تشهد مدينة الحسكة شمالي سورية، حركة نزوح مستمرة لسكانها، مع استمرار المعارك الدائرة بين قوات النظام السوري وقوات الحماية الكردية داخل المدينة، والتي بدأت الأربعاء الماضي.
ووفقاً لناشطين من داخل المدينة، فقد أفرغت الاشتباكات والقصف، الحسكة من 70 في المائة من سكانها. ويوضح رودي الكردي، وهو مصور سوري يعيش في الحسكة، لـ"العربي الجديد"، أن "حركة النزوح تركزت في الأيام الأربعة الأولى من بدء الاشتباكات، وأن معظم النازحين من النساء والأطفال والمسنين، وهم من الأحياء الكردية التي استهدفتها قوات النظام، وهم من سكانها السابقين ومن النازحين الذين نزحوا مؤخراً من المناطق الساخنة، كدير الزور والرقة وحمص ومنطقة البادية".
ويشير الكردي إلى أن معظم النازحين توجهوا إلى عامودا، باعتبارها من المناطق القريبة الآمنة، فيما نزح آخرون إلى مناطق الدرباسية وقامشلي ورميلان.
وعن حال من تبقى في المدينة، يقول الكردي إن "الحركة المرورية داخل المدينة معدومة، وأن هناك انقطاعاً للتيار الكهربائي، إضافة إلى توقف كافة أفران الخبز عن العمل، وشلل حركة الأسواق"، ويضيف أن "حال العديد المصابين والجرحى سيئ بعد سرقة جهات مجهولة جميع أجهزة المشفى الوطني في منطقة العزيزية، وهو ما استدعى نقل ما لا يقل عن 30 مصاباً إلى عامودا".
ويلفت الكردي إلى حالة تخوف لدى أهالي المدينة من دخول قوات تنظيم الدولة كطرف جديد في المعركة، ويقول "يبدو أن هناك اتفاقاً على تسليم بعض الأحياء جنوب الحسكة من قبل قوات النظام للوحدات الكردية، هذه الأحياء متاخمة لمناطق سيطرة داعش، ويتخوف الناس من أن تهجم عليها بعد وقوعها بيد القوات الكردية".
من جانبه، يشير الناشط المحلي عبد الله الحمصي، إلى أن "كثيرين ممن لم يستطيعوا النزوح من الحسكة اليوم هم من النازحين أصلاً، والذين ليست لديهم أقارب في المناطق المحيطة بها، ولا حتى أموال لاستئجار منزل أو مأوى"، ويضيف "لديّ أقارب لا يزالون هناك وقد استبد بهم اليأس بعد أن نزحوا 3 مرات متتالية، فقرروا البقاء رغم أن معهم خمسة أطفال".
يشار إلى أن المعارك الأخيرة التي شهدتها الحسكة تعد الأكبر من نوعها في المدينة منذ بداية الثورة السورية، حيث عاش أهالي المدينة حالة هدنة طويلة الأمد بين قوات "الاتحاد الديمقراطي" الذي كان يسيطر على الجزء الأكبر منها، وبين قوات النظام التي احتفظت بعدد من الأحياء، إضافة إلى المربع الأمني وبعض النقاط العسكرية.