ويروي عبد الرحيم وهو أحد سكان الحي لـ"العربي الجديد"، تفاصيل الحادثة قائلا: "حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، كانت دورية أمن تتجول في حي المشارقة، وتوقف المواطنين بشكل عشوائي، تطلب هوياتهم وأوراق الخدمة العسكرية، وعند مرورها بالقرب من حمزة قام بالابتعاد عنها، لأنه مطلوب للخدمة العسكرية ولم يلتحق بها منذ أكثر من شهرين، فقامت الدورية باللحاق به، وإطلاق النار مباشرة عليه ما أدى إلى إصابته، فوقع أرضاً، اقتربوا منه وأشهر أحد العناصر مسدسه، وأطلق رصاصة أخرى نحو رأسه، أدت لمقتله على الفور".
وأثارت الحادثة استياء شعبياً كبيراً حتى في صفوف الموالين للنظام، يضيف عبد الرحيم "الحادثة وقعت أمام أعين الكثير من أهالي الحي، تصرفوا بطريقة وحشية جداً، كان يمكن اعتقاله مثلاً بعد إصابته لكنهم قتلوه، ما الغاية من هذه التصرفات الوحشية؟".
ويقول مازن عمارة (30 عاماً) وهو أحد أهالي الحي: "أنا مطلوب منذ 6 أشهر للجيش، ليس لدي أي خيار للفرار من هذه الملاحقات، يقتحمون المنازل والشوارع عدا عن الحواجز وعدم قدرتي على إنجاز أي معاملة رسمية أو الذهاب إلى مركز حكومي، لم أعد أركب وسائل النقل العامة، وأخاف من استعمال الدراجة الهوائية لأنها تثير الشبهات، لذلك أتوجه لعملي في تصليح السيارات يومياً سيراً على الأقدام عبر الحارات والشوارع الضيقة، حيث لا توجد حواجز الأمن، رغم ذلك أبقى متيقظاً خشية مصادفتي لدورية راجلة قد تطلب أوراقي وتقودني للجيش". ويضيف "كان اقتيادي للخدمة أسوأ كوابيسي، بعد الحادثة صرت أخاف أن أقتل أيضاً".
من جهته، يقول أبو مناف "57 عاماً- حلب": "لم يكن لدى أي من أولادي الرغبة في ترك حلب، عملهم جيد وهم مستقرون هنا، لكن دفع الرشى للتهرب من العسكرية صار حملاً ثقيلاً علينا وكان لا بد أن يسافروا، بعد أن سمعت بالحادثة حمدت الله لأن أحداً منهم لم يعد هنا مع أني بقيت وحيداً، آخرهم خرج من حلب من ثلاثة أشهر".
ويضيف "حتى عملية الهروب مخاطرة كبيرة بالحياة، من يريد الهرب نحو مناطق سيطرة المعارضة، عليه ترتيب خطة مدروسة، ودفع رشى للشبيحة ووسطاء الحواجز الأمنية تصل لمئات الآلاف. وإن رغب بالخروج نحو تركيا، فالمعابر النظامية مغلقة، وعليه دفع مبلغ حوالى 1500 دولار للمهربين".
ويردف "أما من يريد أن يحصل على تأجيل عليه تقديم رشى لموظفي التجنيد بحلب بمبالغ تزيد عن ثلاثمائة ألف ليرة لشراء تأجيل لمدة عام، وهذا ليس بمقدور الكثيرين نتيجة حالة البطالة السائدة. سيئ الحظ الذي يلقى القبض عليه تجرى له دورة سريعة لا تتجاوز الشهر، ويتم إرساله بعدها للقتال في الجبهات".