كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ "العربي الجديد" أن الوحدة العسكرية الأميركية التي نفّذت العملية الفاشلة لتحرير رهينتين أجنبيتين لدى تنظيم "القاعدة" في اليمن، هي نفسها التي نفذت عملية استهداف زعيم التنظيم الدولي أسامة بن لادن في باكستان.
وأوضحت المصادر أن الفريق الأميركي نزل على بُعد نحو عشرة كيلومترات من الموقع المُستهدف في منطقة عبدان في محافظة شبوة شرقي البلاد، وتقدّم حتى أصبح على بعد 500 متر حين تم اكتشافه من قِبل المسلّحين.
ووفق المصادر، فإن مجموعة من الكلاب هي التي نبّهت المسلّحين للقوات التي تتقدم باتجاه الموقع الهدف، حين قامت بالنباح، مشيرة إلى أن العملية تمت بعد مغرب يوم الجمعة.
وكانت مصادر يمنية وأميركية أكدت السبت مقتل رهينتين، أحدهما مصور أميركي محتجز لدى التنظيم منذ أكثر من عام، هو لوك سامرز، والآخر هو الجنوب أفريقي بيير كوركي، أثناء عملية "نوعية" نفذتها قوات أميركية يمنية مشتركة، أسفرت أيضاً عن مقتل عشرة من عناصر "القاعدة".
وجرت العملية بعد أقل من نصف شهر على تنفيذ عملية أخرى في محافظة حضرموت، نجحت بتحرير ثمانية رهائن، وهدفت إلى تحرير سامرز، لكن التنظيم كان قد نقله من مكانه قبل يومين من العملية.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤول في الاستخبارات اليمنية إن سومرز (33 عاماً) وكوركي قُتلا بالرصاص على يد خاطفيهما، بعد وقت قصير من بدء المداهمة في منطقة وادي عبدان في شبوة، فيما أعلن مسؤول دفاعي أميركي أن المداهمة لم يشارك فيها أي يمني.
ووفق مصادر أميركية، فإن العملية البرية في اليمن تمت بموافقة الرئيس باراك أوباما، عقب إقرارها من قبل وزير الدفاع تشاك هيغل، وذلك بعدما هدد تنظيم "القاعدة" بقتل سومرز خلال 72 ساعة إذا لم يقم الأميركيون بتنفيذ طلبات لم يحدّدها التنظيم، لكنه قال إن واشنطن تعلمها جيداً.
وأفادت وكالة "رويترز" أن القوات الأميركية وصلت على متن طائرات "سي- في 22 أوسبري" التي تجمع بين خصائص الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر لجهة القدرة على الإقلاع والهبوط العمودي. وفور الوصول إلى الأرض، اقتربت القوات من الهدف سيراً على الأقدام. وقال مسؤول أميركي إن أفراد الفريق لدى اقترابهم من الهدف "فقدوا عنصر المباغتة".