وقال الناشط الإعلامي رامي السيد، من داخل مخيم اليرموك، لـ "العربي الجديد"، إن "القوات النظامية تقصف بمختلف أنواع الأسلحة مخيم اليرموك؛ منها البراميل المتفجرة وصواريخ الفيل شديدة الانفجار وقذائف الهاون من العيار الثقيل، وتتبع سياسة الأرض المحروقة، في ظل تردي الأوضاع الإنسانية، مما ينذر بكارثة كبرى لـ 13 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل اليرموك".
وأضاف السيد، أنه "تم توثيق سقوط شهيد وعدد من الجرحى بعضهم بحالة خطرة، بشكل أولي، إضافة إلى أضرار مادية"، لافتاً إلى أنه "أحصى نحو ثمانية براميل متفجرة وخمسة صواريخ أرض أرض، إضافة إلى عشرات القذائف، حتى العاشرة من مساء الجمعة، في حين يتواصل القصف الكثيف".
وعلم "العربي الجديد" من مصادر مطلعة أن "النظام استنفر قوات الدفاع الوطني على الجبهة الجنوبية على خط التضامن مخيم اليرموك، وقد تم إبلاغ العناصر أن ينتظروا ساعة الصفر، فهناك قرار باقتحام المنطقتين".
وتأتي هذه الضربات بعد أقل من 24 ساعة على دعوة بان كي، في بيان له، الحكومة السورية لوقف أي عملية عسكرية، بشكل فوري، من شأنها تعريض المدنيين للخطر في مخيم اليرموك، كما يجب عليها الالتزام بواجباتها حيال حماية المدنيين في منطقة القتال كما تقتضي قواعد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.
في سياقٍ متّصل، قال الناشط الإعلامي مصطفى أبو أحمد، لـ "العربي الجديد"، إن "هناك تخبطاً في القرارات جنوب دمشق، ما أثار الرعب بين أهالي المخيم، كتعليق يافطة على حاجز ببيلا باتجاه المخيم الأسبوع الماضي، يعطي الأهالي 48 ساعة لإخلاء المخيم، وأنه بعد انتهاء المدة سيمنع دخول أو خروج أي شخص، قبل أن يسحب الإنذار مساء اليوم ذاته، وسط استمرار المضايقات والتفتيش الدقيق للداخلين والخارجين في المخيم".
وأضاف أبو أحمد، أنه "لم يعد هناك تواجد لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) داخل المخيم، ومن يقول إن التضييق على إدخال المواد الطبية والغذائية إلى المخيم كي لا تصل إلى الإرهابيين التكفيريين هو شريك النظام في قتل أهالي المخيم، وهدفه الحقيقي مكاسب إعلامية ومادية على أنه مستضيف لأهل المخيم".
وبيّن الناشط الإعلامي أن "لا معارك حقيقية تجري مع داعش، وكل ما يسوق له هي أخبار بعيدة عن الواقع، ففي وقت يقول البعض إنهم قتلوا أكثر من 50 داعشياً، فإن مجموع قتلى التنظيم منذ دخولهم إلى المخيم حتى اليوم بحدود 20 مقاتلاً".
وحول الواقع العسكري في المخيم، أوضح أن "الفصائل المسيطرة على المخيم اليوم هي جبهة النصرة وأحرار الشام، إضافة إلى فصائل فلسطينية صغيرة كـ(الكراعين والزعاطيط)، وهي تكنى بأسماء عائلات أو مناطق وترابط بوجه النظام، في حين تنأى بنفسها عن الصراع الداخلي، حيث تحدث بعض المناوشات وعمليات القنص المتبادلة مع فصائل غرفة نصرة أهل المخيم، في وقت استطاع النظام أن يحقق تقدماً في عدة أبنية باتجاه ساحة الريجة".
وكان دخول "داعش" الشهر الماضي، قد صدّر قضية المخيم من جديد إلى المنصات الإعلامية وأصبح حديث العديد من الساسة والمنظمات الإنسانية والحقوقية، حتى مجلس الأمن تحدث عن المخيم وأعرب عن قلقه، ودعا إلى إدخال المساعدات الإنسانية.
ويوجد في مخيم اليرموك أكثر من 13 ألف مدني بينهم ثلاثة آلاف طفل، يعانون من وضع مزري، بسبب الحصار منذ نحو عامين ونصف، والذي أودى بحياة 2000 قتيل.
اقرأ أيضاً: النظام السوري يخطط لإفراغ اليرموك من الفلسطينيين