13 نوفمبر 2024
اليمين الأوروبي المتطرّف عزيز اليمين الإسرائيلي
أعادت نتائج الانتخابات العامة في ألمانيا، والتي كان من أبرزها احتلال حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، مكانة الكتلة البرلمانية الثالثة، إلى صدارة وسائل الإعلام في دولة الاحتلال موضوع العلاقة والتعاون الوثيقين بين أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا وأحزاب اليمين الإسرائيلية، ولا سيما حزب الليكود الحاكم بزعامة رئيس الحكومة نتنياهو.
وترافق التعاطي بهذا الموضوع مع معلوماتٍ تفيد بأن دولة الاحتلال تقاطع، من ناحية رسمية، أحزاب اليمين المتطرّف في أوروبا، لا لأن لدى الحكومة مشكلة حيال تلك الأحزاب التي تشبهها إلى حدّ كبير، وإنما تحسبًا من احتمال أن يثير ذلك غضب الجاليات اليهودية في القارة عليها. غير أنها، من ناحية فعلية، لا تحظر على الوزراء وأعضاء الكنيست، أو على منظمات المجتمع المدني اليمينية، إقامة مثل هذا التعاون الوثيق. كما أجرى زعماء من تلك الأحزاب زيارات إلى دولة الاحتلال بدعوة من مسؤولين في "الليكود"، وكان في مقدمهم خيرت فيلدرز، زعيم حزب من أجل الحرية الهولندي، وهاينتس كريستيان شتارخي، زعيم حزب الحرية النمساوي.
وتُساق، في سياق تبرير هذه العلاقة الوثيقة، عدة تسويغات، لعلّ أبرزها أن أحزاب اليمين المتطرّف نشأت بالأساس على خلفية الإسلاموفوبيا، والتي تقف بدورها في صلب أجندة اليمين الإسرائيلي وسياسته الإقليمية والعالمية. بعد ذلك، نصادف التسويغ الذاهب إلى أنه ليست كل أحزاب اليمين المتطرّف هي أحزاباً نازية جديدة أو معادية للسامية. .. لكن، من قال إن التعاون مع مثل هذه الأحزاب يؤرّق اليمين الإسرائيلي أصلًا.
قبل أكثر من عام، أدلى الأستاذ الجامعي، موشيه تسيمرمان، المتخصص في تاريخ ألمانيا والمحرقة النازية، بتصريحات إلى وسائل إعلام، قال فيها إنه على غرار سياسيين يمينيين متطرفين آخرين، فإن الفرنسية مارين لوبان الفرنسية والهولندي فيلدرز يطرحان نفسيهما مؤيدين لإسرائيل، من أجل أن يوفرا درعًا واقيًا حيال ادعاءات العداء للسامية التي تواجههم. وبالأساس، من أجل الحصول على شرعية سياسية، ما زالوا مفتقرين إليها في الحيّز السياسي الأوروبيّ العام، ويوجد إسرائيليون يتعاونون مع هؤلاء.
ولفت تسيمرمان إلى أن أي أوروبي عاقل يعرف بالضبط من هم شتارخي، لوبان، فيلدرز، وأمثالهم. ويعرف أيضًا أن إسرائيل تحكمها حكومة يمينية، مؤكدًا أنه منذ نشوء العلاقة بين اليمينين، الإسرائيلي والأوروبي، بالإضافة إلى أن ذلك اليمين المتطرف والنازي الجديد بموجب تعريفه، توصم إسرائيل بأنها متعاونة مع النازية الجديدة. وخلص هذا المُتخصّص إلى أنه من خلال الحماسة التي يبديها اليمين السالف لإظهار تأييده إسرائيل بصفته شهادة شرعنة له، تزوّد الأخيرة شهادات شرعية لنازيين جدد ويمين متطرف وعنصريين، يتغذون، في نهاية الأمر، من العداء للسامية، ويغذونه حتى لو ظهروا كأنهم أناس صالحون. وبرأيه، هذه طريق أساسية وخطرة للإساءة إلى سمعة إسرائيل، أو التسبب بنزع شرعيتها، أكثر من المعطيات التي تعممها جمعيات حقوق الإنسان وتتعرّض لملاحقة دولة الاحتلال شعبيًا وقانونيًا.
يحيل ما قاله الباحث إلى واقع أن الجزئيات تشكل المشهد العام، فيما يختص بالعلاقة القائمة بين اليمينين، الإسرائيلي والمتطرّف في أوروبا، وهو مشهد لا يدع مجالًا للشك في أن الأخير عزيز الأول، حتى لو لم يتم إشهار ذلك على نحو رسمي.
لإكمال الدائرة، تجدر الإشارة إلى أن باحثًا في المركز المقدسي للشؤون السياسية والعامة الذي يديره دوري غولد، أحد كبار مستشاري نتنياهو، أقام قبل أعوام قليلة قسمًا خاصًا للدفع بالعلاقات الإسرائيلية- الأوروبية، هدفه إنشاء علاقات مع عناصر لا تقيم دولة الاحتلال صلاتٍ معها، من ناحيتين، رسمية وخاصة، في أوساط اليمين. وبرأيه، تضمن هذه العلاقات عدم التنازل عن القارة الأوروبية التي تنزاح أكثر فأكثر نحو اليمين. كما شدّد على أن اليسار الأوروبيّ يتعاون مع المهاجرين المسلمين بصورة مطلقة. وبالتالي، سيكون استمرار تأييد هذا اليسار بأمل أن يؤدي هذا إلى منفعة ما لدولة الاحتلال أشبه بإطاحة الرأس بسقف زجاجي.
وترافق التعاطي بهذا الموضوع مع معلوماتٍ تفيد بأن دولة الاحتلال تقاطع، من ناحية رسمية، أحزاب اليمين المتطرّف في أوروبا، لا لأن لدى الحكومة مشكلة حيال تلك الأحزاب التي تشبهها إلى حدّ كبير، وإنما تحسبًا من احتمال أن يثير ذلك غضب الجاليات اليهودية في القارة عليها. غير أنها، من ناحية فعلية، لا تحظر على الوزراء وأعضاء الكنيست، أو على منظمات المجتمع المدني اليمينية، إقامة مثل هذا التعاون الوثيق. كما أجرى زعماء من تلك الأحزاب زيارات إلى دولة الاحتلال بدعوة من مسؤولين في "الليكود"، وكان في مقدمهم خيرت فيلدرز، زعيم حزب من أجل الحرية الهولندي، وهاينتس كريستيان شتارخي، زعيم حزب الحرية النمساوي.
وتُساق، في سياق تبرير هذه العلاقة الوثيقة، عدة تسويغات، لعلّ أبرزها أن أحزاب اليمين المتطرّف نشأت بالأساس على خلفية الإسلاموفوبيا، والتي تقف بدورها في صلب أجندة اليمين الإسرائيلي وسياسته الإقليمية والعالمية. بعد ذلك، نصادف التسويغ الذاهب إلى أنه ليست كل أحزاب اليمين المتطرّف هي أحزاباً نازية جديدة أو معادية للسامية. .. لكن، من قال إن التعاون مع مثل هذه الأحزاب يؤرّق اليمين الإسرائيلي أصلًا.
قبل أكثر من عام، أدلى الأستاذ الجامعي، موشيه تسيمرمان، المتخصص في تاريخ ألمانيا والمحرقة النازية، بتصريحات إلى وسائل إعلام، قال فيها إنه على غرار سياسيين يمينيين متطرفين آخرين، فإن الفرنسية مارين لوبان الفرنسية والهولندي فيلدرز يطرحان نفسيهما مؤيدين لإسرائيل، من أجل أن يوفرا درعًا واقيًا حيال ادعاءات العداء للسامية التي تواجههم. وبالأساس، من أجل الحصول على شرعية سياسية، ما زالوا مفتقرين إليها في الحيّز السياسي الأوروبيّ العام، ويوجد إسرائيليون يتعاونون مع هؤلاء.
ولفت تسيمرمان إلى أن أي أوروبي عاقل يعرف بالضبط من هم شتارخي، لوبان، فيلدرز، وأمثالهم. ويعرف أيضًا أن إسرائيل تحكمها حكومة يمينية، مؤكدًا أنه منذ نشوء العلاقة بين اليمينين، الإسرائيلي والأوروبي، بالإضافة إلى أن ذلك اليمين المتطرف والنازي الجديد بموجب تعريفه، توصم إسرائيل بأنها متعاونة مع النازية الجديدة. وخلص هذا المُتخصّص إلى أنه من خلال الحماسة التي يبديها اليمين السالف لإظهار تأييده إسرائيل بصفته شهادة شرعنة له، تزوّد الأخيرة شهادات شرعية لنازيين جدد ويمين متطرف وعنصريين، يتغذون، في نهاية الأمر، من العداء للسامية، ويغذونه حتى لو ظهروا كأنهم أناس صالحون. وبرأيه، هذه طريق أساسية وخطرة للإساءة إلى سمعة إسرائيل، أو التسبب بنزع شرعيتها، أكثر من المعطيات التي تعممها جمعيات حقوق الإنسان وتتعرّض لملاحقة دولة الاحتلال شعبيًا وقانونيًا.
يحيل ما قاله الباحث إلى واقع أن الجزئيات تشكل المشهد العام، فيما يختص بالعلاقة القائمة بين اليمينين، الإسرائيلي والمتطرّف في أوروبا، وهو مشهد لا يدع مجالًا للشك في أن الأخير عزيز الأول، حتى لو لم يتم إشهار ذلك على نحو رسمي.
لإكمال الدائرة، تجدر الإشارة إلى أن باحثًا في المركز المقدسي للشؤون السياسية والعامة الذي يديره دوري غولد، أحد كبار مستشاري نتنياهو، أقام قبل أعوام قليلة قسمًا خاصًا للدفع بالعلاقات الإسرائيلية- الأوروبية، هدفه إنشاء علاقات مع عناصر لا تقيم دولة الاحتلال صلاتٍ معها، من ناحيتين، رسمية وخاصة، في أوساط اليمين. وبرأيه، تضمن هذه العلاقات عدم التنازل عن القارة الأوروبية التي تنزاح أكثر فأكثر نحو اليمين. كما شدّد على أن اليسار الأوروبيّ يتعاون مع المهاجرين المسلمين بصورة مطلقة. وبالتالي، سيكون استمرار تأييد هذا اليسار بأمل أن يؤدي هذا إلى منفعة ما لدولة الاحتلال أشبه بإطاحة الرأس بسقف زجاجي.