تصاعدت وقائع استهداف منظومة الصحافة والإعلام في مصر. فبحسب تقرير أصدره اليوم مرصد "صحافيون ضد التعذيب"، حصلت سبعة انتهاكات متفرقة أمس، بدأت بإلقاء القبض على أمين نقابة الإعلام الإلكتروني. بالإضافة إلى استمرار حبس صحافيين آخرين أحدهما محبوس احتياطياً منذ 706 أيام، وشن حملة إعلامية مُوَجَّهة ضد موقع إخباري، بينما تم تسجيل ثلاثة انتهاكات أخرى مرتبطة بمباراة كرة قدم بين ناديي الأهلي والزمالك المصريين".
وكانت قوات الأمن المصرية، قد ألقت القبض على أبو بكر إبراهيم خلاف، أمين نقابة الإعلام الإلكتروني، عقب خروجه من مقر النقابة الرئيسي بمنطقة وسط القاهرة، وتم اقتياده إلى ديوان قسم شرطة قصر النيل، حيث يعد مصيره مجهولاً حتى الآن.
كذلك قرّرت محكمة جنايات القاهرة، صباح أمس، تأجيل نظر تجديد حبس الصحافي محمود أبو زيد، والشهير بـ"شوكان"، لأسبوعين جديدين، وهو المحبوس احتياطياً منذ قرابة عامين كاملين، على خلفية تغطيته فض اعتصام رابعة، حيث يشهد تعسفاً كبيراً في إجراءات التقاضي، وفقاً لمحاميه، وذلك بالرغم من رسائل استغاثة متتالية، بعثها الصحافي من محبسه بمنطقة سجون طره، إلى زعماء العالم ونقيب الصحافيين من دون مجيب، ومن المقرر انعقاد الجلسة التالية في الثالث من شهر أغسطس/ آب المقبل.
كذلك جدّد قاضي المعارضات في محكمة جنح قصر النيل، صباح أمس، حبس وجدي خالد، مصور جريدة "المصرية"، لمدة 15 يوماً أخرى، من دون تحقيقات جدية، بحسب محامي الصحافي. ويتّهم بالانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون لتعطيل أحكام العمل بالدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، إذ تم القبض عليه قبل ثلاثة أسابيع أثناء تغطيته الصحفية لشعائر صلاة الجمعة بمسجد عمر مكرم، بميدان التحرير، وسط العاصمة، بتكليف من الجريدة.
فيما تعرّض موقع "مصر العربية" الإخباري، لحملة شرسة ضده، عبر جرائد مملوكة للدولة، وعلى إثر ذلك تقدّم رئيس التحرير عادل صبري بمذكرة لنقيب الصحافيين، يحيى قلاش، حملت رقم 4067 بشأن نشر معلومات غير صحيحة ومضلّلة عن المؤسسة الإعلامية التي يترأس تحريرها.
وعلى جانب آخر، تلقّى رئيس قناة "سي آر تي" الفضائية، أحمد السعيد، تهديدات بمنعه من إذاعة مباراة ناديي الأهلي والزمالك (وهو ما حدث) وحبسه من جانب مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، خلال مكالمة هاتفية بينهما. حيث قام أيضاً بالتعدّي على رئيس القناة بالسب والقذف بألفاظ نابية، وذلك على خلفية منعه لرئيس النادي من الظهور في القناة.
وعلى خلفية إقامة نفس المباراة، قامت قوات التأمين بإستاد برج العرب، بمنع عدد من الصحافيين من الدخول لعدم إدراج أسمائهم في كشوفات الحضور لدى مديرية أمن الإسكندرية، فيما قامت مجموعات من المشجعين بإتلاف معدات التصوير لقناة "صدى البلد"، المتواجدة أمام مقر النادي الأهلي الرئيسي بمنطقة الجزيرة في وسط العاصمة، من أجل التغطية الصحافية، وذلك عقب انتهاء مباراة كرة قدم بين فريقي الأهلي والزمالك، وذلك وفقاً للمذيع الإعلامي الكروي أحمد شوبير.
"جاءت تلك الانتهاكات الممنهجة والمتتالية بلا توقف وسط أجواء من الترهيب واستهداف المؤسسات والكيانات الصحافية والإعلامية ذاتها، من بينها موقع "مصر العربية" الإخباري، وصلت إلى حد الملاحقة الأمنية والقضائية لثلاثة من رؤساء تحرير مؤسسات صحافية، بينها جرائد واسعة الانتشار، خلال الثلاثة أشهر الماضية هي: الوطن واليوم السابع والبيان، تلك الأجواء الترهيبية التي تصاعدت مؤخراً إلى ضغوطات هائلة على الجماعة الصحافية والإعلامية من أجل تمرير مشروع قانون مكافحة الإرهاب، المثير للجدل بعديد من النصوص المطاطية والمُقَيِّدة للإعلام والمُخالفة لمواد الحريات بالدستور المصري الذي تم إقراره في يناير/كانون الثاني من العام الماضي"، بحسب التقرير.