اليومُ الذي يمضي
أَضَعُهُ في البراد طعامًا للغد
أتعقّبُ في وجهي خطًّاً
لأفهمَ لِمَ يعجزُ الجدار
عن مداراةِ شقوقِه
أمام مستأجرين جدد
أشدُّ بالقوة ظلًّاً من الشارعِ
أُلبِسُهُ ثيابي،
أنفضُ رمادَهُ وأُجلِسُهُ مكاني
في العتمة أراهُ أحدَهُم
في الضوءِ أراني
أَختَرعُ حبًّا يفورُ وينطفئ
على فمِ ركوةِ النحاس
فناجيني التي بلا قعر
هاويةٌ يعبرها الضيوفُ ثقالًا
مثل حوتٍ ابتلعَ مرساةً
ألتقطُ بإبهامي تِفْلَ القهوةِ
وأمرغُ به وجهَ هذا الكون
كَمَنْ تلهو بترابٍ
والترابُ والقهوةُ
سمُّ الذاكرةِ تشمُّهُ لِتَنجوَ
حشوةُ الأُصُصِ
جواسيسُ الشرفاتِ
نتوءُ الطفولةِ على ساقِ وردةٍ
يقطفُها رجلٌ مستعجلٌ
فتبتسمُ له امرأة
تَحسَبُ بكاءَ الوردةِ ندًى
تَحسبُه يحبُها!
* شاعرة لبنانية