فاطمة، كانت إحداهن، وصلت إلى باحة مدرسة عبد الواحد المراكشي للبنات في حي المدينة القديمة وهي تجرّ عربة ابنها الصغير تمهيداً للإدلاء بصوتها. تبرر مشاركتها في الانتخابات بالحق الدستوري الممنوح لها بموجب الدستور، لكنها ترفض خلال حديث مع "العربي الجديد"، الإفصاح عن الحزب الذي اختارته لتمثيلها في البرلمان ولاحقاً تشكيل الحكومة إذا ما تمكن من تصدّر الانتخابات. المهم بالنسبة إليها أنها قد أدت واجبها.
بدوره، اختار طه خلاص الحضور مبكراً إلى مركز الاقتراع وعدم الانتظار إلى ما بعد صلاة الجمعة، لتجنب الازدحام المتوقع قي ساعات ما بعد الظهر والذي يعول عليه لرفع نسب المشاركة. هذا الأخير لمّح إلى أنه اختار حزب العدالة والتنمية بعدما أشار إلى أنه بنى تصويته بعدما اقتنع بأداء الحزب في الحكومة.
داخل المدرسة، ذات الطوابق الثلاثة والتي تضم 8 مكاتب اقتراع، كان يتواجد قرابة 30 ناخباً يغلب على معظمهم الطابع العمري الصغير.
نعيمة إدريسي، إحدى هؤلاء، تقول لـ"العربي الجديد"، إنها تشارك في الانتخابات للمرة الأولى، مشيرة إلى أنها لم تمنح صوتها لحزب العدالة والتنمية، متهمة إياه بالفشل. وتعتبر أن الحزب الذي سيصل إلى الصدارة ويشكل الحكومة عليه أن يلتفت إلى معاناة المغاربة، خصوصاً في ما يتعلق بإيجاد فرص عمل جديدة.
من جهته، يقول الشاب العشريني، حسين الكربالي، إنه لم يقترع لحساب أي من الأحزاب الأساسية، مانحاً صوته لـ"فيدرالية اليسار الديمقراطي"، التحالف الذي يضم ثلاثة أحزاب يسارية، لأن الفيدارلية، بحسبه، لم تشارك في الحكم من قبل ولا مانع من منحها الفرصة في ظل عدم الرضا عن أداء أحزاب السلطة والمعارضة على حد سواء. ويبدي الكربالي اطمئنانه إلى عدم حدوث أزمة سياسية أياً تكن نتيجة الانتخابات، لأن "المؤسسة الملكية هي الأساس ودور الحكومات لا يعدو عن تصريف الأمور".