اليمين الإسرائيلي يرفض موقف ترامب من حل الدولتين

27 سبتمبر 2018
الولايات المتحدة تؤيد حل الدولتين(عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي شكك فيه معلقون إسرائيليون في جدية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عنه أنه سيتم طرح خطته لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غضون شهرين، رفض وزراء إسرائيليون دعمه لفكرة حل الدولتين لتسوية الصراع مع الشعب الفلسطيني.

وقال وزير الطاقة الليكودي يوفال شطاينتس، العضو في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، إن الحل الأمثل للصراع يتمثل في تدشين كونفديرالية بين "التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية والأردن".

وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، قال شطاينتس إن الكونفيدرالية تسمح بأن "يعبر الفلسطينيون عن أنفسهم سياسياً وأمنياً في الأردن"، زاعماً أن "عدم وجود شريك فلسطيني يجعل الكونفيدرالية الحل الأمثل".

وشدد على أن إسرائيل لا يمكنها أن تتنازل عن السيطرة الأمنية على أي جزء من الضفة الغربية.


ولمّح شطاينتس إلى أن إعلان نتنياهو قبوله قيام دولة فلسطينية بشرط أن تحتكر إسرائيل كل الصلاحيات الأمنية هناك يعني أن الحديث يدور عن حكم ذاتي.

بدوره، قال وزير التعليم نفتالي بنات، زعيم حزب "البيت اليهودي"، الذي يمثل التيار الديني القومي، إن حزبه يرفض بشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية، واصفاً الفكرة بأنها "خلل أخلاقي وأمني".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، عن بنات قوله: "الدولة الفلسطينية قائمة بالفعل في قطاع غزة ولا حاجة لتدشين دولة ثانية في الضفة الغربية"، مشدداً على أن دعم بعض الأطراف الدولية والأطراف الإسرائيلية "لفكرة حل الدولتين لن يفضي إلى أي نتيجة".

أمّا وزيرة القضاء إياليت شاكيد، القيادية في حزب "البيت اليهودي"، فقد شددت على أنه طالما ظل حزبها ضمن الائتلاف الحاكم "فإن دولة فلسطينية لن تقام في الضفة الغربية".

وفي مقابلة مع قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، اليوم، أكدت شاكيد أن "الحل يجب أن يكون إقليمياً، ولن تتحمل تبعاته إسرائيل لوحدها"، مشددةً على أن حزبها لن يوافق على تدشين "دولة فلسطينية بغض النظر عن طابع الصلاحيات التي تتمتع بها في النهاية، فتدشين دولة فلسطينية في الضفة الغربية فكرة سيئة"، على حد تعبيرها.

وفي المقابل، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشدة، متهماً إياه بأنه لا ينوي "الانفصال عن الفلسطينيين".

وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، بثتها صباح اليوم، قال أولمرت إن نتيجة سلوك نتنياهو تتمثل في جعل إسرائيل مرتبطة بالمتطرفين الإسلاميين الفلسطينيين، متهماً حزب "البيت اليهودي" بفعل كل ما يلزم من أجل الإبقاء على جذوة الصراع مع الفلسطينيين.

من جهته، قال مدير "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، الجنرال عاموس يادلين، إن إعلان نتنياهو عن تأييده لحل الدولتين يهدف إلى إقناع قادة الدول العربية بالإسهام في إقناع الفلسطينيين بالتعاون مع خطته للتسوية.

وفي تغريدة نشرها صباح اليوم على حسابه على "تويتر"، أوضح يادلين، الذي سبق أن رأس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن ترامب "يفرض الحد الأقصى من العقوبات على الفلسطينيين لإجبارهم على العودة للمفاوضات".

في حين دعا معلق الشؤون السياسية في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، أرئيل كهانا، نتنياهو للموافقة على خطة التسوية الأميركية بشروط تجعل الفلسطينيين يرفضونها، وهو ما يجعلهم يتحملون المسؤولية عن إفشال الخطة.

وفي مقال نشرته الصحيفة، صباح اليوم، قال كهانا إنه يتوجب عدم التأثر بإعلان ترامب عن أنه سيتم إعلان خطة التسوية في غضون شهرين، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي "لا يقدس التواريخ".


وأضاف: "يتوجب أن تكون إسرائيل مرتاحة ومطمئنة على مصالحها تماماً عندما يكون وراء صياغة الخطة الأميركية كل من جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، ونائب الرئيس مايكل بنس، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والمبعوث للمنطقة جيسون غرينبلات، والسفير دفيد فريدمان".

وحسب كهانا، فإنه "لم يحدث أن أحاط برئيس أميركي على مدى تاريخ الولايات المتحدة طاقم متعاطف مع إسرائيل إلى الدرجة التي يبديها الطاقم الذي يحيط بترامب حالياً، ولن تكون إدارة أميركية في المستقبل حتى لو كانت جمهورية مؤيدة لإسرائيل إلى هذا الحد".

من ناحيته، استبعد المعلق السياسي لقناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة رفيف دروكير، أن يقدم ترامب على عرض خطته للتسوية في حال عارضها نتنياهو.

وفي تعليق بثته القناة، أشار دروكير إلى أنه سبق للسفير الأميركي في إسرائيل دفيد فريدمان أن أبلغ جهات إسرائيلية بأن الولايات المتحدة تؤيد حل الدولتين "لكنها لا تعلن ذلك بناء على طلب نتنياهو".

وأضاف أنه في حال استندت خطة ترامب للتسوية إلى حل الدولتين، فإن فرص الإعلان عنها "تؤول إلى صفر"، مشيراً إلى أن ترامب لا يمكنه أن يفاجئ إسرائيل بعرض خطط لا توافق عليها.