تزامن إطلاق الموسم الرابع من برنامج "ذا فويس" على قناة MBC السعودية، مع ردود فعلٍ شاجبة على الأغنية التي أنتجتها شركة "روتانا" لمغنين سعوديين يهاجمون فيها دولة قطر. وللمصادفة تصدرت المغنية الإماراتية أحلام والتي تحمل الجنسية القطرية، المشهد بعد انضمامها للجنة المدربين في "ذا فويس" لهذا الموسم، لسببين الأول نأي أحلام بنفسها عن محاولات تجنيدها من قبل الإمارات والمملكة العربية السعودية للهجوم على قطر أولاً، وتوظيف MBC لفنانة خليجية لها شعبية كبيرة لما تثيره من جدل واسع، في عالم البرامج التلفزيونية التي تحتاج إلى تسويق يضاعف من جمهورها.
هذا الموقف الذي يجتمع به الطرفان MBC وأحلام على مبدأ المصالح المُشتركة، يفتقده فنانون آخرون ومؤسسات فنية وشركات إنتاجية تحاول في كل مرة الاصطياد في الماء العكر، لما تريده من مصالح ضيقة قد تنعكس عليها في المستقبل القريب، وتضع الفنان نفسه أمام منعطف خطير، ليبقى الحكم النهائي بيد الجمهور.
على الرغم من الاختلاف في الآراء السياسية بين الفنانين، يتجه بعضهم إلى الغناء لبعض الدول، بعيداً عن الحساسية التي قد تخلفها لاحقًا بعض المواقف التي تتخذها الحكومات فيما بينها. فهل يقع الفنان حقيقة في فخ السياسة، تحت شعار أنه مؤيد لوطنه، وملتزم بقرارات حكومته، وهو في المقابل يحاول النيل أو التعدي على شعب آخر؟ سؤال يطرح مع تعدد موجات الاستغلال الفني والتحريض من قبل بعض الحكومات ضد دولة أو جهة معينة.
لسنوات خلت، غنت السيدة أم كلثوم لبعض الدول، وكذلك فعلت السيدة فيروز، التي ظلت على مسافة واحدة من جميع الأنظمة، لكن الحال يختلف اليوم، إذ توظف بعض الجهات أصوات الفنانين من أجل مصالحها الخاصة على قاعدة أن الفنان مجبر للرضوخ لأحكام هذه الدولة لأنه يحمل جنسيتها.
قلّة قليلة من الفنانين تحاول النأي بنفسها، والهروب إلى الأمام، بعيداً عن المهاترات التي قد يتسبب بها موقف سياسي يتنافى مع تطلعات فئة معارضة، لها جمهورها، كم هو حال بعض الفنانين السوريين الذين يدفعون ثمنًا أحياناً من قبل النظام لمجرد اختيارهم مبدأ الحياد، والابتعاد عن اتخاذ موقف الطرف.
أنتجت الثورات العربية في السنوات الأخيرة، اختلافًا لمواقف الفنانين، لكن بعضهم نأى بنفسه ولم يقدم على خطوات متظرفة ستقلل دون شك من مصداقيته في المستقبل.
لعلّ الاتجاه الأكثر حماية للمغنين تحديداً يكمن في الغناء للشعوب وليس للأنظمة، وهذا ما لم يتنبّه له بعض هؤلاء الذين ما زالوا فريسة في يدّ بعض الأنظمة. فقد فوجئ الوسط الفني، والمتابعون على صفحات "الميديا البديلة" بالأغنية التي أطلقها مجموعة من الفنانين السعوديين، بينهم الفنان العراقي الأصل ماجد المهندس الذي تخلى عن جنسيته العراقية عام 2010. ويومها شنّ الجمهور العراقي هجوماً عنيفاً على صاحب "اذكريني"، خصوصاً أنّ الجنسية السعودية تشترط عدم حمل صاحبها أي جنسية أخرى وهو ما يعني تخلي المهندس عن جنسيته الأساسية العراقية، متهمين إياه بعدم الوطنية والتخلي عن جنسية بلاده من أجل تحقيق نجاح فنّي يرتبط بالمال.
المُهندس يومها التزم الصمت تجاه الانتقادات التي لم تتوقف على العراقيين فحسب، بل جاء الرد والنقد من بعض الصحافيين السعوديين وتساءلوا عن الحيثيات وراء الموافقة على تجنيس المهندس والخدمات التي قدمها للمملكة حتى يحصل على جنسيتها، في وقت كان فيه المهندس، ينفي الخبر الذي تسرب لوسائل الإعلام التي أكدت حصوله على الجنسية مع مدير أعماله وزوجة مدير أعماله بناء على أمر من الديوان الملكي، والتُقطت له صور بالزيّ السعودي.
المهندس كان من أكثر الموالين للنظام السعودي، ومنذ نيله الجنسية السعودية وهو لا يتوقف عن المشاركة في معظم المناسبات والغناء للمملكة وقد سجل مجموعة من الأناشيد والأغاني التي تُمجد الحكم والنظام.
لكن ذلك لم يمنع المهندس من التغزل بباقي الدول الخليجية، عام 2010 قام المهندس بإطلاق أغنية خاصة بدولة قطر، وحملت عنوان "روحي قطر" قدمها للمرة الأولى في مهرجان الدوحة للأغنية العربية، بعدما كان للدوحة اليد الطولى في شهرة المهندس وسعة انتشاره في دول الخليج العربي.
محمد عبده
المُلقّب بـ"فنان العرب"، محمد عبده، كانت له صولات وجولات في تغزّله وغنائه للدوحة قبل سنوات قليلة، وهو لم يتوانَ يوماً عن الغناء في معظم المناسبات التي شهدتها الدوحة في السابق. وحتى الأمس القريب، كان محمد عبده نجمًا مكرماً في مهرجانات الدوحة الفنية التي تُقام بشكل موسمي. وكذلك فعل زميله السعودي راشد الماجد في أغنية "يا طير يا رايح قطر"، ثم شارك في أغنية "علّم قطر".
وكذلك استغل عدد كبير من الفنانين العرب، محبتهم للدوحة، وقاموا بالغناء لها، وهم حتى اليوم يقفون موقف المحايد من الأزمة الخليجية. كالفنان حسين الجسمي الذي غنى "داري قطر" قبل سنوات. ولم يتوقف الغناء لدولة خليجية على فنان يعتبر نفسه شقيقاً لجمهور دولة مجاورة، فغنت أصالة نصري لدولة البحرين بعدما مُنحت الجنسية البحرينية التي تُفاخر بها، ووجهت زميلتها نجوى كرم عام 2010 تحية للدوحة، في مهرجان الدوحة الغنائي عن طريق موّال يشكر جهود قطر على مساعيها في حل الأزمة التي عصفت في لبنان سنة 2008. وكذلك فعلت نوال الكويتية في أغنية خاصة قدمتها لقطر وحملت عنوان "قطر بنت الأصيل".
اقــرأ أيضاً
هذا الموقف الذي يجتمع به الطرفان MBC وأحلام على مبدأ المصالح المُشتركة، يفتقده فنانون آخرون ومؤسسات فنية وشركات إنتاجية تحاول في كل مرة الاصطياد في الماء العكر، لما تريده من مصالح ضيقة قد تنعكس عليها في المستقبل القريب، وتضع الفنان نفسه أمام منعطف خطير، ليبقى الحكم النهائي بيد الجمهور.
على الرغم من الاختلاف في الآراء السياسية بين الفنانين، يتجه بعضهم إلى الغناء لبعض الدول، بعيداً عن الحساسية التي قد تخلفها لاحقًا بعض المواقف التي تتخذها الحكومات فيما بينها. فهل يقع الفنان حقيقة في فخ السياسة، تحت شعار أنه مؤيد لوطنه، وملتزم بقرارات حكومته، وهو في المقابل يحاول النيل أو التعدي على شعب آخر؟ سؤال يطرح مع تعدد موجات الاستغلال الفني والتحريض من قبل بعض الحكومات ضد دولة أو جهة معينة.
لسنوات خلت، غنت السيدة أم كلثوم لبعض الدول، وكذلك فعلت السيدة فيروز، التي ظلت على مسافة واحدة من جميع الأنظمة، لكن الحال يختلف اليوم، إذ توظف بعض الجهات أصوات الفنانين من أجل مصالحها الخاصة على قاعدة أن الفنان مجبر للرضوخ لأحكام هذه الدولة لأنه يحمل جنسيتها.
قلّة قليلة من الفنانين تحاول النأي بنفسها، والهروب إلى الأمام، بعيداً عن المهاترات التي قد يتسبب بها موقف سياسي يتنافى مع تطلعات فئة معارضة، لها جمهورها، كم هو حال بعض الفنانين السوريين الذين يدفعون ثمنًا أحياناً من قبل النظام لمجرد اختيارهم مبدأ الحياد، والابتعاد عن اتخاذ موقف الطرف.
أنتجت الثورات العربية في السنوات الأخيرة، اختلافًا لمواقف الفنانين، لكن بعضهم نأى بنفسه ولم يقدم على خطوات متظرفة ستقلل دون شك من مصداقيته في المستقبل.
لعلّ الاتجاه الأكثر حماية للمغنين تحديداً يكمن في الغناء للشعوب وليس للأنظمة، وهذا ما لم يتنبّه له بعض هؤلاء الذين ما زالوا فريسة في يدّ بعض الأنظمة. فقد فوجئ الوسط الفني، والمتابعون على صفحات "الميديا البديلة" بالأغنية التي أطلقها مجموعة من الفنانين السعوديين، بينهم الفنان العراقي الأصل ماجد المهندس الذي تخلى عن جنسيته العراقية عام 2010. ويومها شنّ الجمهور العراقي هجوماً عنيفاً على صاحب "اذكريني"، خصوصاً أنّ الجنسية السعودية تشترط عدم حمل صاحبها أي جنسية أخرى وهو ما يعني تخلي المهندس عن جنسيته الأساسية العراقية، متهمين إياه بعدم الوطنية والتخلي عن جنسية بلاده من أجل تحقيق نجاح فنّي يرتبط بالمال.
المُهندس يومها التزم الصمت تجاه الانتقادات التي لم تتوقف على العراقيين فحسب، بل جاء الرد والنقد من بعض الصحافيين السعوديين وتساءلوا عن الحيثيات وراء الموافقة على تجنيس المهندس والخدمات التي قدمها للمملكة حتى يحصل على جنسيتها، في وقت كان فيه المهندس، ينفي الخبر الذي تسرب لوسائل الإعلام التي أكدت حصوله على الجنسية مع مدير أعماله وزوجة مدير أعماله بناء على أمر من الديوان الملكي، والتُقطت له صور بالزيّ السعودي.
المهندس كان من أكثر الموالين للنظام السعودي، ومنذ نيله الجنسية السعودية وهو لا يتوقف عن المشاركة في معظم المناسبات والغناء للمملكة وقد سجل مجموعة من الأناشيد والأغاني التي تُمجد الحكم والنظام.
لكن ذلك لم يمنع المهندس من التغزل بباقي الدول الخليجية، عام 2010 قام المهندس بإطلاق أغنية خاصة بدولة قطر، وحملت عنوان "روحي قطر" قدمها للمرة الأولى في مهرجان الدوحة للأغنية العربية، بعدما كان للدوحة اليد الطولى في شهرة المهندس وسعة انتشاره في دول الخليج العربي.
محمد عبده
المُلقّب بـ"فنان العرب"، محمد عبده، كانت له صولات وجولات في تغزّله وغنائه للدوحة قبل سنوات قليلة، وهو لم يتوانَ يوماً عن الغناء في معظم المناسبات التي شهدتها الدوحة في السابق. وحتى الأمس القريب، كان محمد عبده نجمًا مكرماً في مهرجانات الدوحة الفنية التي تُقام بشكل موسمي. وكذلك فعل زميله السعودي راشد الماجد في أغنية "يا طير يا رايح قطر"، ثم شارك في أغنية "علّم قطر".
وكذلك استغل عدد كبير من الفنانين العرب، محبتهم للدوحة، وقاموا بالغناء لها، وهم حتى اليوم يقفون موقف المحايد من الأزمة الخليجية. كالفنان حسين الجسمي الذي غنى "داري قطر" قبل سنوات. ولم يتوقف الغناء لدولة خليجية على فنان يعتبر نفسه شقيقاً لجمهور دولة مجاورة، فغنت أصالة نصري لدولة البحرين بعدما مُنحت الجنسية البحرينية التي تُفاخر بها، ووجهت زميلتها نجوى كرم عام 2010 تحية للدوحة، في مهرجان الدوحة الغنائي عن طريق موّال يشكر جهود قطر على مساعيها في حل الأزمة التي عصفت في لبنان سنة 2008. وكذلك فعلت نوال الكويتية في أغنية خاصة قدمتها لقطر وحملت عنوان "قطر بنت الأصيل".