ارتفعت حصيلة عملية احتجاز الرهائن في فندق راديسون بلو في باماكو، مساء اليوم الجمعة، إلى "ثلاثة قتلى على الأقل من الإرهابيين أو الذين فجروا أنفسهم" و27 قتيلاً على الأقل من النزلاء والموظفين كما أعلن مصدر عسكري مالي لوكالة "فرانس برس".
وقتل 27 على الأقل من نزلاء الفندق والموظفين في الهجوم وعملية احتجاز الرهائن، كما أضاف المصدر نفسه بدون أن يتمكن من تحديد جنسياتهم.
وشنت وحدات خاصة عملية الإنقاذ طابقاً طابقاً في الفندق، طبقاً للتلفزيون المحلي ومصادر أمنية، ما أدى إلى إنهاء عملية الاحتجاز بعد نحو تسع ساعات من بدئها.
وكان متحدث باسم وزارة الأمن أكد لوكالة "رويترز" أن المسلحين الذين شاركوا في اقتحام الفندق لا يزالون صامدين في مواجهة قوات الأمن، اليوم الجمعة، حتى بعد إجلاء كل المدنيين من المبنى.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، اليوم، أن الجزائري مختار بلمختار، زعيم مجموعة "المرابطون" التابعة للقاعدة "بدون شك وراء" الاعتداء على فندق راديسون بلو في باماكو.
وقال الوزير لشبكة التلفزيون "تي اف 1" "إنه ملاحق من قبل عدة دول منذ فترة طويلة، هو بدون شك وراء هذا الاعتداء، لكننا غير أكيدين تماماً".
إلى ذلك، أعلنت جماعة "المرابطون" مساء اليوم الجمعة، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية الهجوم، في وقت شاركت فيه قوات فرنسية وأميركية خاصّة بعملية تحرير الرهائن الذين احتجزهم المهاجمون في الفندق.
وبحسب حصيلة نشرتها وزارة الأمن الداخلي المالي على "تويتر" بعد ظهر الجمعة فإن 78 شخصا كانوا محتجزين في الفندق تم تحريرهم. وبين هؤلاء 45 ماليا و15 فرنسيا وأربعة جزائريين وأربعة أتراك وأربعة صينيين واثنان من ساحل العاج وإسبانيان وألماني وسنغالي وكندي.
وبحسب المجموعة التي تملك الفندق فقد كان فيه قبل الهجوم نحو 170 شخصاً.
ووقع الهجوم صباح اليوم، عندما اقتحم شخصان الفندق فيما أعلنت السلطات المالية أن الهدف من عملية الاقتحام هو احتجاز رهائن.
وأدت عملية الهجوم إلى جرح عنصرين من عناصر حرس الفندق، فيما قتل ثلاثة رهائن بعدما بدأت القوات الأمنية عملية اقتحام للفندق، في وقت قالت فيه وسائل إعلام مالية رسمية، إن العملية نجحت في الإفراج عن ثمانين رهينة.
على صعيد متصل، أعلن الجيش الأميركي أن قوات أميركية خاصة شاركت في عملية اقتحام الفندق ونجحت في تحرير ستة رهائن أميركيين. وأنها شاركت بعمليات تأمين الناجين من الهجوم.
من جهته، قال متحدث باسم قوات الأمن الفرنسية إن 50 من ضباط مكافحة الإرهاب انتقلوا إلى باماكو للمشاركة في عملية تحرير الرهائن، فيما أشار مصدر قريب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى أنه يوجد رعايا فرنسيون بين المحتجزين، هم طاقم يعمل في الخطوط الجوية الفرنسية، وما زال الغموض يلف مصيرهم حتى الآن.
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في باريس، وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً.
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أنه تم إنقاذ خمسة من بين سبعة أفراد من العاملين في الخطوط الجوية التركية من الفندق، مشيراً إلى أن السلطات على اتصال مع الاثنين الآخرين من طاقم الطائرة.
الجدير بالذكر، أن جهاديين يرتبط بعضهم بتنظيم "القاعدة"، سيطروا على شمال مالي طوال عام 2012. وعلى الرغم من طردهم لاحقاً من المنطقة في عملية عسكرية فرنسية، فإن ذلك لم يمنعهم من مواصلة عملياتهم.