من اللحظة الأولى لبدء عرض برنامج "من سيربح المليون" على شاشة تلفزيون دبي الفضائية، بدأت المقارنات بين مقدم البرنامج السابق جورج قرداحي والممثل قصي خولي الذي يقدّمه الآن. آراء لم يستسغ أصحابها تجربة خولي في هذا النوع من الأعمال، ولا طريقة تقديمه، إذ وصفها بعضهم بأنها ضعيفة وتُفقد البرنامج أسلوب الحماسة الذي اعتاده المشاهد منذ أكثر من 20 عاماً.
بداية عام 2000، اختار وزير الإعلام السعودي السابق، تُركي شبانة، (كان مدير البرامج في MBC) جورج قرداحي لتقديم النسخة العربية من "من سيربح المليون". ظفر تركي شبانة بهذا الإنتاج الذي استثمرت ضمنه مجموعة MBC وحققت متابعة لعلّها الأهم في مسيرة الفضائية السعودية. نال قرداحي شهرة كبيرة؛ إذ ابتسم له الحظ بعد عقود من عمله الصحافي تنقل فيها بين إذاعة مونت كارلو، وعالم الميديا في دول خليجية، إلى أن قرر خوض غمار التقديم التلفزيوني.
نجح قصي خولي في الدراما السورية إلى حدود هيأت له مساحة حضور عند الجمهور الخليجي. قبل سنوات، كان خولي الممثل المدلل، إن صح القول، لمجموعة MBC، وكان يفرض حضوره في معظم البرامج التي تعرضها الفضائية. لطالما كان ضيفاً مؤثراً في برامج حققت جماهيرية كبيرة، جالساً بين الجمهور كبرنامجي "أراب آيدول" و"ذا فويس". وبحسب الفضائية، فإن حضور خولي مثل هذه البرامج يشكل رفعاً معنوياً للمتابع والمشاهد على حد سواء.
من الصعب المقارنة بين قرداحي وأسلوب خولي في تقديم البرنامج. قرداحي يمتلك مخزوناً ثقافياً بفعل عمله في الصحافة والإعلام، بخلاف قصي خولي المحاصر، بحسب اختصاصه ودراسته، في عالم الدراما والتمثيل. بكثير من الحياء، يحاول خولي طرح نفسه أمام المشتركين مساعداً لهم. تأتي محاولاته ضعيفة في إعادة الثقة لضيفه وطمأنته وإعادة طرح الأسئلة وعرض المساعدات من طريق أربع وسائل استحدث ضمنها وسيلة جديدة، وهي الاستعانة بإجابة المقدم نفسه، بعدما كانت ثلاث وسائل تستخدم في النسخ السابقة (الاتصال بصديق/ حذف إجابتين/ الاستعانة بالجمهور داخل الاستديو).
في السنوات الأخيرة، قدّم خولي مجموعة لا بأس بها من المسلسلات العربية المشتركة، تعاون من خلالها مع شركة الصبّاح (سيدرز آرت برودكشن) اللبنانية، وأمسى الابن المدلل للمنتج صادق الصبّاح. بداية من مسلسل "خمسة ونص" و"2020"، وغيرها التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، فيما أخفق في السنوات الأخيرة. اختار خولي الدخول في الدراما التركية المُعربة وهو يستعد لتجربته الأولى في مسلسل مؤلف من 45 حلقة سيصور قريباً في إسطنبول، إلى جانب مواطنته ديمة قندلفت.