يتخوّف سكان بلدتي الهامة وقدسيا في ريف دمشق من عملية تهجير مرتقبة قد تفرضها قوات النظام عليهم، ضمن سياسة التغيير الديمغرافي التي يحاول النظام السوري تطبيقها على كافة المناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق، من خلال فرض هدنة تقضي بتهجير الفئات المعارضة له من موطنها مقابل حياتهم.
وقال الناشط الإعلامي من الهامة، كريم أسعد، إنّ "قوات النظام تعمدت تكثيف قصفها للبلدة خلال فترة المفاوضات مع الهدنة، وقامت في الخامس من الشهر الحالي بقصف مستشفى السلام في البلدة وقتلت اثنين من كوادره. كما استهدفت مستشفى الأمل في قدسيا باليوم نفسه، في محاولة لتعطيل كل الخدمات وحصر خيارات السكان بالاستسلام لشروط النظام".
وأضاف أن "شدة القصف أجبرت سكان البلدة على إلغاء صلاة الجمعة في مساجد الهامة يوم الجمعة الماضي. طوال الأيام العشرة الماضية كانت الحياة مشلولة هنا، يقضي الناس نهارهم متجمعين في الملاجئ والطوابق السفلية، يتناقلون أخبار الهدنة وعمليات التهجير المحتملة".
وأشار كريم إلى أن "العمليات العسكرية هدأت أول من أمس السبت، لهذا السبب يتوقع الأهالي الإعلان عن اتفاق جديد".
وخرج عدد من أهالي البلدة قبيل بدء مفاوضات الهدنة الأخيرة في تظاهرات طالبوا فيها الطرفين باتفاق سلام يضمن سلامة أهالي البلدة وبقاءهم فيها، ورفعوا فيها شعارات يعبرون فيها عن رغبتهم بإيقاف جميع أشكال العمليات العسكرية في بلدتهم.
من جانبه، أشار عبد الجبار وهو أحد سكان الهامة، أنّ "وجهاء البلدة دفعوا، أخيراً، لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات للهدنة بعد تكثيف القصف على المدينة". وأكد "رغبة أهالي المدينة بإحلال هدنة بين الطرفين لإنهاء معاناة القصف والحصار، إلا أنهم لا يثقون بالنظام الذي نكث بوعوده واستهدف البلدة خلال المفاوضات".
وأضاف أن "سيطرة قوات النظام الأخيرة على مساحات في منطقة العيون في محيط البلدة بما فيها بناء الباخرة، زادت من تخوفات الناس من رفع النظام لسقف مطالبه في المفاوضات، وفرض تهجير قسم من سكان البلدة. إلا أن المؤكد حتى اليوم هو خروج مسلحي المعارضة من المدينة غالباً إلى إدلب".
ويعيش نحو 500 ألف مدني في كلتا البلدتين تحت وقع حصار تفرضه قوات النظام عليهم ولا يسمح لأحد منهم بمغادرة بلدته حتى اليوم.