وأوضح موقع "والا" العبري، الذي أورد الخبر أن وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، عرض هذا الاقتراح، أمس الإثنين، على أبو مازن ونتنياهو، خلال زيارته إلى تل أبيب ورام الله. ونقل الموقع العبري عن مصادر سياسية مطلعة على الموضوع أن عقد المؤتمر منوط بمشاركة الولايات المتحدة وموافقة كوشنر، الذي لم يبد موقفه من المبادرة بعد.
ويتضح من التفاصيل أن الحديث هو عن مبادرة لرئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في إطار رغبة طوكيو في إحياء مناسبة مرور عقد من الزمان على مشروع "ممر السلام"، وهو مبادرة اقتصادية في منطقة الأغوار، تم الاتفاق عليها بين فلسطين والأردن وإسرائيل واليابان في طوكيو عام 2007.
وتعتبر اليابان واحدة من أكثر الدول دعماً للسلطة الفلسطينية، وفي العقد الأخير قامت أيضاً بالاستثمار في مشاريع اقتصادية عدة في إسرائيل. ويرى مراقبون أن لديها رغبة كبيرة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتوصّل إلى السلام، خاصة أن ذلك من شأنه خدمة مصالحها الاقتصادية. وفي عهد رئيس الوزراء الياباني الحالي آبي، انتعشت الاستثمارات اليابانية في إسرائيل بشكل لافت، وعليه ترغب اليابان في أخذ دور أكبر في المساعي لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
ويعتبر رئيس الوزراء الياباني أحد قادة العالم الذين تربطهم علاقات جيدة مع ترامب، ومع هذا، أعربت طوكيو عن معارضتها إعلان ترامب "القدس عاصمة إسرائيل"، وكانت في الأسبوع الماضي واحدة من بين الـ128 دولة التي صوّتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترامب. كذلك أعلنت اليابان أنها لن تقوم بنقل سفارتها إلى القدس. وخلال زيارته إلى المنطقة، أكد وزير الخارجية كونو على التزام رئيس وزراء بلاده بالدفع من أجل التوصل إلى اتفاقية على أساس حل الدولتين.
وتشمل زيارة كونو إلى المنطقة الأردن وتركيا وسلطنة عمان. والتقى أمس الإثنين الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في القدس، كما التقى نتنياهو ووزير "التطوير الإقليمي"، تساحي هنغبي، ثم تابع طريقه إلى رام الله، وتشمل زيارته مدينة أريحا للإعلان عن تطوير آخر بمشروع "ممر السلام".
في التصريحات العلنية المشتركة، أثناء اللقاء، لم يتطرّق نتنياهو أو كونو إلى المبادرة اليابانية، ولم يذكرا الفلسطينيين بشيء، وانصبّت التصريحات حول الشراكات الاقتصادية.
وقال نتنياهو إن "إسرائيل طوّرت قدرات فريدة من نوعها في الابتكارات بشتى المجالات، وأؤمن أن قدوم شركات يابانية إلى إسرائيل يشكل تعبيراً عن هذه الشراكة الفريدة من نوعها، وأعتقد أن إمكانياتها غير محدودة.
نعيش في منطقتين مليئتين بالتحديات، ولكن بلدينا ملتزمان بسعينا إلى تحقيق الازدهار والأمن والسلام، وأعتقد أن من الأسهل لكل طرف أن يتوصل إلى هذه الغاية بمساعدة الطرف الآخر".
من جهته قال كونو: "عدد الشركات اليابانية التي تعمل في إسرائيل تضاعف خلال الثلاث سنوات الماضية، وحجم الاستثمارات اليابانية هنا تضاعف 20 مرة خلال هذه الفترة. العلاقات بيننا تتعزّز ونريد أن نستمر في هذا الزخم".
حديث الغرف المغلقة
أما في الغرف المغلقة، فذكرت مصادر سياسية مطلعة أن كونو أعرب أمام الجانب الإسرائيلي عن الحاجة لاستئناف المفاوضات على أساس حدود 67 وحل الدولتين لشعبين.
الرئيس الإسرائيلي، من جانبه، قال موجهاً حديثه إلى وزير الخارجية الياباني: "أدرك العلاقة الطيبة لبلادك مع الفلسطينيين، ومدى تأثير شعبك عليهم. قبل كل شيء من المهم أن يدركوا أننا هنا، أن الشعب اليهودي عاد إلى بلاده ولا بلاد له سوى إسرائيل"، مستدركاً "من جهتنا طوكيو هي عاصمة اليابان، تماماً مثلما القدس عاصمة إسرائيل".
ويبدو أن المبادرة اليابانية لن تجد آذاناً صاغية في تل ابيب، التي تلقي باللوم على الفلسطينيين، بحيث تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه "طالما لم ينه الفلسطينيون مقاطعتهم للإدارة الأميركية، فلن يكون هناك أي تقدم في العملية التي يقودها كوشنر ومبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، كما أن مبادرات أخرى ستلقى الرفض أيضاً".