تشهد المعارك المحتدمة بين "كتائب إسلامية"، يساندها مقاتلو العشائر، وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، تطورّات مهمة لصالح الأخير، في ريف دير الزور، بعد مبايعة قادة في هيئة الأركان له، والتي مكّنته، أمس الاثنين، من السيطرة على أهم الحقول النفطية هناك، مما دفع بكتائب المعارضة إلى إرسال تعزيزات عسكرية، لمحاولة تعويض خسائرها.
ورغم أن المفاوضات التي جرت بين ضباط من كتائب "الجيش الحر" و"داعش"، أفضت إلى دخول مقاتلي "الدولة الإسلامية" إلى مدينة موحسن بدون قتال، مقابل عدم سيطرتهم على حقل "التيم" النفطي القريب من المدينة، إلا أن "داعش" لم تلتزم بهذه المفاوضات، وأحدثت شرخاً في صفوف الكتائب المقاتلة ضدّها، من خلال استمالة بعض القياديين في المجلس العسكري.
ونفى المتحدث باسم "هيئة أركان الجيش الحر للجبهة الشرقية"، عمر أبو ليلى، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "يكون التنظيم قد تمكن من السيطرة على موحسن وضواحيها". وأشار الى أن "عدداً من الضباط اتفقوا على مبايعة داعش ورفع راياته في المدينة".
وكشف أبو ليلى عن "قيام كتائب المعارضة المسلحة بإرسال أرتال عسكرية ضخمة لطرد داعش من محيط مدينة موحسن". ولفت إلى أن "الثوار تمكنوا مساء الاثنين، من قتل أحد الضباط المتعاونين مع داعش، الملازم الأول أبو هارون، أثناء المعارك الدائرة في حقل التيم".
وأوضح القيادي في "الجيش الحر" أن "التنظيم يسعى إلى بثّ فتنة كبيرة، من خلال الاتفاق مع بعض الضباط وتجنيدهم لمصالحه، وتسليم الجبهات التي تسهل عملية دخول عناصره".
وأشار إلى أن "قوات النظام السوري التي تسيطر على مطار دير الزور العسكري الملاصق لموحسن، تمكنت من التقدم في اليومين الماضيين في نقاط عدة، على حساب كتائب المعارضة المسلّحة، مستفيدة من انشغال الكتائب في قتال داعش على جبهات عدة".
من جهته، أكد الناشط الإعلامي، محمد الخليف، لـ"العربي الجديد"، أن "داعش استفاد من تقدّمه في العراق، ونقل أسلحة ومعدات ثقيلة بُعيد سيطرته على مدينة الموصل، مما ساهم بشكل كبير في تسهيل دخوله موحسن، وسيطرته بعد ذلك على الحقل النفطي".
ويعتبر حقل "التيم" من أهم الحقول أهمية في ريف دير الزور الشرقي، وكان "الجيش الحر" يعتمد على عائداته في التمويل والتسليح.
كما تعد مدينة موحسن من أبرز المدن السورية التي خرجت عن سيطرة النظام منذ بدايات الثورة. وتعود أهميتها لكونها كانت "خزاناً" مهماً لضباط جيش النظام، إذ شهدت انشقاقات كبيرة في صفوف هؤلاء. وهو ما أسهم بشكل كبير في الحراك الشعبي في دير الزور ضد النظام، بالإضافة إلى أنها شهدت إسقاط أول مقاتلة حربية للنظام من طراز "ميغ 23" على يد ثوارها.
ويسعى "داعش" من خلال هذه المعارك للوصول إلى معبر البوكمال الحدودي مع العراق، والسيطرة على كامل ريف محافظة دير الزور الشرقي، المحاذي لمحافظة الأنبار العراقية والتي يكثر نشاط التنظيم فيها.