماعية. هذا النمط من الأعمال، على أهميته، يبقى مهمة شركات الإنتاج الصغيرة، أمام المؤسسات الكبرى الحكومية فننتظر منها تلك الأعمال التي ترتقي لتكون ملاحم درامية.
النجم - المنتج
صعود النجم الأوحد الذي كان الظاهرة الأبرز في الدراما المصرية، انتقل خلال العقد الأخير إلى الدراما الخليجية، وتمدد على حساب البطولات الجماعية التي ميزت الدراما الخليجية والسورية على مدار عقود، إلا أن تغير آليات الإنتاج والعرض والتسويق كان من شأنه أن ينتصر للفنان النجم أولاً، وأن يساهم في صعوده كنجم وحيد للعمل، يسوق ويباع باسمه، وهذا ما بتنا نراه اليوم في الدراما الخليجية، ولا سيما في الدراما الكويتية والسعودية، التي باتت تنسب لنجومها الأوائل، إلا أن تلك الظاهرة التي لم تفرض نفسها في الدراما الإماراتية، فلم تزل البطولات الجماعية سمة المسلسلات الإماراتية عموماً، ولم تزل هذه الأخيرة تنسب إلى شركة الإنتاج الفنية لا لنجم بعينه.
المتأمل في خارطة الإنتاج الدرامي الخليجي سرعان ما يكتشف أن صعود النجم الأوحد في الدراما الكويتية والسعودية كان العامل الحاسم فيه قيام عدد من نجوم تلك الدراما بدور المنتج لأعمالهم، وكان من الطبيعي أن تنتج مسلسلات على مقياس أصحابها النجوم، وبما يكرس صعود نجمهم الأوحد.
في الدراما الإماراتية ظهرت ظاهرة المنتج – الفنان أيضاً، لكنها لم تتضخم إلى درجة تكرس ظاهرة المنتج - النجم الأوحد. ويكفي أن ندلل في هذا السياق إلى تجربة الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، الذي ينتج عبر شركته "جرناس للإنتاج الفني" بين ثلاثة وأربعة أعمال سنوياً، ولكنه لم يكرس نفسه نجماً مطلقاً لها، فكان الرجل يغيب كلياً عن بعض من أعماله المنتجة، ويشارك في البعض الآخر، بوصفه من نجوم التمثيل في الإمارات لا بقوة حضوره الإنتاجي.
استقرار درامي
الاستقرار في الإنتاج الدرامي الإماراتي لجهة الكم، رافقه استقرار في المضامين، فلم تزل المسلسلات الإماراتية على مدار ثلاثة مواسم متتالية تتوزع بين التراجيديا والكوميديا، وتتنوع موضوعاتها بين المعاصرة والتراثية، إلا أن ما يميز جديدها هذا العام، محاولتها توسيع دائرة موضوعاتها، وضخامتها الإنتاجية.
أقرأ أيضاً:الدراما الخليجية تشهد صعود "النجم الأوحد"
ووسط هذا المشهد الدرامي ستأخذ شركة "جرناس للإنتاج الفني" (أحمد الجسمي) دور اللاعب الرئيسي في تشكيله، فيما تبرز شركة "أرى الإمارات للإنتاج الإعلامي" (محمد سعيد الضنحاني) بدور العراب للممثل الإماراتي فيه وصاحبة الإنتاجات الضخمة.
قياساً بحجم الإنتاج الدرامي العربي، ولا سيما الخليجي، يبدو أن حجم الإنتاج الدرامي الإماراتي متواضع (تراوح في الأعوام الثلاثة الأخيرة بين 6-8 أعمال)، لكنه بمجمله يحمل مؤشرات بأن الدراما الإماراتية اليوم تمضي على السكة الصحيحة، وقد نجت بنفسها من ثلاثة معوقات، غالباً ما شكلت حجر عثرة في طريق نجاح نظيراتها من الدراما العربية والخليجية؛ وهي:
1- تبنّي التلفزيونات الإماراتية للإنتاج المحلي، وبالتالي تقديم حسابات الفن على حساب الربح في الدراما الإماراتية.
2- تراجع "الأنا" في مخططات المنتج ــ الممثل، وبالتالي تقديم الدراما الإماراتية بوصفها منتجاً لشركات فنية، لا لمشاريع شخصية.
3- غياب النجم الأوحد في الدراما الإماراتية لصالح البطولات الجماعية.
أقرأ أيضاً:هيفاء حسين وحبيب الغلون: زوجان يتشاركان البطولة والإنتاج
دعم المؤسسات الإعلامية
المؤسسات الإعلامية في الإمارات، لعبت دوراً إيجابياً في دعم حضور الدراما الإماراتية بتبني إنتاجها، رغم تواضع عدد الأعمال المنتجة حتى الآن، وذلك من خلال تعاقداتها مع منتجين إماراتيين للعمل بصفة المنتج المنفذ من خلال تبنيها عرض الأعمال الإماراتية المنتجة من قبل سواها.
ولعل أبرز ثمار هذا الدعم، كان في قصب السبق الذي نالته تلك المؤسسات، بكسرها طوق العرض الدرامي في شهر رمضان، حيث قادت مجموعة أبو ظبي"، منذ عامين، أكبر حركة عرض درامي خارج رمضان بلغت نحو ثمانية مسلسلات في موسم واحد خارج الشهر الفضيل منها مسلسلات إماراتية، وبمعدل أقل شهدنا قنوات مؤسسة دبي للإعلام تعرض مسلسلات جديدة حصرية أيضاً خارج السباق الرمضاني.. والنتيجة كانت نيل المسلسل الإماراتي على نحو خاص، والخليجي على نحو عام، فرصة أكبر من المتابعة الجماهيرية، بعيداً عن زحام العرض الرمضاني، وفي هذا السياق كان آخر ما تابعناه من دراما إماراتية هو مسلسل "زمن الطيبين" الذي عرضته قناة دبي الأولى حصريا على شاشتها، مع انطلاق هويتها الجديدة في أبريل/نيسان الفائت، ومسلسل "صالح النية" الذي عرضته قناة أبو ظبي الإمارات في مايو/أيار الفائت، بعد أقل من شهر من انتهاء تصويره.
وبحسب خططها المعلنة اليوم يبدو أن المؤسسات الإعلامية الإماراتية ماضية نحو دور أكبر في صناعة الدراما المحلية، فتؤكد مؤسسة "أبو ظبي للإعلام" سعيها إلى تعزيز دورها في دعم الإنتاج التلفزيوني محلياً، عبر إطلاق مبادرة "تطوير الدراما الإماراتية"، بهدف استدامة قطاع إنتاج الأعمال الدرامية بالتعاون مع المنتجين المحليين، وكانت أولى خطوات المبادرة العملية اجتماع المؤسسة مع أبرز صناع الدراما الإماراتية من ممثلين ومنتجين وكتاب لمناقشة تفاصيل دعم المحتوى الدرامي الإماراتي خلال الفترة المقبلة.
مساهمة المؤسسات الإعلامية الإماراتية في دعم صناعة الدراما المحلية، تبقى أمام استحقاق هام، وهو الأخذ بيد الإنتاج الدرامي نحو تقديم إنتاجات ضخمة على صعيد المضمون والصناعة الفنية، حيث لم يزل هذا الإنتاج بمجمله مشغولاً بدوائر ضيقة من الموضوعات، غالباً ما تكون تتعلق بقضايا اجتماعية. هذا النمط من الأعمال، على أهميته، يبقى مهمة شركات الإنتاج الصغيرة، أمام المؤسسات الكبرى الحكومية فننتظر منها تلك الأعمال التي ترتقي لتكون ملاحم درامية.
النجم - المنتج
صعود النجم الأوحد الذي كان الظاهرة الأبرز في الدراما المصرية، انتقل خلال العقد الأخير إلى الدراما الخليجية، وتمدد على حساب البطولات الجماعية التي ميزت الدراما الخليجية والسورية على مدار عقود، إلا أن تغير آليات الإنتاج والعرض والتسويق كان من شأنه أن ينتصر للفنان النجم أولاً، وأن يساهم في صعوده كنجم وحيد للعمل، يسوق ويباع باسمه، وهذا ما بتنا نراه اليوم في الدراما الخليجية، ولا سيما في الدراما الكويتية والسعودية، التي باتت تنسب لنجومها الأوائل، إلا أن تلك الظاهرة التي لم تفرض نفسها في الدراما الإماراتية، فلم تزل البطولات الجماعية سمة المسلسلات الإماراتية عموماً، ولم تزل هذه الأخيرة تنسب إلى شركة الإنتاج الفنية لا لنجم بعينه.
المتأمل في خارطة الإنتاج الدرامي الخليجي سرعان ما يكتشف أن صعود النجم الأوحد في الدراما الكويتية والسعودية كان العامل الحاسم فيه قيام عدد من نجوم تلك الدراما بدور المنتج لأعمالهم، وكان من الطبيعي أن تنتج مسلسلات على مقياس أصحابها النجوم، وبما يكرس صعود نجمهم الأوحد.
في الدراما الإماراتية ظهرت ظاهرة المنتج – الفنان أيضاً، لكنها لم تتضخم إلى درجة تكرس ظاهرة المنتج - النجم الأوحد. ويكفي أن ندلل في هذا السياق إلى تجربة الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، الذي ينتج عبر شركته "جرناس للإنتاج الفني" بين ثلاثة وأربعة أعمال سنوياً، ولكنه لم يكرس نفسه نجماً مطلقاً لها، فكان الرجل يغيب كلياً عن بعض من أعماله المنتجة، ويشارك في البعض الآخر، بوصفه من نجوم التمثيل في الإمارات لا بقوة حضوره الإنتاجي.
استقرار درامي
الاستقرار في الإنتاج الدرامي الإماراتي لجهة الكم، رافقه استقرار في المضامين، فلم تزل المسلسلات الإماراتية على مدار ثلاثة مواسم متتالية تتوزع بين التراجيديا والكوميديا، وتتنوع موضوعاتها بين المعاصرة والتراثية، إلا أن ما يميز جديدها هذا العام، محاولتها توسيع دائرة موضوعاتها، وضخامتها الإنتاجية.
أقرأ أيضاً:الدراما الخليجية تشهد صعود "النجم الأوحد"